|
مترجم "صحيفة بلومبيرغ" : هل تتسبب جزيرة الصراع في إصلاح الشرق الأوسط؟ http://4.bp.blogspot.com/-r1rmATCGnH...1600/22566.jpg http://i.telegraph.co.uk/multimedia/...2_1848049c.jpg هل تتسبب جزيرة الصراع في إصلاح الشرق الأوسط؟ يونيو-7-2012 البحرين عبارة عن جزيرة صغيرة تقع في قبالة الساحل السعودي وهي تحكم من قبل نظام ملكي ، وتشكل نسبة المواطنين فيها قرابة النصف مليون نسمة، كذلك هي بالنسبة للعمال المغتربين. وهي البقعة الإستراتيجية التي تستضيف الإسطول الأمريكي الخامس. تشير الإضطرابات الى أن هناك قلق كبير حيال الضغوط الطائفية من خلال العمل في الشرق الأوسط، وحيال الطريقة التي يمكن من خلالها تجنب تلك النيران من خلال التوجيه الحكيم. قامت الحكومة في هذا الإسبوع بإصدار تدابير لحظر أحد الأحزاب الشيعية المعارضة (أمل) والتي لعبت دوراً مهماً في الإحتجاجات المناهضة للملكية المطلقة، وعلى مايبدو أنها قامت بذلك بسبب تجاوزات فنية بسيطة. تلك الخطوة كانت مثالاً واضحاً على الأخطاء المزدوجة التي تربك الكثير من الحكومات في الشرق الأوسط: (* فهي عائلات حاكمة تحتكر السلطة والحقوق * وتقوم ياضطهاد الطوائف التي تختلف عنها). وفي هذا المثال تتمتع العائلة السنية الحاكمة بسيطرة مطلقة على البلاد، وبشكل خاص على الشيعة الذين يشكلون مايقارب 70٪ من نسبة المواطنين. استلهاماً من الثورة التي أطاحت بالرئيس المصري السابق حسني مبارك في فبراير 2011، تسببت الاضطرابات الشهيرة في البحرين وبشكل متزايد في تنامي الطائفية. الخطورة تكمن في أن الانقسام المذهبي (السني-الشيعي) سيصبح منتشراً وغير قابل للإصلاح، وخصوصاً بالنسبة الى المملكة العربية السعودية المجاورة. قامت الحكومة بإطلاق وعود غير واضحة لمعالجة شكاوى الشيعة وقصرت في عرض التفاصيل. فبالعودة الى نصائح الملك المنفتح وفق المعايير الخليجية (حمد بن عيسى)، هو أراد فعل المزيد. إلا أن البحرين تقبع تحت وطأة السعودية المتشددة والمحافظة، والتي تحصل بفضلها على عائدات النفط. العائلة السعودية المالكة ترفض التغيير الديمقراطي الحقيقي في البحرين خوفاً من حدوث سابقة. فحكمهم المطلق هو أكثر تشدداً من حكم العائلة المالكة في البحرين، وهم قلقون من تغذية الأقلية الشيعية المزعجة في المنطقة الشرقية في المملكة، حيث يتركز النفط هناك. القوات التي تم استدعائها من السعودية هي من تسببت باخماد المظاهرات في البحرين في العام الماضي. من جانبها، لم تقم ادارة أوباما سوى بالإحتجاج بشكل بسيط، وتم سحق التطلعات الديمقراطية للبحرينيين. وذلك يتناقض بشكل صارخ مع حيوية الدبلوماسية الأمريكية بالنسبة للثورة في مصر وسوريا، بالإضافة للتدخل العسكري في ليبيا. والسبب هو واضح: الولايات المتحدة لاتفكر في استعداء المملكة العربية السعودية، لأنها هي الدولة الوحيدة القادرة على خفض أسعار النفط. بالإضافة الى كون هذه السياسة تعزز الشعور بأن الولايات المتحدة حاسمة من زاوية ايران الشيعية ومن جانب حليفتها سوريا (التي يحكمها النظام العلوي)، فإنها أصبحت الراعي الرسمي لقضايا السنة في الشرق الأوسط . تعتبر البحرين فرصة ثانية بعد العراق بالنسبة للولايات المتحدة من أجل اظهار دعم حقوق الشيعة. وهي تمثل امكانية تحقيق انتقال أو تغيير سلمي أيضاً. تتمتع البحرين بملك اصلاحي ومعارضة منفتحة لتقديم تنازلات صغيرة بدل تغيير النظام. كيف ستبدو تلك التغييرات؟ سيكون جميلاً بأن نتخيل غالبية شيعية في الحكومة التي تتألف من 23 عضو (4 وزراء استقالوا بعد بدء الإحتجاجات) وكذلك في المناصب العليا بالنسبة لقوات الأمن ( حيث يشغلون القليل من المناصب العليا ). ومن الممكن أن تكون الدوائر الإنتخابية سبباً في اعادة رسم خارطة لتصحيح التلاعب أو الغش الذي يقلص من حصص الشيعة في المقاعد البرلمانية ( 8 من أصل 40) في المجلس الوطني المنتخب. الإصلاحات الملكية هي ليست غير واردة حتى. يقوم الملك حالياً باختيار جميع أعضاء المجلس الوطني المعيّن والمكون من 40 عضو. كما يتمتع بصلاحية اختيار رئيس الوزراء، والآخر يقوم بتعيين جميع أعضاء الحكومة التي يتألف نصفها من أعضاء من العائلة الحاكمة. بالإعتماد على التعهدات التي سبقت من ملكي الأردن والمغرب، تستطيع البحرين أن تتحرك باتجاه التحول الى نظام ملكي دستوري يتمتع بمجلس وطني منتخب بالكامل، ويتم فيه انتخاب رئيس الوزراء. أياً من ذلك لن يتحقق من دون موافقة المملكة العربية السعودية، ولكي يتزحزح السعوديون، فإنه يجب على الولايات المتحدة أن تمارس بعض نفوذها. ورداً على حملة القمع التي شنت على المتظاهرين في البحرين، ألغت الولايات المتحدة صفقة مساعدات عسكرية بقيمة 5 مليون دولار. وكان ذلك جزاء للأخطاء التي ارتكبتها البحرين. الولايات المتحدة لا تقدم مساعدات كبيرة للسعوديين، ولكنها تسمح بالعديد من صفقات المعدات العسكرية المليارية، والتي تهدف فقط للدفاع عن النفس بموجب القانون. نحن لا نعتقد بجدوى قمع الاحتجاجات المدنية في بلد مجاور. بالنسبة للمسؤولين الأمريكيين، ينبغي عليهم السعي لاقناع الأسرة المالكة في السعودية أن تكون أكثر انصافاً للشيعة في البحرين، ناهيك عنهم في المملكة العربية السعودية، الأمر الذي من شأنه تعزيز موقفهم وتقليل احتمالات التدخل من قبل ايران ذات الغالبية الشيعية. صحيح بأن حكام السعودية يختلفون نسبياً مع نظرائهم في البحرين، الا أن بامكانهم تفادي أي ثورة من خلال تقديم تراخيص وقروض اسكانية جديدة ومساعدات أخرى. يجب ان يتعلموا من خلال النظر الى الجهة الغربية في مصر، والى الجنوب في اليمن، والى الشرق في سوريا، بأن الاستبداد وحده لم يثبت استراتيجية ناجحة في الآونة الأخيرة. |
| الساعة الآن 08:13 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Content Relevant URLs by vBSEO 3.5.2 TranZ By
Almuhajir