منتدى استراحات زايد

منتدى استراحات زايد (http://vb.ma7room.com/index.php)
-   منتدى أخبار المواقع والمنتديات العربية والأجنبية (http://vb.ma7room.com/forumdisplay.php?f=183)
-   -   خطاب اللوعة – الشيخ علي سلمان عوداً على بدء (http://vb.ma7room.com/showthread.php?t=923949)

محروم.كوم 06-13-2012 10:20 AM

خطاب اللوعة – الشيخ علي سلمان عوداً على بدء
 
أتفهم أن يمارس بعض الساسة مناورات وتجاوزات أخلاقية قد تكون مقبولة في العرف السياسي، من قبيل استغلال حدث معين للضغط على النظام لتسجيل نقاط معينة تصب في الصالح العام ما لم تشكل هذه التجاوزات تعديا على الحق العام..

فهذه اللغة مقبولة في المدرسة السياسية بصورتها الغربية وقد تدرس في بعض المناهج المتعلقة بالسياسة كمنهج تعليمي أكاديمي، ولا تزال محور جدل في مدارس ونُهج أخرى. ولكن بغض النظر عن الاتفاق معها أو عدمه، فالمؤكد أن هذه اللغة أو هذه الممارسة ليست ضمن الخطاب والنهج الديني الأصيل القائم على المبدأ الرصين الراسخ والناظر إلى الآخرة، لا المتلون بالمصالح الدنيوية المؤقتة والفانية..

خطر كل ذلك ببالي وأنا استمع لكلمة أمين عام الوفاق بالأمس من خلال مسجات ماكنته الإعلامية بصورة مباشرة وبعض الردود على مختلف أشكالها المؤيد والمعارض منها، ولي عليها بعض التعليقات:

" لا احب ان اسمع كلمات الموت لفلان ولا يسقط فلان هذا لمصلحة هذا الوطن ولمصلحة حركتنا وحضاريتنا وتسامي وعلو خلق واهداف ثورتنا "

ابتدأ الأمين العام الخطاب بخطل سياسي وتخبط أخلاقي واضح، فهو يطلب من الناس السكوت والاستماع له هو فقط لأنه أول من يعلم بأن الرد التلقائي على خطابه السياسي هو "يسقط حمد"..أما ربط الحضارية والتسامي برفض شعار التسقيط والموت فهو بحد ذاته مغالطة دينية وأخلاقية واضحة، وتنافي آيات صريحة في ذم الظالم وأحاديث واضحة في تسخيفه ورفضه "التكبر على المتكبر هو عين التواضع"، بل تنافي نهج وسلوك أنبياء وأولياء ومعصومين دعوا على ظلمة زمانهم بالموت والثبور والهلاك وواجهوهم بالقدح والذم والتحقير..

نعم قد يعارض هذا الشعار الجماهيري مصلحة الوفاق وأمينها العام، لكنه بالتأكيد لا يصطدم لا بالحضارة ولا الأخلاق..بل إن مكارم الأخلاق وقمة الحضارة تقتضي أن تكون صلباً في الحق حازماً في النطق عندما يسحق الحاكم شعبه ويعمد إلى قمعه وتجويعه وتمزيقه طائفياً.. لكنك يا سماحة الأمين العام آليت إلا أن تستخدم نفس رداء الدكتاتورية، لا الملكي وإنما الديني، لإخراس ألسنة الناس وتشويه وعيهم ومسخ ضمائرهم كي يتواءم نطقهم مع منطقك الأعوج دينيا وسياسيا.

تقول بنبرة المتحدي الجريء إن الشعب يجب أن يكون المصدر الفعلي للسلطات من ثم تتحدث عن غالبية شعبية وتريد أن تقطع جدل الأغلبية بالذهاب إلى صناديق الاقتراع.

طيب كلام جميل لكنه تدليس أيضاً، لأنك تلوي حتى هذا الخيار لمصلحة توجهك وحزبك، وإلا فإن كنت حريصا حقا على أن يكون الشعب هو مصدر السلطات فلماذا لا تمارس بنفسك أولاً هذا الخيار فتترك له حرية اختيار شعاراته وترديدها؟ ألم تخرج في مسيرة تاسوعاء العظيمة؟ ألم تسمع الهتافات ملء الحناجر "يسقط حمد" والشعب يريد إسقاط النظام؟ كيف انتهت المسيرة إذن بذاك البيان الهزيل الداعي لإسقاط الحكومة والمدلس لخيار الشعب؟ بل كيف تدعو للاقتراع والاستفتاء بين حكومة معينة وحكومة منتخبة؟ متى كان هذا خيار الشعب أصلاً كي تطرحه وتطالب به؟!

أفهم سياسيا أن هذا السقف لا يخطر حتى في أحلامك، أي إسقاط النظام أو التمرد الكامل عليه بما فيه رأسه المأفون.. لكن أنت المنادي بالديمقراطية المهرول خلف المنظمات الحقوقية، لماذا لا تضع اعتبارات لمطلب متفق عليه أمميا ودوليا كمطلب تقرير المصير؟ ألم يكفله من تستغيث بهم وتعول عليهم في مجمل خطابك؟ فلتدع إذن لاستفتاء تحت إشراف محايد حول مصير هذا الشعب، ولتسمع بنفسك حينئذ كلمته ومطلبه، فقد علمتنا تجارب السنين العجاف العشر الماضية أن لا نثق بخطابك قدر ما تعلمنا في القرنين الماضيين أن لا نثق في خطاب ومخارج الأسرة اللئيمة التي لا زلت – للأسف – تخاطبها بالكريمة !!

تقول في خطابك أيضاً "ظلمتمونا عندما سفكتم دمائنا بغير وجه حق ولازلتم تظلمونا، ظلمتمونا عندما اعتديتم على أعراضنا ومناطق سكنانا وبيوتنا ومساجدنا وحريتنا وكرماتنا ظلمتمونا ولا زلتم تظلموننا "

ثم أشهدت على مظلمتنا كل دول الدنيا والعالم والمنظمات الدولية والحقوقية وعلى رأسها مجلس حقوق الإنسان وأدخلت الملك القاتل نفسه ولجنته والمجتمع الدولي.. لكن ألست رجل دين يفترض أن يمثل خط السماء وشريعة الله؟ أين كان موقفك الديني المحق الصارم – لا السياسي المزعزع المتلون – إزاء كل هذا الظلم والاعتداءات التي تعرضنا له؟ لماذا لم يبدر منك تحرك ينطلق من موقف ديني سابق على التظلم الأممي والدولي ومتقدم عليهما؟ ألست تعلم كسياسي أن المواقف الدولية لا تغير شيئاً على الصعيد العملي ما لم تتحرك الشعوب نفسها لتدافع عن نفسها؟ بل ألا تعلم كرجل دين أن الله يدافع عن المستضعفين المظلومين ويدعوهم للانتصار لأنفسهم وأهليهم؟ فكيف تدعو أهلك للتسليم لمزاجيات الأسرة "الكريمة" والمجتمع الدولي بدل دعوتهم إلى التسليم لأمر الله وشرعه وحكمه؟

ثم تعترف بعد ذلك أنك تملك – أو والدك الروحي – القدرة على تحريك الآلاف بفتوى من كلمتين!! وتقولها بالفم المليان متبجحاً بها!! فمال تلك الفتوى إذن لم تصدر حتى الساعة؟ أتقر بأن الدين وأحكامه وما يرتبط به من فتاوى مسيس مسير وفق مزاج حزبك ومصلحته؟ أم تزعم أن الانتهاكات والتعديات لم تبلغ بعد الحد الذي يستدعي فتوى النهوض والنصرة؟ فلا المساجد المهدمة تستدعي النفرة ولا الأعراض المنتهكة ولا دماء الشهداء ولا عذابات الجرحى ولا أنين الأسارى ولا التعدي على حرمة المذهب ومقدسات الطائفة !! ماذا إذن سيدي؟ ما الذي ستصدر له تلك الفتوى؟ المزيد من كاميرات الحراسة على دارك أم تجرؤ المرتزقة على كسر نافذة أخرى من نوافذ مقرك؟

وتزيد سماحة الأمين العام بأنك ولا أشد لهفة منك على الشهادة، ولو شئت لارتديت كفنك يوم 16 مارس لولا حرصك على الوطن والدماء وشدة خوفك عليه!! فكيف حفظ خوفك وحرصك الوطن وأبناءه؟ كيف أرجع الدماء المهدورة والحقوق المسلوبة؟ كيف أعاد للناس كراماتهم المنتهكة؟

بأي شيء تهدد يا سماحة الأمين العام وقد ذرفت يومها دموع الخوف بدل أن تُظهر قوة شكيمة القائد ورباطة جأش الموقن وثبات المؤمن؟

هل تعي إنها ليست الثورة الأولى لهذا الشعب وليست المظالم الأولى بحقه؟ هل تعي أنه منذ وطئت هذه العصابة المجرمة أرضنا لم يلق هذا الشعب غير التنكيل والحرمان والقمع ولم يعرف منها غير الكذب والإجرام والظلم؟

هل كنت تمتلك من ادوات القوة تحت عباءتك ومنعتها عن الناس بينما كانت تستغيث وتسحل وتنتهك في الشارع امام مرءة العالم في سكونت مطبق من الجميع ؟ وإن كان قولك صدقاً فلماذا ادخرتها وإلى أي يوم تدخرها؟ أوضح لنا ما حجم الانتهاك أو فداحة الخطب الذي تنتظر يا ترى كي تُفعّل مصاديق تلك القوة الهائلة التي تهدد بها جعجعةً دون طحن؟

أبناء رسول الله وأمير المؤمنين الذين زعمت أنك منهم يا سيدي وشبهت انحناء هامتك برفع هاماتهم لم يتركوا يوماً الجهاد ولم يفروا يوماً من قتال ولم يداهنوا ظالما ولم يسكتوا عن سغب مظلوم.. ولم يبالوا بعدد، ولا منعهم من الصدح بالحق ومقارعة الظالم قلة الناصر ولا مزاعم الفتنة وأراجيف الخوف والحرص.. فأينك من خلقهم ونهجهم لتفخر بانتسابك إليهم؟

يا سماحة الأمين العام.. إنك لتتخبط خبط عشواء في رحبة الدين قبل دهاليز السياسة..خطاباً بعد خطاب، وموقفاً بعد موقف.. وإن كثرة عثراتك لترتسم على ملامحك وكلماتك تردداً واهتزازاً وشطحات لغوية وأخطاء نحوية ومسحة ذنب ومسكنة قاتلة وضعفاً مخجلاً.. ما لك ولهذا المصير المظلم؟ إن المرء ليخشاه على نفسه لو أن عواقب فعله لا تمس إلا ذاته، فما بالك وهي ترسم مصير شعب وثورة؟ أمطيق أنت لهذا الحمل حقاً، أم فات أوان الرجعة وخُتم على سمعهم وأبصارهم وبالله تعالى المستجار!

مقتطفات من الخطاب المقصود لمن لم يسمعه:
http://www.youtube.com/watch?v=6ZKIz-1Iw90&sns=em


الساعة الآن 01:44 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
Content Relevant URLs by vBSEO 3.5.2 TranZ By Almuhajir


1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59 60 61 62 63 64 65 66 67 68 69 70 71 72 73 74 75 76 77 78 79 80 81 82 83 84 85 86 87 88 89 90 91 92 93 94 95 96 97 98 99 100 101 102 103 104 105 106 107 108 109 110 111 112 113 114 115 116 117 118 119 120 121 122 123 124 125 126 127 128 129 130 131 132 133 134 135 136 137 138 139 140 141 142 143 144 145 146 147 148 149 150 151 152 153 154 155 156 157 158 159 160 161 162 163 164 165 166 167 168 169 170 171 172 173 174 175 176 177 178 179 180 181 182 183 184 185 186 187 188 189 190 191 192 193 194 195 196 197 198 199 200 201 202 203 204 205 206 207 208 209 210 211 212 213 214 215 216 217 218 219 220 221 222 223 224 225 226 227