الجمعيات السياسيه و دورها في قيادة الثوره المضاده
 

المتتبع للمشهد السياسي في البحرين يجد أن هناك ثوره شعبيه تسعى للاطاحه بالنظام السياسي الفاسد ، و عماد هذه الثوره و عمودها هم الشباب و ينظم فعالياتهم الائتلاف و يدعمهم الرموز التي غيبتهم السجون حين رفعوا مطلب ( النظام الجمهوري ) بمعنى أسقاط الطاغيه حمد و أنتخاب رئيس للجمهوريه كل أربع سنوات ، و كل من يعرف نظام آل خليفه الفاسد يحصل لديه علم اليقين لا يمكن أصلاحه الا حينما يلج الجمل في سم الخياط ، فهذا النظام و بعد كل هذه الثوره و كل تبعاتها ليس مستعدا أن يقدم على خطوات أصلاحيه هامشيه لصالح الشعب ، و لو أضطر أن يقدم تنازلات هامشيه في المستقبل فأنه سيعود و ينقلب على هذه الاصلاحات الهامشيه بواسطة الجيش و الداخليه و الحرس الوطني ، و تاريخ هذا النظام حافل بالوعود و الانقلابات ما دامت القوه الامنيه في يده.


كيف قادت بعض الجمعيات السياسيه الثورة المضاده ؟

* بما أن السفاره الامريكيه كانت راضيه عن أداء هذه الجمعيات فقدت ساهمت هذه السفاره في غل أيدي السلطه من أن تصل الى هذه الجمعيات ، فلم تحل هذه الجمعيات و لم يعتقل كوادرها المؤثرين الذين يخلقون موقف الجمعيات السياسي ، بستثناء الاستاذين الكريمين مطر مطر و جواد فيروز من جمعية الوفاق و المغضوب عليه الشريف أبراهيم شريف من جمعية وعد ، و كان الثمن من وراء الدعم الامريكي لهذه الجمعيات هو تغليب خط الاعتدال على خط المتشدد المتمثل في أئتلاف 14 فبراير و التحالف من أجل الجمهوريه و بعض رموز جمعية أمل ، و الثمن أيضا هو عدم معارضة سياسة البيت الابيض الامريكي بشكل كبير في الداخل البحريني ، فهناك خطوط حمراء.

* عملت الجمعيات على الالتفاف على مطلب الثوره الرئيس المتمثل في النظام الجمهوري ، و سعت هذه الجمعيات في محاولاتها للالتفاف على مطالب الثوره من خلال التالي :

1. قالوا أن رموز التحالف من أجل الجمهوريه رفعوا مطلب الجمهوريه كسقف عالي من أجل التفاوض ، و النظام الجمهوريه ( كمطلب ) ليس له وجود حقيقي ، و ساعدهم على هذا الادعاء وجود معظم الرموز الكبيره للتحالف من أجل الجمهوريه في السجن.
2. قالوا أن من يطالب بأسقاط النظام هم أقليه ، مع أن العكس هو الصحيح.
3. طرحوا وثيقة المنامه و هم يعلمون أنها غير قابله للحياة مع هذا النظام القبلي ، و مع ذلك فهم قاموا بالترويج اليها على أنها مطلب الشعب.
4. دخلوا في حوار البلطجيه في العام الماضي مع أن الرموز السياسيه الكبيره كانت خلف القضبان ، و كان بأمكانهم أشتراط الافراج عن الرموز للمشاركه معهم في أي حوار قادم ، و لكن خروج الرموز لا يدعم أجندات هذه الجمعيات فسقف وثيقة المنامه يختلف عن سقف النظام الجمهوري الذي يسعى للاطاحه بالطاغيه حمد.
5. حشدوا أعلامهم من أجل تغطية مطلب واحد فأعلامهم لا يرى الا بعين واحده ، فموقع الجمعيه الرسمي و صحفة الجمعيه و أعضائها على الفيس بوك و تويتر و قناة اللؤلؤه الفضائيه جميعهم لا يرون أن هناك شريحه واسعه من الشعب تتبنى مطلب النظام الجمهوري ، فهم فقط يرون من يطالب بأصلاح النظام.
6. الجمعيات أعجز من أن تتبنى شعار حق تقرير المصير مع أن أكثر شخصيه أكدت على هذا الحق هو سماحة الشيخ أبو سامي الذي يعتبر المرشد و الاب الروحي لجمعية الوفاق ، و سبب هذا العجز هو أن هذه الجمعيات تعرف أن غالبية الشعب هو مع مطلب النظام الجمهوري.

* روجت هذه الجمعيات الى السلميه الاستسلاميه ، فتجد أن نصف خطبهم و كلماتهم تنصب على السلميه بينما لم و لن تجد كلمه واحده قيلت في حق الدفاع المقدس عن النفس و العرض ، و حتى كلمة ( أسحقوه ) التي أطلقها سماحة الشيخ أبو سامي تم تحويرها و تخفيف حدتها بدل التأكيد عليها و الامتثال لرأي سماحة الشيخ.

* ساهمت الجمعيات السياسيه في أجهاض مشروع المقاومه السلميه فهي لا تؤمن بالمقاومه من الاساس ، فساهمت في فك الاضراب عن العمل في أيام السلامه الوطنيه و أصدرت بيانات تدين الشباب الذين يغلقون الطرق و يحرقون الاطارات و يسكبون الزيت لتعطيل حركة المرور ، و هي ليست مستعده للقيام بأي فعاليه سلميه مؤثره ، ما عدا بعض الاعتصامات الروتينيه.

كيف نتعامل مع هذه الجمعيات ؟

* أسقاط هذه الجمعيات هي مقدمه لأسقاط النظام.
* أن نعمل و ندعهم يعملون من دون الالتفات اليهم.
* أن نتكامل مع الجمعيات فالائتلاف و الجمعيات يمكن أن يكونان جناحان يكمل كل منهما الآخر.
* عدم الصدام مع الجمعيات و تثقيف الناس بخطورة مشروع الجمعيات على مستقبل الثوره و عدم المشاركه في فعالياتهم.
* أن نتعامل معهم بالمثل و نمارس ضدهم التهميش.
* التكامل مع الجمعيات مع ممارسة النقد و اصلاح الخلل.

ما هي آرائكم ؟