منتدى استراحات زايد - من أين يستقي مراجعنا العظام وعلمائنا الكرام أخبار ثورتنا !!؟؟

منذ سنين خلت كنت قد إستمعت لعالم الدين الجليل اللبناني المرحوم الشيخ محمد مهدي شمس الدين وهو يحث الشعب البحراني على المصالحة مع النظام الخليفي الساقط للشرعية ويتكلم بحال لسان الأب الذي يختلف مع أبنائه في بعض الأمور العائلية وكأن المسئلة سؤ فهم من الجانبين وليس صراع وجودي بين الشعب والنظام الخليفي المستعمر .

وكنت أتصور حينها بأن المسألة عابرة وقد يكون وقع إلتباس لسماحة الشيخ لعدم معرفته بحقيقة الأوضاع ومظلومية الشعب البحراني المقهور والمغلوب على أمره عبر أكثر من 230 سنة من الإستعمار والظلم والإستبداد والقهر والفساد للأسرة الخليفية الظالمة .

كما أن الأمر تكرر من لبنان مع سماحة السيد حسن نصرالله (( حفظه الله )) الذي رهن الحزب للدفاع عن القضية الفلسطينية بإعتبارها المحور الرئيس في مجابهة العدو الإسرائيلي، ووضع هامش من الوقت لصالح الثورة البحرانية، الذي هو الآخر لم يكن مطلع على أسبابها وكيفية نشوئها ومطالبها الحقيقية عبر تاريخ النظال البحراني الممتد لأكثر من 230 سنة والمتمثلة بمقاومة ودحر الإستعمار الخليفي عن بلدنا، تلك الثورة التي تتكرر كل عقدين من الزمن ضد هذه الأسرة الفاسدة التي من الصعوبة بمكان إصلاحها وتقويمهالأن الفساد نخر جميع مفاصلها ولا يمكن التعايش معها مهما عملنا على ترقيع كيانها المختل .

وبالأمس القريب رأينا سماحة المرجع السيد علي السيستاني (( حفظه الله )) يجتمع مع نواب الوفاق الذين أوصلوا رسائل لسماحته بما تتماشى وأهدافهم المرسومة وتعاطى مع الشأن البحريني على اساسها دون أن نسمع تعليق من مكتب سماحته أو حتى تعليق حول تلك اللقاءات وما جرى فيها لأنها مسألة عامة تخص مصير شعب وليس جمعية سياسية، في الوقت التي تنقل تلك الأحاديث للسفارة الأمريكية بكل حذافيرها من قبل زائريه دون إحترام لخصوصية المرجعية .

ربما نمتعض ونحزن ونتأسف حينما نسمع تلك الأخبار التي تجافي الحقيقة والواقع، لأن سماحته يعلم بأن ما يجري في البحرين ليس خلافاً بين سلطة جائرة ومطالب شعب عادلة، وإنما بين نظام مستعمر غازي ديكتاتوري فاشيستي متغطرس وشعب محتل مغلوب على أمره، بين نظام استخدم كل الوسائل الغير مشروعة والمحرمة دولياً لوئد إنتفاضة الشعب الذي قدم الغالي والنفيس من دماء وأرواح أجنته وأطفاله وشبابه ورجالة ونسائه وكهلته، لأجل نيل حريته وكرامته وعزته .

كنت قد إطلعت على رسالة وجهها شعب البحرين الى سماحة المرجع الديني العظيم المرحوم محمد الحسين آل كاشف الغطاء والمعروفة ببيان فتنة البحرين، التي حررت قبل 60 سنة من الآن، أي في سنة (( 1373 هجرية )) بما يصادف سنة (( 1952 ميلادية )) يستغيثون بسماحته من ظلم آل خليفة وخبثهم وزرع الفتن بين الطائفتين الكريمتين في البحرين .

ما أعجبني في رد سماحته هو كتابته للرد وهو مسلتقي على فراش المرض في المستشفى رغم ما كان يعانيه من آلام إذ أن الواجب الشرعي حتم عليه المبادرة في طلب الإصلاح من حاكم البحرين بصفته مرجع ديني ويقلد من الكثير من أبناء هذا الشعب المظلوم .

وكان الواجب الذي يحتم على سماحة السيد علي السيستاني هو إرسال وفد أو على الأقل طلب تقرير مفصل عن الأحداث في البحرين من قبل وكيله الشرعي السيد عبدالله الغريفي الذي هو الآخر وكيل للمرحوم السيد محمد حسين فضل الله ولا أعرف إن كان هناك مرجع ديني آخر قام السيد الغريفي بتطلب توكيل له في البحرين لكي نعلم إن كان يستطيع تقسيم وقته بين جمع الزكاة والخمس وإرسالها للعراق ولبنان في الوقت الذي يجمع فيه بعض سكان البحرين زادهم من براميل القمامة وتقديم تقارير مفصلة عن ثورة البحرين وإطلاع شعب البحرين عليها وردود سماحة السيد كذلك، خصوصاً مقلديه ليعرفوا الواجب الشرعي عليهم في تعاملهم مع من إحتل أرضهم وهتك عرضهم وأعتدى على شرف حرائرهم وهدم مساجدهم وحرق قرآنهم ونكل بمذهبهم وعذب رموزهم وقتل أطفالهم وشبابهم ورجالهم ونسائهم وكهلتهم، وغير ذلك من الموبقات، إذ أن البعض من زوار القصور والمحسوبين على المعارضة يتفاخرون بأن مرجعيتهم في النجف وعند السيد بالذات الذي لا أعتقد بأي حال من الأحوال سيرضى بنهجهم في تعاملهم مع النظام الساقط للشرعية في البحرين .

واليوم صباحاً شاهدنا سماحة المرجع السيد علي الخامنئي دام ظله على قناة العالم بمناسبة الذكرى الثالثة والعشرين لرحيل الإمام الخميني قدس سره الشريف، وقد تطرق بصورة موجزة لثورة البحرين، تجافي مطالب الكثير من أبناء الشعب البحراني المظلوم و المتمثلة بإسقاط النظام الخليفي الساقط للشرعية .

**************************

فمن أين يستقي مراجعنا العظام وعلمائنا الكرام في الخارج أحداث ثورتنا وحقيقة مطالبنا !!؟؟