الكاركتير ذلك السلاح الخطير!
 

يلعب الإعلام دورا مهما في المعارك والحروب ، حتى قيل : الإعلام نصف المعركة .
ويشكل الكاركتير عنصرا مهما من عناصر الإعلام ، فلا تكاد توجد صحيفة أو مجلة أو نشرة الا وتخصص لها مساحة للكركاتير السياسي والساخر اعترافا بأهميته وخطورته ، لما يتميز به من قوة التعبير ، وإيصال المعنى بأوجز طريق ، وأطرف شكل ، حيث يختصر لك الواقع الذي قد تجده في عشرات المقالات والتقارير الكتابية أو المصورة وبشكل ساخر ، هذا إلى جانب كونه لغة عالمية يفهمها الشعوب على مختلف لغاتهم .
لهذا للكركاتير تأثير بالغ على الرأي العام ، فقد يحدث كاركتير لرسام مغمور في صفحة من جريدة مغمورة هزة عنيفة في المجتمع الدولي ، وكلنا يذكر الكاريكتير المسيء للرسول الأعظم صلى الله عليه وآله الذي رسمه الرسام الدانماركي وماذا أحدث من ردة فعل قوية عند الشعوب الاسلامية .
الملاحظ أنا نفتقد هذا النوع المهم في إعلام الثورة ، لذلك نحن بحاجة ماسة اليوم إلى رسامين على أن يكونوا واعين ومحيطين بالواقع السياسي الذي نعيشه لتكون لهم نظرة واعية تنقل الصورة الواقعية ومشهدنا الراهن بشكل معبر الى المجتمع الغربي الذي تحاول الإدارة الإمريكية والسعودية عزله عما يحصل عندنا من جرائم وانتهاكات بشعة التي لو خرجت للنشر لأحدثت تغييرا كبيرا في الرأي العالمي في صالح ثورتنا ولأحرجت الإدارات الامريكية والأوربية التي تدعم عصابة آل خليفة بدون حياء .
معركتنا مع هؤلاء لنديرها بذكاء ، ونستثمر هذه الوسيلة الإعلامية في إظهار شدة مظلوميتنا ومدى بشاعة ظالمينا ، يجب أن يعي العالم أن ما يجري في البحرين جريمة عظمى في حق الإنسانية وأن الدول الغربية هي من تسمح بحصول هذه الجريمة بل وهي شريكة فيها من خلال دعمها اللامحدود لعصابة آل خليفة وهي من تتستر عليها وتأمر الجميع بالتستر عليها حتى يتسنى لهذه العصابة المجرمة الإجهاز على هذا الشعب المظلوم .
لماذا التركيز على المجتمع الغربي ؟
لما تتمتع به هذه المجتمعات من ديموقراطية وحريات واسعة الأمر الذي أوجد عندها حساسية تجاه الرشوة السياسية والفساد المالي ، ولشدة تأثير هذه الشعوب على الرأي العام ومراكز القرار الدولي ، من يعرف كيفية تكوين المجتمعات الغربية يفهم ما أرمي إليه ، فكم رأينا سقوط حكومات ومحاكمات لأكبر رأس في الحكومة على أثر انكشاف رشوة أو قضايا قد تكون تافهة بالنسبة للمجتمعات العربية .
فهل سنجد من يتبرع ويعمل على هذا الجانب ؟
بعض المواصفات التي يقترح توفرها في الكاركتير :
ليكون الكركتير مفيدا ومؤثرا ينبغي أن يحتوي على المواصفات التالية :
1_ أن يكون معبرا ومختصرا خال من التفاصيل الكثيرة .
2_ أن يكون واضحا غير مبهم .
3_ أن تكون الكتابة فيه قليلة على أن تكون باللغة الانجليزية .
4_ أن يكون موجها للمجتمع الغربي ، والأفضل أن يتناسب مع ثقافتهم .
أفكار من الجيد تضمينها الكاركتور :
1_ ازدواجية الغرب في التعامل مع ثوارات ما يسمى بالربيع العربي لا سيما سوريا والبحرين .
2_ مساواة الضحية والجلاد في الدعوة الى ضبط النفس ونبذ العنف .
3_ تصريحات القلق من التي يدلوا بها المسؤولون في الاتحاد الأوربي وشيوخ الكونجرس والأمم المتحدة بين الفينة والأخرى والتي لا تعكس الجدية المطلوبة على الأنظمة الجائرة المستبدة .
4_ نفاق الغرب في ادعاء احترام حقوق الانسان ودعم الديموقراطية في اعلامهم بينما هم يدعمون الدكتاتوريات العربية سياسيا واعلاميا وعسكريا .
5_ خنق الأبرياء في بيوتهم بالغازات السامة التي تصنع في مصانع الغرب
6_ سلميتنا وشدة قمع السلطة ، أعزليتنا في قبال شدة تسلح السلطة ، وحدتنا وتكالب القوى والجيوش علينا ، وتخلي الإعلام عنا وتكتمه الشديد على ما يحصل لنا .
كثير من الأفكار والحوادث التي يمكن رصدها وصياغتها في قالب كاركتوري ساخر أو غير ساخر يعبر عن مظلوميتنا .