انتصار النكبة
 

مرَّت الذكرى الـ64 للنكبة، و التي أحياها الفلسطينيون أمس بأشكالٍ شتى كان من أبرزها: الإضراب العام في كافة المناطق الفلسطينية، والحملة الإعلامية الالكترونية المتضامنة مع المعتقلين الفلسطينيين المضربين عن الطعام الذين تكلّل إضرابهم بالنجاح بعد الاتفاق على تلبية المطالب في وقتٍ متأخر من مساء أمس.


و رسَّخ الإضرابُ و نجاحُه ثقافةَ (الإضراب عن الطعام في السجون) كوسيلة للمطالبة بالحقوق بما لا مثيل له فاستحق أن يعتبر بعض الفلسطينيين نجاحَه قد "حوّل ذكرى النكبة إلى ذكرى انتصار". و هو الذي جاء بعد سلسلةٍ من الإضرابات التي عزّزت حضور هذه الممارسة و ثقافتها و كان من أبرزها: إضراب الشيخ خضر عدنان و إضراب هناء شلبي.


لم يكن هذا الإضراب(1) كأي إضرابٍ سبقه، بل كان "الإضراب الجماعي المثال" الذي يستحق أن يُحتذى به و تتعلّم و تستفيد منه بقية الشعوب المضطهدة -ومنها شعبنا في البحرين- و من أبرز ما ميَّزه:
- التنظيم و التنسيق: فوجود الهيئة القياديو التي تكفّلت بكتابة الوثيقة و إدارة معركة الأمعاء الخاوية كان لافتًا جدًا و ربما كان من أهم أسباب النجاح.
- الوحدة: انتماء الهيئة القيادية لمختلف الفصائل و كذا بقية المضربين، أظنُّه كان سببًا هامًا لنجاح هذا الإضراب و تميّزه.
- العدد الكبير: لا شكَّ أنَّ للعدد الكبير الذي بلغ 1500 معتقل تقريبًا -أي ما يُعادل ثلث المعتقلين- دورًا هامًا في الضغط على الشاباص و الكيان الصهيوني عمومًا و على أكثر من مستوى.


شخصيًا، لا أتمنى أن يمرَّ هذا الإضراب مرور الكرام، ينبغي أن يُدرَس و يُتأمَّل و يُستفاد منه، بل أن يُعتبَر افتتاحًا لمرحلةٍ جديدة في هذا المجال لا على مستوى فلسطين فحسب، بل على مستوى كل المظلومين، و أُرجِّح أن تكون هذه الاستفادة داخلة عمليًا في فكرةٍ أرجو أن أُوفَّق لطرحها في الأيام المقبلة.




-------------------------------------------------------------------------
(1) حتى هذه اللحظة لم أرَ بيانًا رسميًا يؤكد الإنهاء التام للإضراب، لحظت فقط أنباء تُنسَب إلى مصادر و تؤكدها جماهير و تُشير بعض الجماهير إلى أن الهيئة القيادية قامت حتى الآن بـ"التعليق" و ليس "الإنهاء"، ربما لترتيبات و إجراءاتٍ احترازية ليَأمنوا قدر إمكانهم من الغدر الصهيوني.