منتدى استراحات زايد - التغيير على الطريق الامريكية

التغيير على الطريق الامريكية

تحاول الامبريالية العالمية عولمة ثقافتها المستندة على رؤيتها وفلسفتها للحياة، فلسفتها القائمة على والفكر النيتشوي ( منطق القوة) والدارونية الاجتماعية (البقاء للأقوى) ورؤية عدمية للحياة (اللاهدفية )وتشيئية للانسان(الانسان شيء كباقي الاشياء).

عولمة الثقافة ليست عملية مفضوحة مكشوفة بل هي عملية تعتمد على تقنيات نفسية عالية الاتقان والهدف منها حماية مصالح النخبة المالكة لرؤوس الاموال التي تمتلك القرار السياسي من خلال ما يعرف بحكم التوكنوقراط.

أفلام هوليود احدى تلك الوسائل التي يسوق من خلالها للثقافة الامبريالية فالفيلم الهوليودي باختصار يعكس لك ثقافة الانسان الغربي المرتكزة على ما سبق ذكره.

الفيلم الهوليودي مثلا لا يخلو عادة من بطل وسيم متناسق الجسم او مفتول العضلات وبطلة شقراء جميلة ممشوقة القوام وهذا الشيء يتضمن رسالة معينة تمرر بطريقة متقنة للاوعي الانسان من خلال ما يمسى بآليات الاشراط الاكلاسيكي. فالبطولة تربط عادة بالجسد وجماله مما يجعل من من جمال الجسد نموذج مثالي يطلب تحقيقه. فالبطولة عادة ما تدل على النموذج المثالي للانسان من خلال كون البطل الشخصية المحورية والاهم في الفيلم بالاضافة لكون البطل عادة مشهور ومحور اهتمام الاخرين كل هذا يجعل من البطل النموذج المثالي للانسان، وهذا النموذج باختلاف الادوار الذي يلعبها يحافظ على جمال جسده (عادة) مما يجعل من جمال الجسد مرتبطا اترباطا وثيقا-اكثر من غيره- بالنموذج المثالي للانسان.

ولو أردنا أن نحلل أكثر كيفية ارتباط هذه الفكرة بالثقافة والفلسفة التي تتكئ عليها سنجد أن المجتمع الغربي يحصر اهداف الانسان في الماديات كامتلاك جسم وشكل جميل ومرافقة شابة جميلة او شاب وسيم.

هذه الفكرة تلخص لك اهداف الشاب الغربي وفقا لهذه الثقافة فهو شاب يريد ان يمتلك جمال جسد له ولخدينه او خدينته.

وهذه الفكرة تصب في مصلحة ملاك رؤوس الاموال ممن يملك شركات الكوسمتك والتجميل، شركات الازياء والعطور والادوات الرياضية الخ التي تجعل من الفتاة والفتى في سباق لا ينتهي لشراء ادوات التجميل او ادوات التخسيس والمحافظة على البشرة وترطيب البشرة وازياء الموضة والعطور ووووالخ

الفيلم الهليودي يتضمن كثيرمن الافكار والرسائل الضمنية لو اردنا تفكيك مشاهده المختلفة كالترويج لمنطق القوة الجسدية او المتعة الجنسية الجامحة او الاستهلاكية او فكرة الشهرة (الرياء) و و و ولكن فقط احببنا الاشارة لفكرة واحدة كمثال.

ونموذج الانسان الغربي باهدافه في الحياة وأفكاره التي تسوقها لنا افلام الهولويود ليس هو النموذج الوحيد الذي يسوق لنا، بل هناك نماذج اخرى كنموذج المكافح وطرق التغيير الذي هو محور حديثنا.

العالم الامبريالي المتمثل في الشيطان الاكبر امريكا وتوابعها من الدول تدرك تماما أن في كل بقعة من الارض يوجد من يحمل على عاتقه هم التغيير والرغبة في التحول نحو العدالة الاجتماعية واشراك الشعب في الحكم، وهذا قد يضر في كثير من الاحيان بالمصالح الامبريالية العالمية فلابد لها للمحافظة على مصالحها أن تحتوي هذه الحركات التغييرية الجهادية.

يتبع