منتدى استراحات زايد

منتدى استراحات زايد (http://vb.ma7room.com/index.php)
-   منتدى أخبار المواقع والمنتديات العربية والأجنبية (http://vb.ma7room.com/forumdisplay.php?f=183)
-   -   ملامح المشروع الامريكي المرتقب (http://vb.ma7room.com/showthread.php?t=910151)

محروم.كوم 05-29-2012 11:20 PM

ملامح المشروع الامريكي المرتقب
 
عندما جاء أهم و أكبر وفد أمريكي _مجموعة من أعضاء الكونغرس_ للبحرين لمهمة الاصلاح في اكتوبر 2011 ، صرح عضو الكونغرس الأميركي ايني فاليومافيجا في رده على سؤال عن إذا ما كانت الديمقراطية الأميركية تناسب العالم العربي، قال :
" نحن لا نريد أن نفرض ديمقراطيتنا على دول المنطقة _ وأضاف _ أنا في الأحيان قد أدخل في مجادلات كلامية مع بعض من زملائي الذي يشعرون أن من الأفضل أن تنتهج دول وسط آسيا التي لم تبلغ استقلالها سوى منذ عقود أسلوباً ديمقراطياً في الإدارة، حيث إن الديمقراطية تحتاج لتحقيقها الكثير من الوقت، وإن هذه الدول لم يبلغ على استقلالها من الاتحاد السوفياتي سوى 20 عام " و قال : " الأميركيين من الأصول الإفريقية لم يحصلوا على حق التصويت إلا بعد 150 عاماً، على رغم أن الدستور الأميركي كان يقر حق التصويت للجميع "(1)
هذا الموقف الأمريكي الذي ارتكز على فكرتين : الأولى التدرج الزمني الطويل للإصلاح ، و الثانية تجزئة الاصلاح . هذا الموقف عبارة عن تقليد أعمى لأسلوب هنري كسنجر وزير خارجية امريكا 1973-1977 و مستشار الأمن القومي في عهد الرئيس نيكسون ، و الذي يعتبره كثير من السياسيين الأمريكيين بأنه عبقري السياسة الأمريكية مما جعل كثيراً منهم يقلدونه ، و التكتيك الذي أخذه الوفد الأمريكي _ القادم للبحرين _ من أفكار كسنجر هو ما يعرف بإسم "سياسة الخطوة خطوة" أو "دبلوماسية الخطوة خطوة" ، و هي كما تذكر موسوعة السياسة :
" مفهوم و أسلوب في إجراء المفاوضات و معالجة المشاكل الدولية شاع استخدامه على اثر نشوب حرب تشرين الأول أكتوبر 1973 العربية _ الإسرائيلية ليصف سياسة و جهود الدكتور هنري كيسنجر وزير خارجية الولايات المتحدة الأمريكية و دوره المباشر في التوسط بين الأطراف المتحاربة لصالح وقف الصدام المسلح و تجيير نتائجه و توجيه المعادلات السياسية و العسكرية المستجدة لخدمة أهداف السياسة الأمريكية و مصالحها في المنطقة العربية "
دبلوماسية الخطوة خطوة بلسان كيسنجر
يقول المصدر :
" في اللقاء الذي تم بين السادات و كيسنجر في السابع من تشرين الثاني 1973 وضع الوزير الأمريكي أمام الرئيس المصري قواعد دبلوماسيته > . و كان المفتاح الاساسي لفهم كيسنجر للتفاوض التدريجي هو تجنب القضايا الكبيرة و الجوهرية كمسألة اشتراك الفلسطينيين في المفاوضات و المؤتمرات و مسألة تنفيذ قرار مجلس الأمن .. و التركيز على الخطوات الصغيرة و الإجرائية "

و بناءاً على قواعد كسينجر ينبغي على بعض المعارضة في البحرين أن لا تصر على المطالب المرفوضة من آل خليفة ، و القبول بالحل التدريجي و الخطوات الصغيرة لبناء جسور الثقة .
يقول المصدر :
" أما خطة كيسنجر في تنفيذ استراتيجيته فاعتمدت على أن المدخل تفتيت الموقف العربي يكمن في وضع مصر الخاص في شخص الرئيس السادات و ميله نحو المساومة و ضعفه أمام المظاهر و العقد الحضارية و غروره و تفرده في القرار و قبوله لفكرة فهم الصراع في الشرق الأوسط على أساس التنافس بين الشرق و الغرب و بالتالي قبوله فكرة توسط الولايات المتحدة أي إسقاط صفة الخصومة عنها و النظر إليها بمثابة حليف. و كان أسلوب كيسنجر يعتمد على إرضاء الغرور الشخصي للسادات و غيره من الزعماء العرب و الاحتيال على المواقف الصعبة بالوعود المبهمة و مذكرات التفاهم السرية و الهرب من معالجة القضايا الكبيرة عن طريق اللجوء إلى المسائل التفصيلية و الإجرائية و تخطي العقبات التفصيلية عن طريق مناشدة السادات في التمسك بالأفكار الكبيرة و النتائج البعيدة. "
و ربما النص أعلاه يبين الجانب النفسي في تكتيك كسنجر حيث يسعى عبر مدحه لزعامات المعارضة _ المعارضة العربية لإسرائيل_ في إرضاء غرور افرادها و تعليقهم بالوعود المبهمة ، و جذبهم للمشروع الامريكي من حيث لا يشعرون . و هذا لا يختلف عن غاية مدح الأمريكان لبعض الجمعيات السياسية في البحرين.
يتابع المصدر : "بدأ العمل بدبلوماسية الخطوة خطوة عندما باشر كيسنجر تدخله لوقف الصراع المسلح بعد الساعات الأولى من إندلاع حرب تشرين . أي على أثر إدراكه بأن الوضع في الشرق الأوسط يتطلب جدية أكبر للتخطيط و المعالجة فبعد أن فاجأه الصمود العسكري العربي عمل كسينجر على دفع القيادة الأمريكية في إتجاه منع إنهيار الجبهة الإسرائيلية في سيناء عن طريق إقامة أطول و أضخم جسر جوي عسكري في التاريخ، ثم عمل بعد ذلك لخلق فرص لتعادل الموقف العسكري . و منذ البدء جعل كيسنجر دبلوماسية الخطوة خطوة استمراراً سياسياً لإستراتيجية إسرائيل العسكرية في استفراد الجبهات العربية و ركز على مصر باعتبارها السمكة الكبيرة و التي و التي يتعذر بدونها الخيار العسكري للعرب."(2)
و كذلك تدخل الأمريكان بوفودهم التفاوضية في البحرين عندما لاحظوا صمود الشعب ، و قاموا بتوفير الذخيرة العسكرية لآل خليفة بإمتياز ، و حاولوا احتواء الجمعيات بإعتبارهم اكبر سمكة يمكن للأمريكان التعامل معها.

موقف الوفاق من تقسيط المطالب
في لقاء أجرته الكويتية للأخبار مع شيخ علي سلمان تم سؤاله :
"فيما لو حدثت انفراجة أو مبادرة.. ما هو السقف الذي يمكن أن تتنازل عنه الوفاق للوصول إلى مبادرة؟"
أجاب :
"نحن نعتقد أن الصيغة التي يمكن أن تحقق أفضل استقرار هي صيغة الديمقراطية القادمة، ولكن الوفاق لديها استعداد للقبول بصيغة مرحلية أقل من الديمقراطية الكاملة تكون شبيهة بما حدث في المغرب، وهذا هو الحد الأدنى الذي يمكن أن تتحرك فيه الوفاق كخطوة مرحلية من أجل مملكة دستورية وديمقراطية كاملة" (3)
و في مهرجان المقشع قال:
" يدنا مفتوحة للحوار والتباحث من أجل جدولة التحول نحو الديمقراطية في البحرين " (4)
و حتى الورقة التي اشيع بأنها مرئيات الوفاق المقدمة للديوان و التي تبين تقسيط المطالب عبر فترات زمنية طويلة ليست حركة عبثية ، لا اتوقع صحتها _بعض النظر عن مصدرها_ و لكن غرضها تهيئة النفوس لمثل هذا الحدث ، كما حدث عندما تسربت أخبار دخول الوفاق في حوار التوافق قبل دخولهم الرسمي، و كما انتشر خبر فك الوفاق للعصيان المدني قبل وقوع الحدث الرسمي .. و هذا الاسلوب مستخدم كثيراً في أمريكا حيث تنشر بعض الأخبار على طريقة التسريبات الغير مؤكدة في الصحف بغرض جس نبض الجماهير أو تهيئتها للحدث.

لا نعلم ما هو القسط الأول من المطالب الذي تطالب به الوفاق و ما القسط الذي تريد تأجيله فهذه الأجابات _حالياً_ عند الوفاق و من معها.

نرجع إلى خطة كسنجر
عندما طبق كيسنجر سياسية الخطوة خطوة استطاع أن يفتت العرب بعد أن كان اغلبهم جبهة قوية و موحدة ضد إسرائيل ، و بعد هذا التفتيت و المماطلة في الزمن خسرت مصر أوراق قوتها في المفاوضات _ الممثلة في دعم العرب _ و كسبت إسرائيل الزمن لتنظيم نفسها و فرض شروطها. و بعد الموقف الفردي من السادات حدثت ازمة ثقة بين العرب استمرت إلى اليوم ، و قد علقت الدول العربية عضوية مصر في الجامعة العربية من 1979 و لم يسمح لها بالعودة إلا في عام 1989م .
استشراف المستقبل
و قياساً على نفس القاعدة فإن نجاح مشروع تقسيط المطالب في البحرين سيفتت المعارضة بشكل كبير _ حتى على مستوى الجماهير و ليس النخب فقط كما هو حاصل اليوم _ مما سيعطي السلطة أوراق ضغط إضافية . زد على ذلك أن التقسيط كل ما يحتاجه الملك لكسب الوقت و أخذ انفاسه لتوجيه ضربة محكمة للمعارضة كما يفعل بعد كل هدنة ، و في أخير هدنة _ الميثاق _ قام بمشروعه الكبير _ تغيير التركيبة السكانية _ لتوجيه ضربة محكمة و قاضية للمعارضة.

المصادر :
(1) صحيفة الوسط : http://www.alwasatnews.com/3327/news/read/601614/1.html
(2) موسوعة السياسة : ج2 من ص 663 إلى ص 669
(3) الكويتية للأخبار : http://bahrainonline.org/showthread.php?t=274322
(4) صحيفة الوسط : http://www.alwasatnews.com/3401/news/read/617824/1.html


الساعة الآن 04:33 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Content Relevant URLs by vBSEO 3.5.2 TranZ By Almuhajir


1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59 60 61 62 63 64 65 66 67 68 69 70 71 72 73 74 75 76 77 78 79 80 81 82 83 84 85 86 87 88 89 90 91 92 93 94 95 96 97 98 99 100 101 102 103 104 105 106 107 108 109 110 111 112 113 114 115 116 117 118 119 120 121 122 123 124 125 126 127 128 129 130 131 132 133 134 135 136 137 138 139 140 141 142 143 144 145 146 147 148 149 150 151 152 153 154 155 156 157 158 159 160 161 162 163 164 165 166 167 168 169 170 171 172 173 174 175 176 177 178 179 180 181 182 183 184 185 186 187 188 189 190 191 192 193 194 195 196 197 198 199 200 201 202 203 204 205 206 207 208 209 210 211 212 213 214 215 216 217 218 219 220 221 222 223 224 225 226 227