منتدى استراحات زايد - من أنماط الجمهور السياسي...المجسدة والمعطلة

بسم الله الرحمنِ الرحيم
تتعدد أنماطُ الجماهيرِ السياسية، وتتباين انتماءاتها، وتختلف توجهاتها وميولها، وكل ذلك خاضعٌ لأسباب شتى تتحكم فيه، فمن ذلك عدمُ فهم الدين الإسلامي فهما صحيحا عبر تأويله بما يتماشى مع المصالح الفردية، ومنه نسبة الفقر والغنى للأفراد، فمن الطبيعي في الغالب أن شخصا ذو وظيفة راقية يتبع التيار الذي يساعده في الحفاظ على تلك الوظيفة، وغير ذلك من المسببات، وهذا ما خلق في الساحة أنماطا وأنماطا من الجماهير، سأستعرض في مقالي هذا نوعين منها:-

1- المُجسدة: وهي من أنماط الجماهير التي يطغى على تفكيرها الإفراط في حب الشخصيات دون النظر في مواقفها، ويتميز هذا النوع من الجمهور بالولاءِ المطلق للشخصية دون المبدأ، وللاسم دون الموقف، وللوزن الاجتماعي دون صلابة الموقف أو لينه، ومن أبرز صفات هذه الشريحة من الجماهير أنها دائما ما تسعى لإعطاء المبررات لمواقف الشخصية التي تتبعها حتى وإن كانت هذه المواقف على درجةٍ عالية من الوضوح في الزيغ.
ولن أكون مبالغا إذا ما أطلقلتُ على هذه الشريحة اسم (المجسدة)، فهم يتصرفون وكأنَّ الله قد تجسد في ذاتِ الشخصية الفلانية التي يتبعونها، ولهذا فهم يعطونها مقدارا فائقا من القداسة خلافا للعقلِ والدين.

2- المعطلة: وهي الشريحة الغالبة من الجماهير السياسية، وسمتها الأبرز أنها تطبق شعار (أصحابي كالنجوم بأيهم اقتديتم اهتديتم)، فهي تعتقد باستقامة وعدالة ورجحان كل شخصية تلج بحر السياسة، فلا ترى للمضحي من السياسيين فضلا على غير المضحي، ولا للانهزامي منهم دونية تحت غير الانهزامي، فكل السياسيين لا سيما من وصلوا للرمزية منهم على درجةٍ واحدة من التقدير والثناء، ولا يمكن تعريض أحدٍ منهم إلى النقدِ أو الملاحظة.
ويتسم هذا النوع من الجماهيرِ بالبساطة وطيبة القلب، مما ينعكس على درجة تفاعلهم مع الفعاليات السياسية المختلفة، فيشاركون في فعالياتٍ يناقض بعضها الآخر، ويحضرون لحراكٍ يتصادمُ في مسيره مع الآخر، وإذا ما سئلوا عن ذلك برروا بأن جميع السياسيين يستحقون الوقوف معهم، فهم يريحون عقولهم من عناء التفكير والتمحيص بين السياسيين صالحهم وطالحهم، ولهذا فلا ضير بإعطائهم وصفا يناسب ما قاموا به من تجميدٍ وتعطيلٍ لعقولهم، وأنسبُ ما يمكن وصفهم به هو (المعطلة).

وشكرا