منتدى استراحات زايد

منتدى استراحات زايد (http://vb.ma7room.com/index.php)
-   منتدى أخبار المواقع والمنتديات العربية والأجنبية (http://vb.ma7room.com/forumdisplay.php?f=183)
-   -   ردا على من يعتبرون المركزية شرعا واللا مركزية غير ذلك (http://vb.ma7room.com/showthread.php?t=912899)

محروم.كوم 06-01-2012 02:30 PM

ردا على من يعتبرون المركزية شرعا واللا مركزية غير ذلك
 
تفاجأت وأنا أقرأ تصريح آية الله السيد هادي المدرسي عن تحبيذه لخيار اللا مركزية لقيادة الثورة ببعض الردود المريضة التي حاولت أن تدخل عنوان المركزية واللامركزية في دائرة الشرع واللا شرع جريا على عادة قديمة لن يمل أصحابها منها.
وللتدليل على كلامهم المستهجن والملتبس أشاروا إلى غزوات النبي (ص) باعتبارها أنها كانت لها قيادة مركزية محاولين إسقاطها على قيادتهم هم لا قيادة غيرهم!!
ولأهمية ما سأقوله - بحسب ما أدعي - أردت أن يكون أول موضوع لي في الملتقى ردا على هذه المفاهيم الملتبسة، وسأضع ردي على شكل نقاط:
النقطة الأولى: لقد تغافل هؤلاء عن عمد - بحسب ما أظن - عن مسألة كون مركزية المعارك وقرارها كانت بيد المعصوم الذي لا يعتري قراره الخطأ ولا تضعف إرادته ولا يميل إلى عدوه جراء الترهيب أو الترغيب، وهو ما لا يتوفر في غير قيادة المعصوم إلا بعصمة ذاتية وإرادة فولاذية افتقدناها عن الكثير من القيادات التي يعنيها هؤلاء. فضلا عن كون النبي (ص) لا يطبق المركزية في قراراته وكان يطبق الشورى ويأخذ حتى بالخيارات الخاطئة كما حصل في غزوة أحد حينما فضل خيار الخروج لقتال المشركين على خيار التحصن في المدنية الذي كان يميل إليه، ليعلم الناس الاستشارة والصواب والخطأ بالتجربة وعلى الأرض وفي الميدان وليس من خلال البروج العاجية وبالأوامر الفوقية التي هي أساس كل هزائمنا واندحارنا أمام الأعداء.
وعليه، فإن شرعنة المركزية بهذا الأسلوب الفج ينقصه ركن العصمة الذي لا يتوفر في كل القيادات الحالية، وهذه نقطة لا يمكن المرور عليها مرور الكرام والسماح بأن يلتبس فكر العامة بشأنها.
النقطة الثانية: مطلق فكرة اللا مركزية والمؤسس لها فعلا هو الأستاذ عبدالوهاب حسين، انطلاقا من تجربة واقعية عاشها في فترة التسعينات، حين كان الحراك الثوري اليومي مرتبطا بالرموز، وحين غيب الرموز استطاع النظام السيطرة على الشارع، وإحكام القبضة الأمنية عليه، ولولا وجود قيادات فولاذية داخل السجن رفضت التفريط بمطالب الشعب لاستطاع فعلا إنهاء الحركة المطلبية في ظل جمود حركة قيادات الخارج وعدم قدرتهم على تحريك الشارع.
أما المبعث الثاني لإطلاق الأستاذ لضرورة القيادة اللامركزية للثورة الشعبية في البحرين، فكان تجربته مع القيادات التي هي حاليا خارج السجن في التنازل للسلطة في الكثير من المحطات عن حقوق الشعب طوال العشر سنوات الماضية، ولهذا كانت اللا مركزية لتؤمن استمرار الثورة من دون تنازل ولا ضعف عبر تجهيل القيادة الميدانية التي تقود الشارع، وهذه عبقرية استثنائية من الأستاذ، وضمن المفهوم الشرعي إذا جاز لي أن أتكلم في هذا الشق، فهذه الممارسة تشبه إلى حد بعيد الوكلاء المجهولين للأئمة المتأخرين في العصر العباسي (ع)، لتأمين استمرار منهج أهل البيت وفكرهم وتعاليمهم إلى الناس.
النقطة الثالثة: دعونا نتكلم بصراحة تامة، فمن يطلب المركزية لا يطلبها لسماحة الشيخ عيسى قاسم الذي هو بدرجة كبيرة ثابت على خطاب معين فيما يتعلق برؤيته للثورة البحرينية، بل يطلبها لتغطية ممارسات الوفاق ومناوراتها في المشهد السياسي، ويستقوي بقيادة الشيخ عيسى لهذا السبب وأقول لهؤلاء أمرين:
الأمر الأول: أن اللامركزية هي من حمت الوفاق وكل وكوادرها والشيخ عيسى قاسم حين انخفضت الأصوات ولم نعد نسمح تصريحا من أي من كوادرها طوال فترة السلامة الوطنية عبر خروج الشباب العزل من السلاح لمواجهة الدبابة والمدرعة وتنظيم برنامج أسبوعي ثوري لاستمرارية العمل الثوري والاحتجاجي عبر الائتلاف والمبادرات الشبابية داخل القرى، ولو انخفضت الاحتجاجات لأسبوع واحد بعد فترة السلامة الوطنية، لرأيت النظام يكمل على البقية الباقية من الرموز والكوادر ويعتقلهم جميعا.
الأمر الثاني: أن اللا مركزية هي من تؤمن حاليا للوفاق أن تقوم بفعاليات آمنة ومرخصة، ولو توقف الشباب ليوم واحد وذهبوا وراء الفعاليات المرخصة التي تقوم بها الوفاق، لرأيت النظام يبدأ بالتضييق على هذه الفعاليات ويستخدم القانون للحد منها، وسترضخ الوفاق لتضييق النظام عليها، وتضع ممارساتها السياسية في الإطار المحدود، بل ربما ترضخ لكل حلول السلطة الترقيعية وتقبل بأقل الفتات، فاللا مركزية لها فضل على الوفاق وليس العكس، وهي العنوان الحقيقي للثورة الفعلية على الأرض وهي مفتاح التغيير وليس شيء آخر، فلا تذهب بالبعض الأوهام لتصورات خاطئة قد تصيب الثورة في مقتل فيما لو تم الأخذ بها، وليعرف كل إنسان حجمه، ولا يمارس ممارسات الإقصاء، وخصوصا في ثورة ليست من صنيعته بل هو ملتحق بها كما يثبت ذلك التاريخ والمواقف والتصريحات.
النقطة الرابعة والأخيرة: إذا كان للمركزية من وجاهة، فهي أن تكون في القيادة الأكثر صلابة وتمسكا بمواقفها، وفي القيادة المجربة تحت أقسى الاختبارات على أن تخرج منها ناجحة ومتفوقة، والسؤال: وفق مفهوم المركزية: من هي القيادة الأجدر بالثورة، القيادة التي أخضعت لشتى صنوف التعذيب داخل السجون واعتدي عليها جنسيا ومورس في حقها صنوف الموبقات والجرائم والانتهاكات وبقت على ثبات موقفها تقول: أنا أريد إسقاط النظام، فضلا عن كون مفجرة للثورة وصانعة حقيقية لها ومواكبة لها أولا بأول، أم القيادة التي لم تختبر في ظرف مشابه وبقيت بعيدة عن ضغوط السلطة إلا من ضغوط إعلامية اعتاد أصغر طفل في البحرين عليها؟!!
منطق الحق والعدل والأخلاق والإنصاف يقول: أن القيادة الأولى أحق من الثانية بقيادة الساحة.


الساعة الآن 04:33 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Content Relevant URLs by vBSEO 3.5.2 TranZ By Almuhajir


1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59 60 61 62 63 64 65 66 67 68 69 70 71 72 73 74 75 76 77 78 79 80 81 82 83 84 85 86 87 88 89 90 91 92 93 94 95 96 97 98 99 100 101 102 103 104 105 106 107 108 109 110 111 112 113 114 115 116 117 118 119 120 121 122 123 124 125 126 127 128 129 130 131 132 133 134 135 136 137 138 139 140 141 142 143 144 145 146 147 148 149 150 151 152 153 154 155 156 157 158 159 160 161 162 163 164 165 166 167 168 169 170 171 172 173 174 175 176 177 178 179 180 181 182 183 184 185 186 187 188 189 190 191 192 193 194 195 196 197 198 199 200 201 202 203 204 205 206 207 208 209 210 211 212 213 214 215 216 217 218 219 220 221 222 223 224 225 226 227