انتصرت الثورة
 

السلام عليكم ورحمة الله
الأحبة المؤمنين والأخوات المؤمنات
لأول مرة تنتصر ثورة على الظالم من أول يوم فيها هي هذه الثور اللؤلؤية الكربلائية البحرانية , انتصرت الثورة حين هتف الشعب بأعلى صوته بكلمة الحق في وجه الباطل سرا وعلانية فكان لسانها الدم مرة وتارة أجسام أبناء الشعب وأخرى فكر وعقل , وأهم مافيها النظرة لمرضاة الله تعالى والنظرة إلى الأفق الأبعد من إسقاط نظام بائد .

انتصرت ثورتكم أيها الأحبة حين مرغتم أنف الذات التي لا تمس من البشر في التراب فأصبح الطفل الصغير يهتف بسقوطه والطير يهتف بسقوطة ولا أبالغ بل متأكد أن الجمادات هتفت بسقوطه وسقط فعلا وما مرور عام أو عامين أو ثلاثة إلا بقايا ابتلاء الله للمؤمنين وتمحيصا لهم .

انتصرت الثورة حين استمر القمع وسقطت أقنعتنا أمام أنفسنا قبل غيرنا فمنا من اعتبر ومنا من سيعتبر وعرفنا حجمنا الحقيقي وحجم بحريننا الحقيقي حين تعمد العالم القذر تجاهلنا وحين تكالبت علينا الأمم وازدلفت الجيوش من بني أمية فرأينا كربلاء حقيقة على أرض الواقع لا مجرد ذكرى ومصرع .

انتصرت الثورة حين تعمد الله تعالى أن لايرينا إلا وجهه وأن لا يجعلنا في لحظات منها إلا أن نميل لقدسه ونصره فكان خيط بقائها (الله أكبر) على أسطح المنازل بحرقة وحنين وقرب حقيقي للخالق الأقوى والناصر الحقيقي دون منة ودون أن يطلب منا سوى أن نعرف الحقيقة تزكية لأنفسنا التي داخلها الرين حينها انطبق علينا قول أمير المؤمنين عليه السلام ( إياك ودعوة من لا يجد عليك ناصرا إلا الله ) .

انتصرت الثورة حين هرفنا حقا أن لا نصر إلا بالدين ولا مسار إلا الدين ولا منهج إلا الدين ولا جهد ودم وروح وعقل إلا للدين وحين كان الشعار الديني حليف لساننا فكان حليفنا النصر في الموت بالروح المطمئنة التي لا يشوبها شك في النهج ولا الفكر , وحين كان أهل البيت عليهم السلام معنا طيلة الطريق فبعد القمع الأول خرجنا نعزيهم ولا نبالي حينها بالموت فكانت أول تظاهرة في زمن القمع الرهيب .

تبقى الثورة منتصرة وتنتهي فصولها الأخيرة كلما اقتربنا من الله عز وجل وأهل بيت العصمة بوعي ودراية وعزم لا يلين تاركين خلف ظهورنا أي دعاوى تدعي أنهم لابد أن يكونون بعيدين عنا وأن اعتمادنا على الخلق فمهما كانت قوة أولئك الخلق لن يحققوا لك نصرا مؤزرا كاملا , بل من سيحققه هو الله عز وجل وكتابه وعترة نبيه عليه وعليهم السلام .

انتصرت الثورة

علي الستراوي