السلطة والوفاق واستغلال الدين في السياسة السلطة والوفاق واستغلال الدين في السياسة لكن أخطر أنواع التداخل بين الدين والسياسة ، هو الذي يجعل غالبية أفراد الشعب تحت عملية التخدير والاستحمار السياسي في عدم الخروج على الحاكم حتى لو كان ظالما وفاجرا . أو أن يتم السيطرة على جماهير المعارضة من قبل قوى سياسية وطنية وإسلامية معارضة تتصف بالضعف والمسايرة والخنوع للسلطة ، فتبرر وتجمل فكرها وعملها السياسي للجماهير بإسم الدين . في البحرين السلطة تعتمد كثيرا على إستغلال الدين في تحقيق مآربها ، وعلى الاستقطاب الطائفي السني\الشيعي في تحقيق أهدافها السياسية ، وهذا كان واضحا في علاقتها مع رجال الدين المؤثرين من الطائفتين . لا شك أن المؤسسة الدينية السنية مرتهنة وتابعة للعائلة الحاكمة منذو عقود ، وكان لها دور بارز في تأجيج الوضع الطائفي إبان حقبة ما سمي بالمشروع الاصلاحي للملك حمد ، إلا أن هذا لا يعني أن المؤسسة الدينية الشيعية لم يتم السيطرة عليها بقدر ما ، وبمساهمتها في إنجاح وتثبيت مشروع الملك حمد – التدميري في جوهره – والعمل من داخله في برلمان 2006 و 2010 عبر الجناح السياسي المتمثل في الوفاق . أشكال العلاقة بين السلطة والوفاق ومرجعيتها الدينية في العشر سنوات الماضية ، تميزت بتداخل الدين في السياسة ، عبر إثارة السلطة لمواضيع طائفية ، تقوم الوفاق بتضخيمها وإستغلالها سياسيا لصالحها . بحيث ما تعجز عنه السلطة أو ما يعجز عنه الخطاب السياسي للوفاق يتم تحقيقه عبر الغطاء الشرعي المتمثل في الشيخ عيسى قاسم ، ومثاله تحويل موقف جماهير المعارضة – الموافق لحركة حق – من المقاطعة إلى المشاركة في إنتخابات 2006 و 2010 . كثيرا ما تعمل السلطة في البحرين على إثارة الوضع الطائفي بقدر معين ، كلما استدعت الحاجة إلى تمرير هدف سياسي ما ، وخيارها الأفضل والفعال التطاول اللفظي على الشيخ عيسى قاسم ، لما يمثله من زعامة دينية للشيعة في البحرين ، ثم تقوم الوفاق بتضخيم الأمر وإستثارة الجماهير والدعوة إلى الوقوف صفا واحدا خلف آية الله قاسم ، ومن ثم تحقيق أهدافها السياسية . مثال ذلك ، مسيرة لبيك يا فقيه في 2008 رد على تطاول النكره وبوق السلطة السعيدي في حق الشيخ قاسم ، وهو الذي كان ولا يزال يشتم الطائفة الشيعية كل يوم ويتطاول على معتقداتها ! وكان الهدف الحقيقي من هذه المسيرة للسلطة والوفاق إمتصاص غضب الجماهير وإلتفافهم من جديد حول الوفاق ومرجعيتها الدينية نتيجة لضعف عمل كتلة الوفاق داخل البرلمان ، والخوف من تزايد شعبية حركة حق . مثال آخر ، رسالة وزير العدل للشيخ عيسى قاسم في 22-8-2011 التي تم تضخيمها كثيرا من قبل الوفاقيين ، حتى قال الشيخ على سلمان " سأذهب حبوا على الثلج للصلاة خلف آية الله قاسم " ، فيما لم يتعدى موقفهم من إعتقال الرموز السياسية والدينية والحقوقية ، وما تعرضوا له من تعذيب وسحق لكرامتهم وتعرض بعضهم للإغتصاب ، بيان أو وقفة إحتجاجية خجوله ! والمثير في الأمر أن رسالة وزير العدل كانت رد مباشر على خطبة الشيخ عيسى قاسم في منع شعارات الثورة الثلاثة ، فبدلا من شكر الشيخ ، إتهمه الوزير بتأجيج الوضع الطائفي والتشجيع على ممارسة العنف وضرب الوحدة الوطنية ! فهل عرفنا السر الآن في إستغلال السلطة والوفاق للدين في السياسة ؟!. |
الساعة الآن 02:42 AM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
Content Relevant URLs by vBSEO 3.5.2 TranZ By
Almuhajir