منتدى استراحات زايد

منتدى استراحات زايد (http://vb.ma7room.com/index.php)
-   منتدى أخبار المواقع والمنتديات العربية والأجنبية (http://vb.ma7room.com/forumdisplay.php?f=183)
-   -   "كان مجاهدا".. هل هذا دليل؟!!! (http://vb.ma7room.com/showthread.php?t=936559)

محروم.كوم 06-24-2012 10:21 PM

"كان مجاهدا".. هل هذا دليل؟!!!
 
عند التناقش في مسألة أن فلانا مستقيم أو منحرف، فإن الطرف المؤيد يستدل بأمور ليثبت استقامته، وفي المقابل يبين الغير انحرافه، وسنتطرق هنا إلى استدلال واحد فقط يطرحه من يرى استقامة "فلان"، وهو القول بأن "فلانا أثبت في فترة سابقة جهاده وتفانيه في العمل"، ثم يأتي ببعض المواقف السابقة كإثبات لما يقول.

استقاما ثم انحرفا

يرد الطرف الآخر على الاستدلال بقوله أن (هذه الشخصية ليست معصومة، ومواقفها المتناقضة الحالية دليل على ذلك)، ثم يأتي ببعض المواقف الحالية، وهو رد جيد وإن كان غير تام في نفسه، ولذا فسنذكر مثالين لشخصيتين تناسبان موضوعنا، ثم سنبين رأينا النهائي حول هذه المسألة.

هاتان الشخصيتان هما من العلماء الشيعة في عصر الغيبة الصغرى، والتي كان مرجع الشيعة فيها إلى نواب الإمام الأربعة المعروفين.

الشخصية الأولى: أحمد بن هلال العَبَرْتَائِي:

ولد أحمد بن هلال سنة 180هـ، ومات سنة 267هـ، وعبرتا قرية بنواحي بلد إسكاف، وهو من بني جنيد، أي أن حياته كانت معاصرة لإمامة الإمام الرضا والجواد والهادي والعسكري والمهدي عليهم السلام، كما أنه عاصر النائبين الأولين الخاصين للإمام المهدي (ع) في الغيبة الصغرى، وهما (عثمان بن سعيد بن عمرو العَمري الأسدي)، وابنه (محمد بن عثمان الأسدي).

من ضمن ما قاله العلماء في العبرتائي هو أنه "كان صالح الرواية"، وأنه "حج أربعا وخمسين حجة ، عشرون منها على قدميه"، وأنه كان من الرواة ومن أصحاب الإمام الهادي والعسكري (ع).

من جانب آخر قال العلماء في العبرتائي أنه "مُغَالٍ -من الغلو-"، وأنه "متهم في دينه"، وأنه "فاسد المذهب"، وغير ذلك!!!، لماذا؟!!!

الجواب:

أنكر أحمد بن هلال أن السفير الثاني (محمد بن عثمان) هو نائب الإمام المهدي (عج) مع أن تعيينه أتى من الإمام العسكري (ع)، وعندما سألوه عن ذلك قال أنه لم يسمع الإمام ينص عليه بالسفارة، وقال أنه لا ينكر السفير الأول، فقالوا: "قد سمعه غيرك"، فقال: "أنتم وما سمعتم"، فلعنوه وتبرأوا منه، ثم صدر من الإمام بيان شديد على العبرتائي، فقال عنه: : ((احذروا الصوفي المتصنع))، ثم قال في بيان لاحق:

((قد كان أمرنا نفذ اليك في المتصنع ابن هلال -لا رحمه الله- بما قد علمت، ولم يزل -لا غفر الله له ذنبه، ولا أقاله عثرته- يداخل في أمرنا، بلا إذن منا ولا رضى، يستبد برأيه، فيتحامى من ديوننا (من ذنوبه) لا يمضي من أمرنا إياه إلا بما يهواه ويريده، أرداه الله بذلك في نار جهنم، فصبرنا عليه، حتى بتر الله بدعوتنا عمره، وكنا قد عرّفنا خبره قوما من موالينا في أيامه -لا رحمه الله- وأمرناهم بإلقاء ذلك إلى الخاص من موالينا، ونحن نبرأ إلى الله، من ابن هلال -لا رحمه الله- ولا من لا يبرأ منه (وممن لا يبرأ منه)، وأعلِم الإسحاقي -سلمه الله- وأهل بيته، مما أعلمناك من حال هذا الفاجر. وجميع من كان سألك ،ويسألك عنه، من أهل بلده والخارجين ، ومن كان يستحق أن يطّلع على ذلك، فإنه لا عذر لأحد من موالينا في التشكيك فيما روى عنّا ثقاتنا، قد عرفوا بأننا نفاوضهم بسرّنا ونحمله إياه إليهم، وعرفنا ما يكون من ذلك إن شاء الله تعالى))، ثم قال (ع):

((لا أشكر الله قدره، لم يدع المرء ربه بأن لا يزيع قلبه، بعد أن هداه، وأن يجعل ما منّ به عليه مستقرا، ولا يجعله مستودعا، وقد علمتم ما كان من أمر الدهقان، -عليه لعنة الله- وخدمته وطول صحبته، فأبدله الله بالايمان كفرا حين فعل ما فعل، فعاجله الله بالنقمة، ولم يمهله. والحمد الله لا شريك له ، وصلى الله على محمد وآله وسلم ". انتهى

أقول: كان أحمد بن هلال عالما، ولكن تحول لدرجة أن قال فيه الإمام: "لا رحمه الله"، "لا غفر الله له ذنبه"، "لا أقاله عثرته"، "أرداه الله بذلك في نار جهنم"، "بتر الله عمره بدعوة الإمام المهدي (عج)"، تبرأ منه الإمام وممن لا يبرأ منه، "فاجر"...
أعاذنا الله من كل ذلك، وثبتنا على حب وطاعة أئمتنا (ع) والبراءة من أعدائهم..

لعنك الله يا أحمد بن هلال العبرتائي..

الشخصية الثانية: محمد بن علي الشلمغاني:

وحاله هو حال العبرتائي تقريبا، وقد قال فيه العلماء أنه "كان مستقيم الطريقة"، وأنه "كان متقدما في العلم"، وأنه "كان فقيها من الفقهاء"ولكن حسده على السفير الثالث جعله يترك المذهب، وارتد عن الإسلام، وألحد في الدين، حتى صدر عليه بيان من الإمام المهدي (عج) أيضا، وهذا نصه:

((إن محمد بن علي المعروف بالشلمغاني عجل الله له النقمة ولا أمهله، وقد ارتد عن الإسلام وفارقه، وألحد في دين الله، وادعى ما كفر معه بالخالق جل وتعالى، وافترى كذبا وزورا، وقال بهتانا وإثما عظيما، كذب العادلون بالله وضلوا ضلالا بعيدا، وخسروا خسرانا مبينا، وإنا برئنا إلى الله تعالى وإلى رسوله صلوات الله عليه وسلامه ورحمته وبركاته منه، ولعناه عليه لعائن الله تترى، في الظاهر منا والباطن، في السر والجهر، وفي كل وقت وعلى كل حال، وعلى كل من شايعه وبلغه هذا القول منا، فأقام على تولاه بعده)).

لعنك الله يا محمد بن علي الشلمغاني..

ملاحظة: من أحب القراءة بتفصيل أكثر يمكنه الرجوع لكتاب (معجم رجال الحديث) للسيد الخوئي، وهو متوفر في شبكة الإنترنت.

النتيجة النهائية:

أعزائي، احتمالية أن يتغير الشخص من الاستقامة إلى الانحراف ممكن جدا، وهذا يشمل العلماء -كما بيّنّاه من حال العبرتائي والشلمغاني لعنهما الله-، ولكن لعدم معرفتنا ببواطن الأشخاص وعدم وجود المعصوم بيننا لنسأله، فإن تحديد انحراف الشخص لا يتم إلا "بدمج مواقفه السابقة والحالية" لنصل لنتيجة صحيحة، وعندما نطرح مواقفه يجب أن يتفق الطرفان على وقوعها حتى يكون التسلسل صحيحا
الدمج بين المواقف السابقة والحالية للشخص إن كانت هدفه الوصول لحالته الحالية فلا إشكال فيه عقلا، فالهدف من النقاش هو الإحاطة بالشخصية المتناقَش فيها إحاطة شمولية كاملة لتتبين لنا حالته الحالية.

نسأل الله تعالى أن يوفقنا لأن نتناقش مع بعضنا نقاشات مثمرة مفيدة لنصل لما نصبو إليه من توحّد الصف، واتباع الحق وأهله، إنه سميع مجيب الدعاء، وهو حسبنا ونعم الوكيل.

حقي كإنسان
23-06-2012
@eHAQYe


الساعة الآن 11:48 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Content Relevant URLs by vBSEO 3.5.2 TranZ By Almuhajir


1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59 60 61 62 63 64 65 66 67 68 69 70 71 72 73 74 75 76 77 78 79 80 81 82 83 84 85 86 87 88 89 90 91 92 93 94 95 96 97 98 99 100 101 102 103 104 105 106 107 108 109 110 111 112 113 114 115 116 117 118 119 120 121 122 123 124 125 126 127 128 129 130 131 132 133 134 135 136 137 138 139 140 141 142 143 144 145 146 147 148 149 150 151 152 153 154 155 156 157 158 159 160 161 162 163 164 165 166 167 168 169 170 171 172 173 174 175 176 177 178 179 180 181 182 183 184 185 186 187 188 189 190 191 192 193 194 195 196 197 198 199 200 201 202 203 204 205 206 207 208 209 210 211 212 213 214 215 216 217 218 219 220 221 222 223 224 225 226 227