منتدى استراحات زايد

منتدى استراحات زايد (http://vb.ma7room.com/index.php)
-   منتدى أخبار المواقع والمنتديات العربية والأجنبية (http://vb.ma7room.com/forumdisplay.php?f=183)
-   -   الوفاق والأخوان المسلمين والربيع العربي (http://vb.ma7room.com/showthread.php?t=923382)

محروم.كوم 06-12-2012 09:00 PM

الوفاق والأخوان المسلمين والربيع العربي
 
الوفاق والأخوان المسلمين والربيع العربي
من العوامل الأساسية لإستمرار الأنظمة العربية المستبدة لعقود طوية ضعف الأحزاب والقوى السياسية المعارضة ، بل وفسادها ومهادنتها في أكثرها لهذه الأنظمة المستبدة التي جثمت على صدور الشعوب العربية طويلا ، مما تسببت في تكريس التخلف السياسي والاجتماعي والاقتصادي للشعوب العربية .

مع مطلع سنة 2011 من القرن الواحد والعشرين حدث تحرك شعبي هائل في أكثر من بلد عربي ، قاده شباب ثوري خرج على أدبيات الأحزاب العربية الضعيفة والفاسدة في أغلبها ، من أجل إسقاط هذه الأنظمة العربية المستبدة وإقامة الأنظمة الوطنية الديمقراطية .

لكن من الملفت للإنتباه في ثورات الربيع العربي الدور المثير للجدل الذي لعبته بعض الأحزاب والقوى السياسية المحسوبة على المعارضة للأنظمة العربية المستبدة ، مثل الأخوان المسلمين في مصر ، وحزب النهضة الاسلامي في تونس ، وأحزاب اللقاء المشترك في اليمن ، والجمعيات السياسية بقيادة الوفاق الاسلامية في البحرين .

ففي مصر لم يكن الأخوان المسلمين هم من دعوا إلى ثورة 25 يناير ، إلا أنهم نصبوا أنفسهم قادة للثورة ، وأعطوا أنفسهم الحق في الحوارات المغلقة خلف الكواليس مع رموز نظام مبارك الساقط من دون التنسيق مع قيادات ثورة 25 يناير . بل وصل الأمر بالأخوان المسلمين في مصر من اللقاء بمسؤلين أمريكيين للبحث في مستقبل الثورة وفي التوصل إلى تسوية سياسية تنهي الأمور . واليوم مرشح الأخوان هو من ينافس أحمد شفيق أحد بقايا فلول نظام مبارك في الانتخابات الرئاسية في مصر وليس مرشح ثورة 25 يناير .

في اليمن وقفت الأحزاب السياسية التقليدية "اللقاء المشترك" مع الثورة الشبابية ضد نظام علي عبد الله صالح ، إلا أنها لعبت دورا غيرا جيد في القبول بالمبادرة الخليجية – السعودية – التي سعت للقضاء على الثورة ، بل وجعلوا من أنفسهم زعماء للثورة من خلال الدخول في حوارات متعددة مع السلطات اليمنية والمسؤلين الخليجيين ، الأمر الذي أدى إلى إختلافهم مع شباب الثورة اليمنية التي ما زالت مستمرة من أجل إسقاط فلول نظام علي عبد الله صالح وإقامة الدولة الوطنية الديمقراطية .

أما في تونس فقد حققت الثورة هناك نجاحات أكبر من مثيلاتها في الربيع العربي ، حيث لم يتم الإكتفاء بإسقاط زين العابدين بن علي ، بل إتفقت القوى السياسية المعارضة فيما بينها على محاصصة سياسية أوصلت فيما بعد المنصف المرزوقي كرئيس لدولة تونس الجديدة . إلا أن هذا لا يعني أن الثورة التونسية حققت كل مطالبها وأحلامها ، فلا زال هناك بقايا من فلول النظام التونسي السابق يتآمر على ضرب الثورة والإلتفاف على كل مطالبها .

ولابد من الإشارة هنا إلى الدور الذي يقوم به حزب النهضة الاسلامي بعد نجاح الثورة التونسية في إسقاط نظام بن علي ، حيث عمل على توسعة علاقاته مع حكومات الدول العربية بما فيها المستبدة التي وقفت ضد ثورات الربيع العربي كالمملكة السعودية ، ومن هنا كان موقف حزب النهضة الغير داعم لبعض الثورات العربية ، كثورة البحرين .

أخيرا وقفت الجمعيات السياسية بقيادة الوفاق من ثورة 14 فبراير في البحرين موقفا داعما لها في البداية ، لكن سرعان ما ضعف هذا الدعم إلى درجة الوقوف ضد شعار الثورة في إسقاط النظام ، والمطالبة فقط بإجراء إصلاحات سياسية على ضوء وثيقة المنامة .

هذا الموقف من الجمعيات السياسية المعارضة بقيادة الوفاق أضعف من قوة وعنفوان ثورة 14 فبراير ، إذا جعلت من الحس الثوري لدى أغلبية جماهير المعارضة يتحول من العمل الشعبي الثوري – على طريقة ثورات الربيع العربي – الذي قادته حركة 14 فبراير ، إلى عمل وتحرك شعبي ضعيف تقليدي عبر مسيرات وتجمعات لا تشكل ضغطا كبيرا وحقيقيا على النظام الحاكم في البحرين .

ولا يختلف دور جمعية الوفاق الاسلامي في البحرين عن الأخوان المسلمين في مصر ، من جهة أن جعلوا من أنفسهم قادة للثورة ، وأن يسمحوا لأنفسهم بالإلتقاء مع رموز الحكم الخليفي والمسؤلين الأمريكان والبريطانيين من أجل التوصل إلى تسوية سياسية ما من دون التنسيق مع أصحاب الثورة الأصيلين بقيادة حركة 14 فبراير والرموز السياسية الموجودة في السجون الخليفية .

بدى واضحا منذو إنطلاق ثورات الربيع العربي في بداية العام الماضي وإلى اليوم ، أن أحزابا وقوى سياسية عربية معارضة تقليدية لعبت دورا سلبيا بإعاقة هذه الثورات الشعبية العربية من أن تأخذ مداها الأوسع في مواجهة الأنظمة العربية المستبدة وإسقاطها .

وذلك ناتج عن تقدم هذه الثورات الشعبية الشبابية في قيادتها وفي مطالبها وأحلامها ، عن الأحزاب والقوى السياسية المعارضة التقليدية التي لم تستطع أن تخلع ثوبها القديم ، فبقت أسيرة لأدبياتها العتيقة وعملها السياسي الملاين والمهادن ، الذي ينتج بالضرورة تغييرات شكلية على المستوى السياسي والاجتماعي والاقتصادي ، مما يساهم في إستمرار هذه الأنظمة العربية المستبدة والمتخلفة لعقود أخرى .


الساعة الآن 06:56 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Content Relevant URLs by vBSEO 3.5.2 TranZ By Almuhajir


1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59 60 61 62 63 64 65 66 67 68 69 70 71 72 73 74 75 76 77 78 79 80 81 82 83 84 85 86 87 88 89 90 91 92 93 94 95 96 97 98 99 100 101 102 103 104 105 106 107 108 109 110 111 112 113 114 115 116 117 118 119 120 121 122 123 124 125 126 127 128 129 130 131 132 133 134 135 136 137 138 139 140 141 142 143 144 145 146 147 148 149 150 151 152 153 154 155 156 157 158 159 160 161 162 163 164 165 166 167 168 169 170 171 172 173 174 175 176 177 178 179 180 181 182 183 184 185 186 187 188 189 190 191 192 193 194 195 196 197 198 199 200 201 202 203 204 205 206 207 208 209 210 211 212 213 214 215 216 217 218 219 220 221 222 223 224 225 226 227