هل يلعب الحكم ورقته الاخيرة ؟؟
 

تزايدت في الايام الاخيرة التسريبات عن حملة امنية قادمة، اسموها السلامة الوطنية 2، وتراوحت ردود الفعل بين النخب بين مصدق ومروج وبين نافي ومكذب، الا ان الشيء الرائع في الامر ان ابطال الشارع كان ردهم واضح وهو ( طز ) فلا يهم ان كانت تلك الشائعة حقيقة ام خيال طالما بقينا في الشارع، ذلك الشارع الذي سيقرر بشكل يكاد منفرد حجم ونوع النتيجة التي ستخلص اليها الثورة.
كنت قد كتبت قبل اشهر ان النظام سيستعمل معنا العصا والجزرة، حيث سيقدم لنا جزرة صغيرة مع بعض القمع من اجل ان نقبل بها لنتخلص من ذلك القمع، فان وافقنا فبها وان لم نوافق فانه سيزيد من حجم الجزرة مع زيادة في القمع، وهكذا الى ان نصل الى مرحلة يكون معها حجم الجزرة مبرر لانهاء القمع.
وها نحن اليوم ندخل مرحلة قمع جديدة وربما تكون مصاحبة لجزرة اكبر من تلك التي عرضها الملك مؤخرا وفيها الموافقة على كل شيء تقريبا ما عدا الحكومة والجيش والشرطة، وربما هي مجرد زيادة في القمع لاقناعنا بالقبول بآخر جزرة قدمت، وربما تكون تلك الحملة مجرد حملة وهمية من اجل الضغط النفسي لدفعنا للقبول بالجزرة قبل ان ندخل مرحلة سيئة مشابهة لتلك التي مررنا بها في العام المنصرم والتي لم تبق بيت خالي من اما شهيد او معتقل او معذب او مفصول.
الاحتمالات كثيرة ومن الصعب معرفة ما يمكن لحكومة امتهنت الغباء والجهل ان تفعل، مع ذلك فبشائر فشل هذه الحملة قد بانت قبل ان تبدأ حتى وذلك عندما رد عليها الشارع بـ ( طز ) كبيرة، منهيا على الاقل تأثيرها النفسي الذي يراد لنا ان نقع تحت براثنه.
من جهة اخرى ان صحت الاشاعات ودخل الحكم في حملة امنية مشابهة للتي حصلت العام الماضي فذلك سيكون كآخر الاوراق التي يلعب بها الحكم قبل ان ينكسر، خصوصا مع كل ما تحمله تلك الورقة من مخاطر على افراد الحكم نفسه التي بالكاد نجح سابقا في التخلص من تداعياتها من خلال بسيوني، فبسيوني لا يصلح الا مرة واحدة وهم يعلمون ذلك جيدا، وهم يعلمون ايضا ان اللعب بورقة مثل هذه ستكون النهاية، فاما غالب او مغلوب بعدها، والمؤشرات كلها تؤيد فكرة ان الحكم سيكون هو المغلوب.
لقد وصلنا ومنذ اشهر الى مرحلة ( عدم احتمال بقاء الوضع على ما هو عليه ) بالنسبة الى الحكم، ولكن التجاذبات الداخلية في اوساط الحكم نفسه منعت احد من اخذ المبادرة لانهاء هذا الوضع، لذلك فكل يوم مر منذ ذلك الوقت ولا يزال يمر هو بمثابة اللعب في الوقت الضائع.
لا اعرف حقيقة ان كان الحكم سيلجأ الى لعب الورقة الاخيرة في محاولة يائسة لقلب الموازين قبل ان يهزم وينكسر، ام انه سينكسر قبل ذلك مقللا من الخسائر، لكني اعلم يقينا بانه بات في انفاسه الاخيرة وبتنا نحن على ابواب النصر.