ورحل نايف - جميل: ولكن ما الذي حدث قبل رحيله وما الذي سيحدث بعد رحيله!
 

السلام عليكم جميعاً ورحمة الله تعالى وبركاته

لا يخفى على الجميع مقدار الغمرة بالفرح والسرور بموت أحد أصنام شبه الجزيرة العربية ورئيس عمليات الإرهاب والقتل والتعذيب المقبور نايف بن عبدالعزيز آل سعود (Game Over)

كلنا اليوم قد أفاق على وقع هذا الخبر المفرح بلا شك، ولولا تصادفها مع ذكرى إستشهاد رهين السجون (ع) لغمرتنا الفرحة أعظم وأعظم

ولكن كل ما رأيته من مواضيع أغلبها تصب في هذا المنحى (فرح x فرح) عدا موضوع واحد جميل يتحدث عن البحرين الكبرى

انا هنا في هذا الموضوع البسيط أريد أن أتطرق إلى بعض جوانب هذا الخبر بشقيه الماضي والحاضر - آملاً أن يتم إثراء الموضوع كما عودتمونا بذلك بأقلامكم النيرة - :


==============================

* الشق المتعلق بالماضي:

ونبدأه بتساؤل لابد من طرحه:

هل موت المقبور نايف حدث فجأة أم كانت له علامات ومقدمات سابقة؟

بلا شك كلنا قد سمع منذ مدة طويلة بعدة اشاعات وأخبار شبه موثوقة بأن الأمير المقبور نايف سوف يلحق أخاه ولي العهد السابق من بعد التأكيد على بعض المعلومات المتداولة بخصوص تدهور صحته بشكل كامل وإدخاله لمستشفيات غربية راقية على وجه السرعة وبعجالة!!! البعض كذب تلك الأخبار والبعض تمنى صحتها والبعض صدقها ولكنه تناساها بعد مدة وجيزة تحت وقع المثل الشعبي "أبليس لا يكسر مواعينه"، ولكن هذه المرة قد تكسرت تلك الأواني تكسيراً قوياً من بعد دخولها لمرحلة تنفيذ الوعيد الرباني وبعد إكمالهم للمهلة المحددة لهم قبل وقوع الواقعة دون أي تأخير

لا شك بأنه خلال هذه الفترة الطويلة نسببياً قد قامت الولايات المتحدة الأمريكية بمحاولة ترتيب الأوراق الداخلية وإعادة تصفيف جدران البيت الخليجي المتهالك من خلال:

- إرسال مبعوثيها ومستشاريها لحكام الخليج

- التخلص من الملف السوري بعجالة قبل إستفحاله

- التخلص من الملف البحريني بهدوء قاتل بالمؤامرات

- دراسة كيفية عدم وقوع الخلاف المرتقب داخل أسرة آل سعود

ولا شك أن تلك التحركات قد جابهت تياراً كلاسيكياً معاكساً لها على الدوام!! نعم، انها الجمهورية الإسلامية التي على علم كامل بما يحدث داخل الدهاليز من خلال قوة استخباراتها ومراكز جمع المعلومات المنتشرة على جميع أرجاء الأصقاع المعمورة .. ولهذا قامت باللعب بإحترافية ضد الدول الغربية على كافة الجبهات

(ومنها كما تطرقنا له سابقاً في موضوع منفرد، تعاونها مع جيش أنصار الله "الجناح العسكري المنبثق من حزب الشباب المؤمن التابع لجماعة الحوثي" وجعله ذو رونق وطابع مشابه لحد بعيد بحزب الله في لبنان .. كان الموضوع تحت عنوان: ما الذي يطبخ الآن على أرض صعدة! هل هو تحرك سعودي لتدارك الخطر الحتمي!
http://forum.bahrainonline.org/showthread.php?t=403299 )


ولأن النظام السوري قد أثبت تماسكه، ولأن الثورة البحرينية تمكنت من المواصلة، ولأن الولايات المتحدة علمت بأن إيران قد فطنت لتحركاتها السريعة وقادرة على الإبحار في التيار المعاكس بإحترافية .. لهذا - ربما - عمدت الولايات المتحدة (من خلف كواليس السياسة طبعاً) بمحاولة ترميم ما سبق هدمه، ومنها:

- مغازلة الجمهورية الإسلامية والإعتراف بها ضمناً بأنها دولة كبرى أقليمياً لا يمكن الاستهان بها .. بل يجب التغلب على العقبات ومحاولة فتح علاقات جديدة معها .. ولربما نشهد بعض التغييرات الملموسة على الصعيد النووي في الأيام المقبلة! ولا شك قطعاً بأن الملف البحريني (الذي تحول إلى ملف أقليمي) سوف يطرح في أي قمة تسوية ما بين الأطراف الكبار .. يكفينا أن نقرأ بأن وزير الخارجية البريطاني قد قام بالإجتماع مع نظيره الإيراني يوم الأمس (المصدر: http://www.bbc.co.uk/arabic/middleea..._uk_iran.shtml)

- كثرة اتصالاتها ( من خلال سفارتها بالمنامة) ببعض جهات المعارضة (الجمعيات) كي تمهد لفتح صفحة جديدة مع النظام القاتل الخليفي ومن ثم تتخلص من هذا الوحل الذي قد ورطت نفسها به ومن ثم الخروج بأقل الخسار - خصوصاً بعد قيامها بفتح العديد من الجبهات من دون الإفضاء إلى حل واحد مرضي لها - .. ولا شك بأن الجمعيات قد فطنت (أو لربما قد تم مدها ببعض المعلومات من قبل القيادة الإيرانية) بما يجري، وأصبحت على علم بأن الرهانات القوية الآن في كفتها لا في كفة النظام الفاقد للشرعية، ولهذا نرَ بعض التشديد في لهجتها بخصوص أي حل سياسي وشيك وحتى جهرها علناً بعدم إدخال جمعيات التطبيل والتهريج في أي تحصيلات مستقبلية

- لربما قامت الولايات المتحدة أيضاً ببعض الإتصالات بالرموز السياسية المغيبة في غياهب السجون ومحاولة كسب صوتهم الذي سينعكس مباشرة على شباب الثورة الذي لن يقبل الا بسقوط الطاغي حمد .. ولهذا كلنا قد سمع بعلم سماحة الأستاذ عبدالوهاب حسين بقرب حدوث اتصالات ما بين الجمعيات والحكومة .. والرموز كما علمونا بإكتفاءهم بالسكوت وعدم إبداء أي وجهة نظر وترك الأمور لنا لتقرير مصيرها


أما بخصوص النظام البحريني القاتل فإنه بلا شك قد سرّع من وتيرة إرسال الإشارات لتلك الأطراف المعارضة ومحاولة جرها لشراكه المسمومة تحت مسميات زائفة عنوانها الإصلاح وفتح صفحة جديدة عادلة ذات عناوين براقة من قبيل الحرية والحق والعدالة وما شابهه من خزعبلات

إلا أن كل تلك الإشارات قد أصبحت قاب قوسين أو أدنى مع وقع هذا الخبر الرباني "موت الطاغية نايف بن عبدالعزيز آل سعود" .. ولا شك بأن الأسرة الخليفية الآن تعيش في قلق مستمر بشكل مضاعف كثيراً عن الأيام الخوالي الواقعة ما بين دخول ضرع الحضيرة إلى ما قبل موت صنمهم الذي كانوا له يستندون .. ولربما المتضرر الأكبر من كل هذهِ الأحداث هو الديناصور وعميدهم خليفة بن سلمان الذي ذهب عنه صديقه لقعر جهنم وبفعل ذلك قد خسر وتجرد من أداة قوة كان يتمتع بها حتى الأمس القريب

وكل هذهِ الأمور تجرنا للشق الثاني


==============================

* الشق المتعلق بالمستقبل:

لا أريد أن أتحدث كثيراً في هذا الشق .. وكلي اشتياق لقراءة ما تخطه أقلامكم في هذا الجانب

توقعاتي سأوجزها في التالي:

1- الولايات المتحدة الأمريكية ستتدخل بشكل واضح في الأيام المقبلة لحلحلة بعض الأمور العالقة

2- ستقوم الجمهورية الإسلامية باللعب على نفس النغمة وبنفس الوتيرة وعلى الطرف المناقض

3- آل خليفة مرعوبون جداً من بعد حشر أنفسهم ما بين الدول الكبرى في المنطقة واستشعارهم بأنهم أناسٌ منبوذون جداً من القريب قبل البعيد .. وكل الدول المتحضرة لا تريد أن تلوث ما تبقى من سمعتها بأيديهم الملطخة بدماء الأبرياء

4- ستحاول الأسرة الخليفية مواكبة ما يحصل من أمور متسارعة وتيقنها بأنها باتت شبه وحيدة وستقوم بعرض المزيد من التنازلات للجمعيات المعارضة للقبول بالدخول معها على طاولة المفاوضات

5- أمور أخرى لا أريد التطرق لها الآن .. والوقت كفيل بإظهارها من عدمه


ولكن قوة تسارع تلك التحركات سيعتمد بشكل دراماتيكي على ما سيحصل داخل أروقة قصور آل سعود في الساعات المقبلة .. وكل أملنا بأن يزرع الله تبارك وتعالى فيهم الخلافات والاختلافات ويدب الصراع على النفوذ والمناصب، خصوصاً وأن صنمهم وكبيرهم بات هو أيضاً على حافة الهاوية، وربما عما قريب سنشهد التحاقه بأخوته إلى قاع نار جهنم