منتدى استراحات زايد - للأسف لازلنا بعد أكثر من سنة نناقش التوافه

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد

مع شديد الأسف لازلنا بعد أكثر من سنة نناقش مصطلحات بداية الثورة، فلازلنا نتكلم عن اصلاح واسقاط وايهما الأجدى، ولازلنا نتناقش ونتشاجر في السلمية ومفهومها وجدواها، وكأننا بعيدين كل البعد عن ما سيأتينا من أمور بدت واضحة على السطح.

أكتب لكم هذا الموضوع عن السلمية وأتمنى أن يكون الموضوع هذا نهاية للنقاشات المتعلقة بخصوصه.
تفسير السلمية

هناك ثلاثة توجهات تفسر السلمية من منظورها الخاص وهم ...
* الجمعيات السياسية
* الحقوقيون
* الثوار
الجمعيات السياسية والحقوقيون متفقين من الناحية النظرية في تفسير السلمية ومختلفين من الناحية العملية، وأما الثوار فمفهومهم للسلمية مختلف عنهما نظريا وعمليا ولكنهم قريبين لتفسير الحقوقيون للسلمية.

الجمعيات السياسية والسلمية

نظريا السلمية تعني أن تطالب بحقوقك دون أن تتعرض للممتلكات والأنفس، وإذا تعرضتم للقمع فواجهوهم بالصدور العارية، وإذا أعتدى عليكم فيحق لكم الدفاع عن أنفسكم.

عمليا السلمية تعني أن تطالب بحقوقك في مسيرة مخطر عنها سواءا رخصت أم لا، وفي حالة تعرضكم للقمع واجهوهم بصدوركم العارية ولا ترموا ملتوفا ولا تحرقوا إطارا، احتجوا بطريقتكم ولكن لا تتعرضوا للاقتصاد، وفي حالة الاعتداء يجب أن يتحقق الاعتداء بعد ذلك يقوم المعتدى عليه بالدفاع عن نفسه بيده دون وقوع قتل، ويكون ذلك في حالة الوقوع بين ايديهم أو في حالة اقتحام منزله.

لماذا هذا التفسير للسلمية عند الجمعيات

لأن النظام مجبر على التنازل وهو لا يجد أي نقطة عنف بتجاهنا ليأخذها ذريعة في استمرار القمع والمماطلة في الحلول، واستخدام المليتوف وحرق الاطارات يضعف من حجيتنا للعالم وخاصة أن تنازل النظام بات وشيكاً.

النظام يتحجج بأن الجمعيات لا تدين العنف، ولهذا تصدر بيانات تدين المليتوف كبادرة حسن نية لبدء الحوار، واستهداف الاقتصاد سيؤدي إلى استفزاز سعودي بنا ويجبرنا على التوحد معه، ولهذا لا تريد الجمعيات إضعاف الاقتصاد، والدفاع عن النفس يجب أن لا يكون جماعيا لكي لا تتخذه الحكومة دليل عنف ضدنا.

الحقوقيون والسلمية

نظريا السلمية عندهم كما هو عند الجمعيات

عمليا يتشابهون أيضا مع الجمعيات ولكن يختلفون في بعض الأمور منها أنهم يدعون للضغط على النظام من خلال مسيرات تؤثر على الاقتصاد كالمنامة، ثم إنهم لا يدينون المليتوف وحرق الإطارات ولكنهم لا يؤيدونها لأنها تشوش عملهم الاعلامي، وهم يدعون للتصدي الجماعي لانتهاكات المرتزقة ولكن بالصمود بوجههم وليس بالمليتوف، ويعتبرون دخول المرتزقة القرى للقمع هو اعتداء بحد ذاته، ولكنهم يرفضون استهداف المرتزقة بقصد الاصابة أو القتل

لماذا هذا التفسير للسلمية عند الحقوقيون

لأنهم يعتقدون أن سلمية الجمعيات لا تشكل اسلوب ضاغط لتحقيق مطالبهم، ويعتبرون هذا الاسلوب هو الضاغط الذي لا يقود للعنف.

الثوار والسلمية

نظريا السلمية هي أن تطالب بحقوقك بالإطار الذي يحدده الإسلام كعدم التعرض للأرواح البريئة، وفي حالة الاعتداء يتم الرد بالمثل بأي وسيلة ممكنة، فالسلمية تعني عندما تسالمني أسالمك وعندما تعتدي علي أردعك وأجعلك لا تفكر بإعادتها مرة أخرى، والاعتداء يتحقق بوجود المرتزقة في حدود القرى أو داخلها ولهذا يجب ردعهم واخراجهم، بل إن وجود مرتزقة مسلحين قد يقمعونا في أي وقت يعتبر تهديد يجب التصدي له بالإعداد والتجهز.

عمليا المرتزقة تعتدي علينا بالوقوف عند مداخل القرى، فيتحتم علينا طردهم فحاولنا بالصدور العارية ولم ينفع وبالحجارة ولم ينفع وبالملتوف ولم ينفع، ولهذا اتجهنا لحرقهم بالمتفجرات الحارقة وإن لم ينفع سنواجههم بما هو اقسى واقسى، ونحن سلميون لأنهم لو سالمونا سالمناهم.

لماذا السلمية دون غيرها

لأننا لا نملك قوة ننقلب على النظام بها، ونحن لا نمتلك السلاح، ولو وجد السلاح فلن يكن ندا لما عندهم، بالإضافة إلى أنهم مجهزين ومدربين على الحروب، ونحن لا نعرف استخدام السلاح البسيط فكيف بما هو معقد؟ ولو اتجهنا للحرب ونجحنا في هزيمتهم ستدخل جيوش دول الخليج ثم لو فرضنا سيطرتنا سيفرضون علينا الحصار الغذائي والاقتصادي.

هذا الكلام يرفضه الثوار ويردون عليه بردود قرآنية، ولكن الآخرين يعتبرون الردود القرآنية خيالا واحلاما ويطالبون بردود عقلية، فهم لا يقبلون بأن تذكرهم بأن فرعون عنده الاسلحة والجنود وموسى لا يمتلك إلا عدد بسيط من الناس الذين لا يمتلكون السلاح، وكل ما يملكونه هو تسليمهم المطلق لله وبه انتصروا، هم لا يريدون مثل هذه الردود، ولهذا سأجيب عليهم عقليا على إشكالهم.

لماذا يفسر الثوار السلمية بالمعنى الذي ذكر؟

الثوار عقلا يعلمون بأن العنف سيؤدي إلى قتل الآلاف منهم، وإن حصلوا على رشاش فسيواجهون بقصف الطائرات، لكن في الوقت نفسه المرتزقة لن تتوانا عن التعرض لأعراضنا إن لم يواجهوا بالقوة، ولهذا الثوار يستخدمون كل سلاح مؤلم لا يكون ذريعة للنظام في استخدام السلاح الحي، كالقنابل الحارقة التي استخدمت لم تفضي إلا لاستخدام الشوزن، فالمعادلة أن تبعدهم بأي طريقة مؤلمة دون أن تفضي لاستخدام السلام الحي خاصة وأن النظام لا يستطيع ان يؤجج الوضع أكثر في هذه الظروف العصيبة عليه.

ولأنهم يمتلكون السلاح وقد يعتدون علينا في أي وقت يريدون، ولأن العنف ليس من صالحنا في هذه الظروف، فعلينا الاستعداد لأن نمتلك السلاح ونتدرب عليه وأن نكون مجموعات متدربة تخطط وتنظم وتنفذ، وبهذا نحن لا نريد العنف ولكن نجهز ما نستطيع تجهيزه وإن كان بسيطا، وذلك ليوم قد يعتدون علينا فيه، فليس من مصلحتنا حين إذ أن لا نكون مستعدين.

الهدف والمطلوب من هذا الموضوع

الكل منا يعلم بأن السلمية هي أفضل خيار لنا، ولكن كل جهة تتبنى معنى خاص بها، فليس من حق أحد أن يتهم الثوار بعدم السلمية لأنهم سلميون بالمعنى الذي يرونه، وليس على الثوار الغضب عندما يطالبونكم من هم بالخارج بالسلمية كالسيد حسن نصر الله لأن السلمية هي ما تقومون به الآن، وعلينا جميعا فهم بعضنا ونترك النقاش في موضوع السلمية مطلقا.