منتدى استراحات زايد - معادلة الثوار: نتقدَّم+نسيطر ميدانياً = نتقدَّم+نسيطر سياسياً

بسم الله الرحمان الرحيم
اللهم صلّ على محمد وآل محمدٍ الطيّبين الطاهرين
السلام عليك يا شعب التضحيات يا شعب الشهداء وكل يوم أنت إلى النصر أقرب

الثوّار أفشلوا المشروع تلو المشروع والحيلة تلو الحيلة والإلتفاف تلو الإلتفاف بتواجدهم الميداني وتحكّمهم فيه، هذا الحضور وهذا الزخم هو صمّام الأمان لبوصلة الثورة.

أفشلَ الثوار قانون الطوارئ وأفشلوا بعده مشروع (الحوار) وأسقطت الجماهير ورقة (الإتحاد) الكرتونية واليوم هم قادرون على إفشال مشروع (المصالحة) بتواجدهم وحضورهم الميداني.

وليس المطلوب اليوم هو الحفاظ على الحضور والزخم الميداني فحسب وإنما التفكير مليّاً بتحقيق التقدّم الميداني الذي سيفضي حتماً إلى السيطرة الميدانية والتي بدورها ستقودنا إلى التقدّم والسيطرة السياسية التي نتطلع إليها في ثورة اللؤلؤة المجيدة.

المشاريع التي طُرحت بالأمس وتُطرح اليوم وبعناوين مختلفة تعطينا شاهداً محسوساً على فاعلية الحضور الميداني وتأثيره المباشر على الواقع السياسي. بالتقدّم والسيطرة الميدانية يمكن أن نُفشل -أو نُعرقل على الأقل- تقدم مشروعٍ ما قد يعترض مسار الثورة الواضح في الإنعتاق من براثن وقيود النظام الخليفي الفاسد والفاقد للشرعيّة وإقامة نظامٍ شعبيٍّ جديد.

والحراك الثوري في الميدان سيحرز التقدم أكثر فأكثر كلما أبرز مطلبه الواضح والعريض المتمثل بإنهاء نظام الرقّ والعبودية وإسقاطه للأبد. إنَّ أي عنوانٍ دافع ينطلق في معركة الإستنزاف الطويلة إنَّما يكون في سياق الهدف الواضح والعريض الذي تؤمن به جماهير الثورة وترتّله في كل يوم.

الحراك الميداني مطلوبٌ ومأمولٌ منه أن يستمرّ ويكثّف وبشكلٍ نوعيّ بخطواتٍ مفاجئة ومعدّة مسبقاً، وهذا لا يتنافى مع ضرورة مراعاة التوازن والحفاظ على الطبيعة الشعبية والعامة للحراك الذي تشارك فيه مختلف الفئات والطبقات والأعمار.

الثورة بالطبع يكون لها برنامجٌ ميدانيّ إطاره السياسيّ هو إسقاط النظام ومحاكمة مجرميه وإقامة نظام شعبيٍّ جديد.

نتطلع إلى تقدّم سياسيّ وسيطرة سياسيّة تؤكد على مطلبنا المشروع والحق في اختيار نظامٍ سياسيٍّ،اجتماعيٍّ،اقتصاديٍّ جديد نشترك جميعاً كأبناء للوطن في تشييده وإقامته والحفاظ عليه والذود عنه. وهذا التطلّع سيكون متحققاً بإذن الله طالما عملنا على الأرض من أجل ذلك وفعّلنا الفكر الجديد الذي تشرّبنا به منذ 14 فبراير 2011 والذي يقوّي وينمّي ويؤصّل فينا روح الإعتماد على النفس وإرادة قهر المستحيل والتقدّم بنفسيّة شجاعة تضحويّة وحناجرَ صادعة وسواعدَ ثوريّة تحطّم كلّ العراقيل وتقتل غول اليأس والتحبيط.

عندما نؤمن بأنَّ الميدان لنا كشعب ونحن من يستطيع فرض سيطرته عليه وعندما نؤمن بمشروعنا وهدفنا الثوري الذي رفعناه وضحَّينا من أجله فسيكون أيّ مشروع سياسيّ يلتفّ عليه ساقطاً من اعتبارنا وسندُوس عليه كما دُسنا على غيره من مشاريع ونمضي للأمام ميدانياً كي نرى مشروعنا الذي آمن كلّ واحد منّا به في وجدانه وبذلَ من أجله جُهده ودماءه أمراً واقعًا مشهوداً سياسيّا.

ضمير الشعب