جميع مواجهات الليلة لو اختزلت في عملية سرية يقوم بها 5 أفراد فقط لنجحت
 

كان طموح الائتلاف من وراء استفتاح اعلان فعاليات هذه الليلة بآية "فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ" هو الدعوة لأن تكون ليلة يسحق فيها مرتزقة النظام انتقاماً منه على ما قام به من جرائم خلال الثورة

الا ان الائتلاف كعادته لم يقم بتنظيم عمليات السحق انما جعل الصورة ضبابية امام الشباب اللذين يخشون من ان يصعدوا لمستوى يعتقدون بأنه قد يثير غضب الجميع دون دعم من الائتلاف

فرغم اننا تعاهدنا مع بعضنا البعض منذ البداية بأن تكون ثورتنا لا مركزية لضمان استمراريتها بعكس لو كان لها رأس يتسبب قطعه في توقفها الا اننا في النهاية وقعنا شئنا أم ابينا في فخ المركزية فأصبح مؤيدو اصلاح النظام يقفون وراء الوفاق بكل ايجابياتها ومساوئها واصبح مؤيدو اسقاط النظام يقفون وراء الائتلاف بكل ايجابياته ومساوئه بانتظار المعلبات الجاهزة التي يقدمها لهم هذين الطرفين دون ان يستقلوا بذاتهم ويطوروا من انفسهم

لذلك كان على الائتلاف في ظل هذا الوضع ان يقدم معلباته الجاهزة من وراء الكواليس للشباب ويعطيهم من خلالها تعليمات حول كيفية تطوير انفسهم وليس ترك المسألة هذكا عائمة من خلال تكرار كلام عام عن تطوير اساليب الدفاع المقدس دون ان يوضح ما هو المقصود

ولكن في الواقع فإن الائتلاف يتحاشى تحمل مسؤولية التصعيد خشية ردات فعل البعض لذلك يتعمد تعويم تعريفه للدفاع المقدس بحيث اذا صعد الشباب من جانبهم لا يتحمل هو مسؤولية ما يقومون به وهذا ما ادى الى جمود اساليب الشباب في مواجهة المرتزقة

ما جرى الليلة من مواجهات هو تكرار لنفس اسلوب المواجهات التي تجري منذ اشهر بل هو نفسه الاسلوب اللذي كان يحصل قبل الثورة رغم تصعيد النظام في عمليات القتل المتعمد للشباب اللذين لم يغيروا استراتيجية المواجهة التي تعتمد بصورة اساسية على وقوف عدد كبير من الشباب امام المرتزقة ليتلقوا مختلف صنوف الاسلحة بصدورهم وعيونهم العارية وكل ما يتوفر في ايديهم هو المولوتوف والحجر

اغلب النقاشات التي تطرح هنا في الملتقى حول كيفية حماية الشباب من الاصابات تقتصر في مضمونها على كيفية تطوير ادوات الحماية وكيفية تطوير ادوات المواجهة الا انها تتهرب من الواقع على الارض وهو انه مهما كان لدى الشباب من ادوات فإنهم ان بقوا على نفس اسلوب المواجهة فلن يتغير اي شيء والاهم من ذلك ان هؤلاء الشباب في غالبهم لا يطلعون على ما يدور في الملتقى وحتى لو اطلعوا عليه فلن ينفذوه الا اذا وصلهم معلباً من الائتلاف

الليلة في أغلب المواجهات التي جرت في القرى اصيب العشرات من الشباب ولم نسمع عن اصابة مرتزق واحد اضافة الى اختناق الناس في منازلها وتحطيم سياراتها واحتراق ممتلكاتها وكل هذه الخسائر كان يمكن تفاديها وتحقيق النتائج المرجوة من فعالية الليلة بعملية سرية يقوم بها خمسة اشخاص في كل منطقة او حتى عملية واحدة تمثل البحرين بأكملها في مكان حساس من البلاد بحيث تصيب اكبر عدد من المرتزقة دون ان يصاب شاب واحد ودون ان يتأثر اناس اخرين ليس لهم علاقة

اضف الى ذلك اننا ما دمنا في ثورة فالثورة ليس لها وقت محدد انما هي عمل تراكمي مستمر بحيث لا يكون لعمليات استهداف المرتزقة واستنزاف النظام عموماً لا زمان محدد ولا مكان محدد ولا تقتصر على استهداف المرتزقة فقط انما استهداف المنتمين للعائلة الخليفية واملاكهم وشركاتهم ومؤسسات الدولة القمعية ومنتسبيها من افراد وضباط

ولكن للأسف لا زال هناك من يصر على اعتماد نفس اسلوب المواجهة اللذي كثيراً ما يؤدي الى اصابات في صفوف الشباب ونادراً ما يؤدي الى اصابات في صفوف النظام وهذا يعود لأمرين من جهة خشيتهم من ردة فعل النظام في حال التصعيد ومن جهة اخرى خشيتهم من ردة فعل شركاءهم في المعارضة وهكذا ستستمر الطاحونة تدور لتطحن معها مزيداً من الخسائر

ما يجب ان يكون خلال المرحلة القادمة هو استمرار الخروج في مسيرات جماهيرية فهي لب الثورة ولكن يجب فصل المواجهات عن المسيرات فلو قمعت مسيرة ليس عيباً ولا جبناً ان ينسحب المتظاهرين الى منازلهم حماية لأرواحهم وارواح المشاركين خصوصاً انهم لا يملكون ما يحمون به انفسهم او يدافعون به عن انفسهم وليتم تأجيل استهداف النظام ومرتزقته الى عمليات سرية يقوم بها شباب مستعدين تمام الاستعداد لمثل هذه العمليات بكافة صورها

وهناك جانب اخر حمائي ايضاً من خلال فصل المظاهرات عن المقاومة فمن خلال ذلك سيصعب على النظام الربط بين من يتظاهرون ضده وبين من يستهدفونه ويستهدفون مرتزقته وبذلك سيصعب عليه التعرف على من يستهدفونه بعكس ما يجري حالياً حيث ان المتظاهر يتحول بعد قمع المظاهرة الى مقاوم والادهى من ذلك يكون مكشوف الوجه

متى نحتاج لمواجهات بين المتظاهرين والمرتزقة؟
أحد أسباب حاجتنا لها هي في حال مثلاً سيطرنا جماهيرياً على مكان معين وأردنا حمايته او حاولنا الوصول والسيطرة جماهيرياً على مكان معين وهو محاصر أمنياً

فلنقل مثلاً الدوار
الدوار حينما سيطر عليه المتظاهرين اضطروا لحمايته بالقوة الجماهيرية فالعمليات السرية لم تكن لتحميه امام مئات المرتزقة
وهذه المواجهات الجماهيرية بحد ذاتها كانت تحتاج لتخطيط بحيث تفشل محاولات النظام استعادة الدوار من ايدي المتظاهرين وهذا موضوع اخر ليس الان باب فتحه انما جئت به كمثال على ان دعوتي لفصل مواجهة المرتزقة عن المظاهرات لا تعني ان مواجهة المتظاهرين للمرتزقة سيئة في حد ذاتها انما قد نحتاج لها في بعض الاوقات ولكن في الوقت الحالي وفي مظاهرات القرى فلا اجد اي حاجة لها فهي تتسبب في وقوع اصابات دون ان يكون لها هدف محدد