منتدى استراحات زايد - من ذكريات ثورة 14 فبراير في البحرين .. عندما صدت عنها قناة الجزيرة !!

عندما بدأ الربيع العربي عام 2011 في تونس و نتج عن الثورة التونسية هروب الرئيس التونسي السابق زين العابدين بن علي ، لتلحق بها الثورة المصرية في يناير 2011 ، يومها أعلن في مواقع الانترنت في البحرين و في شبكات التواصل الاجتماعي و الفيس بوك عن تحديد يوم غضب و تم اختيار يوم الرابع عشر من فبراير كيوم غضب عارم في البحرين ، و اختير هدف التجمع بأن يكون الوصول لدوار اللؤلؤة في قلب العاصمة المنامة . قبل انطلاق يوم الغضب المحدد سلفا ، كانت قنوات الجزيرة تبث ليل نهار الاخبار عن الثورات العربية المتتالية و التي بدأت في تونس و لحقت بها مصر ، بل كان بث ما يحدث في مصر بشكل مباشر 24 ساعة ! حيث خصصت قناة الجزيرة مباشر لتنقل على مدار الساعة اعتصام ميدان التحرير فضلا عن البث المتواصل لقناة الجزيرة الاخبارية . و تفاعل الجميع مع ما يحدث في مصر و كنا في البحرين نعول كثيرا على الاعلام و اعتقدنا ان الجزيرة ستبث بمهنية ثورة البحرين و اخبارها ان حان موعدها في الرابع عشر من فبراير عام 2011 ، و كان هناك تخوف من انه ان لم يسقط حسني مبارك الرئيس المصري قبل تاريخ 14 فبراير فربما لا تجد الثورة البحرينية الاهتمام الاعلامي الكافي ، فضلا عن ان سقوط مبارك بعد بن علي سيكون عاملا مشجعا للثورة البحرينية و كذلك الليبية ثم اليمنية لاحقا .

و لكن جاءت الاخبار السارة بسقوط الرئيس المصري حسني مبارك فتفاءلنا كثيرا في البحرين بان الدور جاء على ثورتنا و سنحظى بتغطية كبيرة من قناة الجزيرة ، و فعلا منذ اول يوم عندما انطلق المسيرات و الاحتجاجات و المواجهات في يوم 14 فبراير 2011 في مختلف مناطق البحرين ووقعت هناك العديد من الاصابات منها اصابات خطيرة و كذلك استشهاد الشاب علي مشيمع في ذلك اليوم ، سألت احد اصدقائي الذي كان في قلب المواجهات ان كانوا قد قاموا بالتصوير فقال نعم فقلت له ارسلوا الصور للجزيرة ، فقال بان عشرات المقاطع التي صورت قد تم ارسالها للجزيرة و غيرها من القنوات ، فانتظرنا بث الجزيرة و تقاريرها عن ما يجري في البحرين من احتجاجات عارمة ، لنفاجئ بالصمت المطبق من الجزيرة والتجاهل التام !

لم نكن نعلم اننا وقعنا منذ ذلك اليوم ضحية ازدواجية المعايير و النفاق الاعلامي و السياسي ، فالجزيرة القطرية التي هللت للثورة التونسية و المصرية تجاهلت تماما ثورة البحرين المجاورة لها ! و اما الشعوب الخليجية فانقسمت طائفيا ، فانحاز اغلب السنة لنظام ال خليفة ضد الشعب الثائر في البحرين لان النظام سني و اغلبية المتظاهرين شيعة ! فكان تلك النظرة الطائفية المختلفة عن نظرة هذه الشعوب للثورات في مصر و تونس صدمة ثانية !

و اما الصدمة الثالثة فقد جاءت من العم سام ، فبينما شددت الولايات المتحدة في تصريحاتها بضرورة تنحي الرئيس المصري حسني مبارك ، كان التعامل مختلفا في البحرين حيث دعت لحوار بين النظام و الشعب و لم تدعو لتنحي رأس النظام او حتى تنحي رئيس الوزراء على الاقل ! و كانت تلك الصدمة الثالثة .

الا ان الصدمة الاعمق جاءت من الداخل .. بعد مضي شهر من الثورة و الاعتصامات في دوار اللؤلؤة و المسيرات الاخرى ، اجتاحت ما تسمى بقوات درع الجزيرة و اغلبها سعودية البحرين دعما لنظام ال خليفة و شاركت مع نظام ال خليفة في قتل الشعب و ارتكبت العديد من الجرائم ، فكانت الصدمة ان نجد ان ( النصف الآخر ) لشعب البحرين كانوا يهللون و يصفقون لهذه القوات و يباركون هذا القتل ! و اما الجزيرة فواصلت صمتها ما عدا تغطية خجولة من قناة الجزيرة الانجليزية و اما قناة الجزيرة العربية الشهيرة فقد فقدت مصداقيتها تماما .. فلقد عرتها ثورة البحرين .