الى محمد الزياني - تعقيب على ما نقلته مرآة البحرين
 

رغم الاختلاف مع الاخ محمد الزياني في الكثير من الامور الا انه يبقى كبارقة من نور تضيء طريق الظلام الذي بتنا نسير فيه منذ اكثر من عام بسبب انقسام المجتمع عموديا على اساس طائفي.
ليس من السهل ان نرى من يطيل ذقنه وقد انتهج نهج مطبع للعلاقات بينه وبين الشيعة، خصوصا في ظل هذا الطريق المظلم، وفعلا قد لحق بالسيد محمد الزياني الكثير من التوبيخات والاهانات على وسائل التواصل الاجتماعي بسبب موقفه من الشيعة والمعارضة وبسبب تواصله معهم.
مع ذلك الاعجاب بالرجل لكني لا استطيع ان اخفي اختلافي معه في بعض النقاط التي جاءت في الثلاث حلقات التي نشرتها عنه الجريدة الالكترونية مرآة البحرين.

وهنا بعض النقاط التي اختلف مع الرجل :

في الحلقة الثانية نقلت الجريدة عنك (حتى لو كنت نزيلا دائما في الدوار أحضر هنا وهناك بشكل متكرر، فأنا أعرف خلفية هذا الحراك. من معيار حقوقي ما حدث في الدوار ليس قضية تصحيح وتصليح، هو أبعد بكثير. ما حدث في الدوار لو نظرت لهُ كمحلل سياسي، ذي هدف يصل لأعلى سقف بغض النظر عن بداياته الأولى)

لا اعتقدك تعرف يا سيدي، خصوصا وانك تقول انك تعرف خلفية هذا الحراك.
للامانة فان هذا الحراك رتب وجهز له في ملتقى البحرين، من قبل شباب كانوا يحاكون الربيع العربي في مصر وتونس، ليس لانهم يعانون من الفراغ مثلا، بل لان وضع البلد الحقوقي كان آخذ في التدهور، فبعض رموزنا كانت مهجرة او مسجونة قبل اشهر من 14 فبراير، والتعذيب كان قد عاد، وحركة اضطهاد الشيعة كانت قد بدأت ترجع الى العلن بعد ان تخفت لسنين، لهذا كان الشباب يناقشون امر الخروج بمظاهرات عارمة والتمركز والاعتصام في نقطة معينة.
وبعد الكثير من النقاش تم التوافق على الدوار.
قبل الانطلاق اعلن القادة انهم خارجون لطلب الاصلاح لكن ان سقط شهداء فان المطلب سيرتفع الى اسقاط النظام، وفعلا سقط شهداء.
فمن ذا الذي اسقطهم ؟؟ اليس النظام الذي كان يعرف انه بقتله للشباب سيرفع مستوى المطالب !!


نقلت الجريدة ايضا (السني لم يقع عليه خطر من الشيعي لكنه اصطف إلى جانب الحكومة ليحتمي بها عندما هدد بإيران والصفوية والجمهورية. لا يوجد خلاف بين السنة والشيعة حتى يدخل البعض في محاولات للإصلاح بينهما، هناك جهة عارضت النظام، وهناك من وقف مع هذا النظام، وأقلية من السنة اصطفت مع الجهة المعارضة والأكثرية اصطفت مع النظام، هذا هو الحال لا أكثر.)

نعم لم يكن هناك من خطر على السني من الشيعي، ونعم هناك من خوف عند السنة من الشيعة، ولكن السؤال هل نستطيع قول نفس الامر عن الشيعة ؟؟
طبعا لا، فالفيدوات في اليوتيوب صورت مصير الشيعي ان هو مر بالخطأ بالقرب من تجمع للسنة، ولعل آخرها غزوة جواد قرب دوار البا، رأينا هناك ما فعله السنة المتجمهرين بالشيعة المارين، وقبل ذلك كلنا نذكر البسيتين وما فعلوا بشباب الدير في نقطة التفتيش الخاصة بهم قرب ( ارامكس ) وقبل ذلك عندما قبضوا على شباب الدير.
رأينا بالفيدير ما فعله اهل السنة في الجامعة.
رأينا بالفيديو كيف كانت الهجمات تنال بيوت داركليب وشهركان.
وكلنا شهدنا ما فعله بنا اهل السنة في اعمالنا وكيف امتهنوا اهانتنا لمدة اشهر ايام السلامة الوطنية.
نعم يا سيدي لم يكن هناك خطر على اهل السنة، ولكن الشيعة ذاقوا الويل بالفعل، وهذا سيأخذنا الى الخلاف بين الفئتين، فلا تتصور ان هناك من هو مستعد ان يتنازل عن حقه، ولا تتصور اننا سنسامح من اخطأ في حقنا بالقول او الفعل، ولك ان تتصور حجم الخلاف الذي سيكون ناتج عن هذا.
من جهة اخرى، كلنا سمعنا خطباء الجمعة في المساجد السنية وهم يكيلون السباب والشتائم والتخوين مند اكثر من عام، وهذا يا سيدي قد جر غالب المستمعين معهم الى اخذ موقف من الشيعة ( كمذهب ) حتى اصبح غالب اهل السنة يستخدم مصطلحات كـ ( ولاية الفقيه )، ( التقية ) او ( الصفوية ) دون ان يعرف غالبهم الاعم معنى هذه الكلمات.
نعم يا سيدي هناك خلاف، وخلاف كبير، وخلاف لن يحل طالما رفضنا الاعتراف بوجوده.


نقلت الجريدة ايضا (لا أستبعد أن المعارضة تحصل على دعم إيراني، وهذا ليس خطأ، فعندما يتم الإعلان عن أي انقلاب في جميع أنحاء العالم، يطلب العون من الدول القوية المؤثرة والتي قد يكون لها مصلحة في المساعدة، حركة مصر مثلا أعلنت الانقلاب واجتمعت بالسفارة الأمريكية، هذا الأمر طبيعي)

لا اعتقدك مصدق لما قلت اعلاه، فهل هناك انقلاب اصلا فضلا عن دعم ايراني لهذا الانقلاب !!!
البحرين يا سيدي مفتوحة الحدود من كل جانب، على عكس غزة المحاصرة من كل جانب ومع ذلك نجح الايرانيون مع حزب الله في تهريب السلاح لها، ليس الكلانشنكوف بل حتى الصواريخ.
فما الذي منع ايران من تهريب السلاح لنا ان كانت تدعمنا من اجل انقلاب !!!!
فقط للعلم، لو كانت ايران تدعمنا من اجل انقلاب لما رأيت آل حليفة موجودين اليوم في البلد.


نقلت الجريدة ايضا ( ما يقال من أن دخول درع الجزيرة هو لحماية منشآت حكومية أنا لا أعلمها! لكن هم في المعسكرات و لم ينزلوا الشارع ولا أقبل أن يقول لي أحد إن شرطيا ما كلمني بلهجة سعودية، البحراني يتكلم بلهجة عراقية أحيانا وهذا لا يعني أنه عراقي.)
ولماذا لا تقبل ان يقال لك اني تكلمت مع شرطي سعودي !! اترانا نجهل السعوديين !! ام ترى ان هذه الحادثة كانت واحدة و معزولة !!!
الم يأتك خبر مركز خيالة البديع وما فيه من (شرطة) اماراتيين !!
ام ان درع الجزيرة يحوي الشرطة من ضمن قواته!!
ام ان الدرك الاردني الذي كان يتواجد في المركز هم تبع قوات الدرع ايضا !!!
المعروف يا سيدي ان قوات الامن في البحرين ( كلها ) لا تتجاوز الاربعين الف، ومع وجود عشرات القرى الملتهبة وايضا شوارع هامة ومناطق تجارية وحيوية كلها تحتاج لتواجد امني كانت الحكومة في وضع الذي يعاني من نقص في الموارد البشرية.
لذلك تمت الاستعانة بالخارج.

ونقلت الجريدة ايضا ( ويهدد السنة بهذا الشعار (انتهت الزيارة عودوا إلى الزبارة) و(ارحلوا) )

بالله عليك، ما دخل هذا الشعار بالسنة ؟؟؟ معروف ان الذي اتى من الزبارة هم آل خليفة، فان كنت انا او غيري نرفع شعار يطالب هذه الفئة الحاكمة بالرجوع من حيث اتوا ( وهذا من حقي كمواطن )، فذلك لا يعني ان اكون مسؤول عن سوء الفهم او تعمد اساءة الفهم لهذا الشعار وتخويف السنة به.


نقلت الجريدة ايضا ( يرى الزياني أن القوة الأمنية لم تنحاز لسنة أو لشيعة، وأنها لو أمرت أن تنزل للسنة وتقمعهم فلن تتراجع "وقد فعلوها في عراد وفي الفاتح!" هو يرى بأن القوى الأمنية ليست طائفية بل ولائية وهذا شيء طبيعي بحسبه، ولذلك فلو كانت مخلوطة لشكلت خطرا أكبر مما يحدث الآن. )

ربما اعذرك يا سيدي حيث انك لم توقف من قبل افراد الجيش في اي من نقاط التفتيش، ولكن لو صح ما تقول، لما كنا نضرب من قبل الجيش بسبب انتمائنا الطائفي، ولم نكن نهان ونسمى بابناء المتعة ولم يكن يبصق في وجوهنا البحريني السني قبل الاجنبي في تلك النقاط، ولم نكن نؤمر بسب علماؤنا ورموزنا الدينية، بل ولم يكن الجيش قدم هدم مساجد الشيعة.
الجيش طائفي يا سيدي، ونحن لن نقبل بعد اليوم ببقاء هذا الواقع، فاحتكار الجيش لطائفة السنة جعل منا اهداف لهم، وجعل منا ونحن عزل ضحايا لهم، وبصراحة انا لا يهمني ان وثق فيني الحاكم ام لا، ولكني لن اقبل بعد هذا اليوم ان تحتكر طائفة في البلد حمل السلاح، ونكون نحن عزل.
فقد اثبت الواقع ان هذا سوف يجر علينا القمع والتنكيل.