|
النفور من الحوار بسم الله الرحمن الرحيم اللهم صل على محمد وآل محمد الحوار أحد وسائل الحصول على المعرفة ولكننا لا نعرف آداب الحوار ولهذا لا نرى في حواراتنا إلا ما هو سلبي، وللأسف لا تقتصر سلبيات الحوار على المتحاورين بل تشمل معتقداتهم ومقدساتهم قصدوا ذلك أم لم يقصدوا. وهذا سبب كتابتي لهذا الموضوع وأرجوا أن يعيه الجميع خاصة مؤيدي ومعارضي المملكة الدستورية. قبل أن تتحاور اسأل نفسك "ماهو هدفك من الحوار؟" * هل هو إقناع وهداية المتحاور؟ * هل هو العناد والغالب والمغلوب (غوغاء من أجل الحوار)؟ * هل هو التخريب؟ ثم انظر للمحاور * هل يتقبل الحوار معك أم لا؟ * هل ينصف نفسه ويعترف بالخطأ إذا أخطأ أم لا؟ * هل هو من المخربين أم لا؟ ثم أنظر للموضوع * هل يمس أمور شخصية خاصة بالمحاور أم لا؟ * هل يمس شخصيات ومعتقدات مقدسة للمحاور أم لا؟ * هل لابد من نقاش الموضوع؟ ثم للإنصاف اسأل نفسك * هل أنت مستعد لتعترف بالخطأ إن كنت مخطئا؟ أم تخجل من ذلك وتتهرب؟ * هل أنت قادر على تقييم الفائدة من الحوار للتخذ الإجراء المناسب حياله؟ أم تعتبر ذلك انسحاب وهزيمة؟ * هل أنت مستعد لتقبل المساس لشخصيات ومعتقدات مقدسة لديك كما تفعل بمقدسات غيرك؟ أساسيات وقواعد الحوار حسب وجهة نظري * إذا كان هدفك هو هداية وإقناع المتحاور والمتحاور لا يقبلك كمحاور له، فماذا تفعل وأنت تعتقد بأهمية موضوع الحوار؟ إذا كان لا يقبلك كمحاور يجب أن تعلم أنه لن يرد عليك وإنما سيقرأ ما تكتبه، ولهذا من الخطأ كتابة حوار تسلسلي (تنتظر الإجابة لكي تسأل السؤال التالي) لأنه لن يرد على سؤالك الأول ناهيك عن البقية، فأفضل أسلوب لهذه الحالة هو اسلوب إثارة التساؤل بين المحاور وبين نفسه، حيث تلقي عليه سؤال أو عبارة لا حجة له فيها وكتفي بذلك. وهذه الحالة لا ينفع معها الغوغاء والعناد والغالب والمغلوب ولا التخريب، وإذا كان الموضوع في الأمور الشخصية فلا تتطرق لها إلا إذا كانت كمعلومة أمر بمعروف ونهي عن منكر وفي حدود معينة واسلوب خاص جدا. * إذا كان هدفك الهداية والمحاور لا يعترف بالخطأ فماذا تفعل؟ لا أنصح بالحوار معه ولكن استخدم معه اسلوب إثارة التساؤل بينه وبين نفسه * إذا كان هدفك الهداية والمحاور من المخربين فماذا تفعل؟ لا تحاوره أبدا في الموضوع واستخدم معه الأخلاق في غير الموضوع، ثم استخدم اسلوب إثارة التساؤل بينه وبين نفسه، وهذا في حالة الموضوع المهم وإلا فالسكوت عنه أفضل. * إذا كان هدفك الغوغاء والغالب والمغلوب والحوار من أجل الحوار فلا تمس الأمور الشخصية ولا الشخصيات والمعتقدات المقدسة للمحاور، فهذا الأسلوب سلبياته كثيرة ولكن يكمن نجاح هذا الاسلوب في الأمور الثقافية، ولكن بأدب وذكاء لكي تستطيع إثراء الموضوع بتساؤلاتك، أما في الشخصنة والمقدسات فلا يصلح. * أما إن كنت من المخربين فلا يقبلك إلا المخربين والغوغائيين أمثالك، فلا فائدة من اسلوبك هذا إلا فائدة تخريب ما يفعله المخربون. سلبيات الخروج عن هذه القواعد * عندما تناقش شخصا في أموره الشخصية الخاصة وتخطء باسلوب طرحك بمقدار 1% فسيسبك أنت بمقدساتك * عندما تناقش شخصا مخربا أو غوغائيا في الشخصيات والمعتقدات المقدسة عنده، فإنه سيهين ويلعن كل من تقدس وتحترم وسيكفرهم. * عندما تناقش بالتخريب والغوغاء شخصا عقلائيا فإنه سيعمم سلوكك في الحوار على جميع اتباع الشخصية التي تتبعها. السبب الرئيسي في إهانة القادة أساليب الحوار التي يستخدمها اتباع كل نهج هي التي تعمم على جميع النهج، والمشكلة وجود ارتباط ذهني بين المتحدث وبين من يتبع، فلا حظوا أن الذين يطالبون بالإسقاط بمجرد أن يجدوا شخصا يضع صورة للشيخ عيسى أو أحد رموز الوفاق يعبرون عنه انبطاحي من أول وهلة دون أن يتكلم حتى، وكذلك من يؤيد المملكة عندما يرون صورة للأستاذ عبدالوهاب أو المشيمع يعبرون عنه منذ الوهلة الأولى بأنه جاهل متعصب ولا يفقه شيء، وهكذا بالنسبة لرموز العلمانية وغيرها. مع شديد الأسف أن يهان الشيخ عيسى والأستاذ عبدالوهاب وغيرهما بسبب سذاجة أتباعهما، فالسبب ليس من عمم بقدر ما هو ممن يتبع بغباء، والمغيض حقا هو أنهم يعتقدون باسلوبهم هذا أنهم يدافعون عنهم، ولكنهم حقيقتا يقحمونهم بأفواه الجهلة بقصد أو بغير قصد. سبب إنتشار اسلوب الغوغواء والتخريب أكثر من يتكلم في الحوارات هو لا يخرج مع الشباب في الساحات، ولهذا يريد أن يفرغ طاقته في الحوار، ولكن لا يوجد حوار مفيد أو موضوع مفيد يتحاور فيه، فلا يجد إلا المواضيع التي انتهت منذ سنة ليتحاور ويتشاجر فيها، والغريب أن البقية يفرحون بذلك وكأن الموضوع جديد! وعلى كل حال حل هذه القضية هو نشر المواضيع المفيدة والنقاش حولها، لكي لا يكون هناك مجال للحوار الفاضي. |
| الساعة الآن 11:54 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Content Relevant URLs by vBSEO 3.5.2 TranZ By
Almuhajir