الوحدة الخليجية.. كذبة أم واقع؟!
 

دارت في الآونة الأخيرة أحاديث على مختلف الصعد وبفوارق العبارات عن وحدة خليحية مرتقبة بتعدد مستوياتها..
وهذا حديث استخفاف تمادوا في التهويل بشأنه عله يساهم في إخافة شعب البحرين الذي قرر الثورة كما قرر عدم التراجع عنها بعد أن قدم كل ما يملك وغامر بأغلى ما لديه من قيم أو حملة هذه القيم.

فبعد أن مضى عام وربع على قمع الثورة بمختلف الأساليب والأدوات غير الأخلاقية حتى الآن لم تتمكن السلطة من القضاء عليها، لجئت إلى التلويح بين فترة وأخرى بالوحدة الخليجية التي هي كلمة حق يريد بها الأنظمة تخويف شهوبها بالتآمر ضدها.

فما هي الوحدة؟ وماهي شروطها ومقدماتها ومقوماتها؟! وماهو هذا الخليج المراد توحيده؟
فعمان أعلنت قبل فترة عدم رغبتها في الدخول في هذه الوحدة، بل كان لها تصريح شبه منصف لشعب البحرين وأغضب حاكما البحرين والسعودية. من جانب آخر، قطر أعلنت هذا اليوم بأنها ليست مستعدة لهذه الوحدة. كما أن المعارضة الكويتية صرحت أيضا هذا اليوم بأن الكويت بلد ديمقراطي وأنهم لا يمكن لهم أن يعودوا إلى الوراء فيقبلوا بالدخول في "وحدة" مع دول تحارب الديمقراطية وتقمع شعوبها ولا مجلس فيها ولا انتخابات!

ثم أن أساس وجود هذه الأنظمة مبني على الأنانية وحب التسلط وعبادة الجاه ومحور "الأنا"! ولا يمكن لأي من هؤلاء الحكام التخلي عن هذه الأمور والتضحية بالأنا والمنصب والمقام من أجل "الوحدة"!

نعلم -ويعلمون- بأن الوحدة ليست فقط في صالحهم فحسب وإنما هي أيضا في ضررهم، فإذا كان أحد أهم أسباب دخول (السعودية) للبحرين هو درء الثورة ووأدها في مهدها خشية انتقال عدواها إليها، كيف لها -غدا- أن تتورط ببحرينيين متظاهرين بتعاضد (سعوديين) في أراضيها التي هي أصبحت أراضيهم أيضا؟ وكيف للكويت -غدا- أن تحرج نفسها بين نظام البحرين وشعب الكويت حينما يعتصم بحرينيون تحت برج الكويت؟! وهل تقبل نفسيات حكام بقية دول الخليج استيراد عينات الثورة إليها وجلب اللا استقرار السياسي للإضرار باقتصادها؟! والأهم راعيتهم الأم (أمريكا) هل تقبل بتطاير نيران الثورة على شفي آبار النفط هناك؟!

ولنفترض في أفضل الحالات بأن الوحدة ستقتصر بين السعودية والبحرين، ولا علينا بمن سيحكم ومن سيكون الوزير الفلاني.. إلا ان هذاسيشق كيانات الأنظمة ويجعلها كيانين! ويطرح سؤال نفسه (أين موقع مجلس التعاون؟) وسيكون أفضل شيء يمكننا النفوذ منه لصالح الشعوب. ولو كانت الوحدة مثمرة بين هؤلاء لأثمرت باسم مجلس التعاون ولا داعي لأسماء جديدة.

بالمختصر المفيد، كما هي تهويلات التصعيد الأمني، هذه أيضا تهويلات ليس للإستهلاك فحسب وإنما يراد بها إخافتنا علّها تخدمهم فيما عجزوا عنه منذ أكثر من عام.. وإن كانت هناك وحدة فليسعوا لها هم -جزاهم الله شرا- لأنها ستكون في صالح الشعوب وضرر الأنظمة! فقاعدة عامة تقول: حجّم المشكلة لا توسعها، واحتوي النار لا تنشرها!

ماذا ترون؟!