جريدة الدار الكويتية (قانون الغاب.. يا بحرين ) نسرين العازمي
 

قانون الغاب.. يا بحرين

http://www.aldaronline.com/Dar/images/thinline.png http://www.aldaronline.com/Dar/Uploa...res/image3.jpg


كانت البشرية في الأزمنة الغابرة ومايسبق الإسلام، وفي زمن الجاهلية بالتحديد وربما يندمج معها زمن الديناصورات! تعيش في ظلام وجهل عظيم، فكانت الأعراض تُستباح والديار لاحرمة لها والنساء لاشريعة لحقوقها، والأطفال توأد وبأي ذنب قُتلت، كانت الخمور شربهم، والعهر حياتهم والقتل روتينهم والجهل شريعتهم، هي شريعة الغاب، شريعة الوحوش، إلا أن الوحوش لاتأكل لحم أصنافها وفق غريزتها، فجاء دين محمد خاتم الانبياء أتم الرسالة ونهى عن الضلالة وحرم الخمر والزنا والقتل بغير ذنب ودعا للسلم والعدل والعلم والحكمة، وحبه وآل بيته الكرام عليهم السلام، لينتشلنا من زمن الجاهلية إلى زمن العلم والمعرفة والإيمان بالله واليوم الآخر والعباده، لكنني كلما التفت وتقدمت وجدت الكثير ممن يقبع في مكانه لايريد الحراك ووجدت من عشق الجهل وزمنه فأراد البقاء هناك، مازالت هناك جماعات وأفراد متمسكة بقانون الغاب ونهجه وشريعته! فهل للغاب نهج وشريعه؟ نعم لانه مازال هناك من يقول إنا مسلمون وهو ينتهج شريعة الجاهلية ولايتركها، أتعجب ممن يحلل الخمر مرضاة لليهود وقد نهى عنه الرسول مرضاة لله، ويقول «مسلم»! أتعجب ممن يحلل الزنا والعربدة والدعارة ثم يقول أنا مسلم ،واتعجب قتله الأبرياء والأطفال بغير ذنب والتعامل بالعنف والقذف والظلم والتحقير، ويصر على أنه مسلم!! فهل جاء الإسلام بمايفعل هؤلاء المفسدون والمتأسلمون؟ وهل يكفي نطق الشهادتين لتكون مسلما؟ لانه إن لم يوافق النطق العمل فلا نجاة يوم يُختم على الأفواه وتحدث الجوارح بماصنع صاحبها، وحينها ماذا ستفعلون؟!
أربعة عشر شابا بحرينيا مدنيا أصيلا حكم عليهم بالمؤبد في محكمة عسكرية في محاكمة جائرة لتعدد الثغرات في جلساتها وتعدد الشبهات والتناقضات في مستنداتها والأخطاء العظيمة في إجراءاتها، ومخالفتها القانون والدستور صراحة ولارقيب إلا الله ولكنهم لايعلمون!
أولا: تهمتهم قتل بنغالي وتارة هو باكستاني في أوراق التهمة ! والمغالطة في اسم القتيل كذلك جاء في أوراق التهمة!
ثانيا: إن شهود الواقعة هما اثنان لاثالث لهما في مواجهة أربعة عشر متهما، وأحد شاهدي الاثبات هو ضابط التحقيق نفسه، وهذا غير مقبول قانونا، والشاهد الثاني هو باكستاني الجنسية لايعرف من العربية حرفا وقد ترجمت أقواله بما يناقض المعنى للمقصد، وكذلك أيضا يناقض أقوال الشاهد الأول الذي هو غير مقبول قانونا من الأصل!!
ثالثا: لم يتم الاستماع لشهادة شهود النفي وهم أربعة عشر وذويهم وأقاربهم وجيرانهم ومايزيد !!
رابعا: شاهدا الاثبات الاثنان ( الضابط المرفوضة شهادته قانونا - والباكستاني الذي لايعرف من العربية حرفا) قاما بوصف مكان الجريمة بمايخالف الحقيقة ومايخالف وصفهما معا، فكل أعطى وصفا ومنطقة وموقعا يخالف وصف الآخر والمنطقة الواقعة التي تبعد أميالا عن الأخرى!
رابعا: لم تتم معاينة موقع الجريمة ولم يتم رفع البصمات عن موقع الجريمة بشهادة ضابط التحقيق نفسه الموثقة في أوراق المحاكمة!
خامسا: بطلان إجراءات التحقيق من بدايتها وعليه تم إلقاء القبض على المتهمين الاربعة عشر جزافا وبهتانا!
سادسا: تمت محاكمة مدنيين لتهمة مدنية في محكمة عسكرية !!
سابعا:وهو الأهم، التهمة كانت القتل بأدوات حادة والضرب، إلا أن تقرير الطبيب الشرعي الذي عاين وفحص الجثة محل التهمة، أثبت أن القتيل لم يتعرض لأي أداة حادة ولاتوجد على جسده كدمات أو دليل على الضرب إطلاقا، وأن سبب الوفاة هو(احتقان في القلب)،أي أن الوفاة كانت طبيعية، وهذا كله موثق في تقرير الطبيب الشرعي ومرفق في مستندات القضية، وهو مخالف للتهمة الملقاة على هؤلاء الابرياء، إذا فليست هناك جريمة، والحكم: مؤبد؟!!!
أي قانون في زمن نعيشه؟! وأي ظلم قد استبد ليهتك زهرة شباب بغير ذنب ويحرق قلوب أمهات ويقتلع العمامة من الرؤوس ويهدم المساجد ويحرق المصاحف والأبواب بحجة الإسلام ، وهل من تواجهونهم هم الكفار ؟! أي إسلام علمكم فعل هذا ؟! وأي إسلام علمنا السكوت؟! بأي حكم تحكمون والحكم لله (يوم لاينفع مال ولابنون إلا من أتى الله بقلب سليم)
وقال العادل سبحانه ( وإذا حكمتم بين الناس فاحكموا بالعدل)، ولم يقل بين المؤمنين فالعدل واجب بين جميع خلقه، لكننا نعلم بأن العنصرية والتمييز مازالت قائمة في قانون الغاب ومازال نهج فرعون الذي لن يدوم بإذن الله ، «..فقال أنا ربكم الأعلى فأخذه الله نكال الآخره والأولى ...».
[email protected]

http://www.aldaronline.com/Dar/Author2.cfm?AuthorID=72