يريدون ثنيكم عن أهداف نبيل النبيلة.. فأصروا عليها !!
 

... في البدء توقيف لساعة ثم لساعتين، ثم احتجاز لليلة، ثم تمديد لأسبوع على ذمة التحقيق (أي لازال الحكم لم يصدر بعد!).. هذه مؤشرات خطيرة ورسائل قذرة جدا من النظام يجب أن نفهمها ونرد عليها بمثلها على أقل التقادير! وحيث أن إحدى تهم نبيل الحقيقية هي انتقاد (يسقط حمد) والنظام إذن ينبغي علينا أن نصعد في انتقادهم، وحيث أن الأمر متعلق بنقل نبيل للاحتجاجات إلى العاصمة ينبغي علينا أن التكثيف من مواصلة الاحتجاجات في العاصمة، وحيث أن القضية هي انتقاد أمريكا والجلوس مع من فضحها (جوليان أسانج-ويكيليكس) فهذا يعني علينا أن أقل ما يمكن أن نرد به على هذا التعدي هو التصعيد في فضح سياسة أمريكا النفاقية والتآمرية ضد هذا الشعب.. حتى يعلموا بأن الأمر لم يعد متعلقا بنبيل أو عبدالهادي أو زينب فحسب وإنما مو موقف هذا الشعب برمته.

مخطئ من يظن بأنه قادر على إسكات صوت الشعب عبر إسكات صوت نبيل وزينب والرموز والقادة الميدانيين.. بدليل أنه كلما ازدادت حدة القمع كلما ازاد إصرار الناس على مطالبهم بل ارتفع سقفها، وما مضى منذ أكثر من عام أثبت فشل النظام في ظنه بأنه سيقضي على كل مظاهر الثورة عبر اعتقال الرموز والمحركين وفرض العقاب الجماعي، في حين أن الذي حصل هو عكس ذلك حيث ازداد الناس إصرارا وولد ثوار جدد وانضم إلى المعارضة أناس لم يفكروا يوما أن يعادوا النظام أو يدخلوا في مضامير السياسة.

لست أدري من هو المستشار الذي تسمع إليه هذه السلطة، فنبيل ليس شخصا أو حتى رمزا فحسب، بل هو مشروع مقاومة يسكن في القلوب ويوجهها وكلما غيبتموه أكثر كلما جذب تعاطفا أكبر معه ومع ما يحمله من قضية وموقف ومشروع.

إن كان نبيل -حسب زعمهم- قد ارتكب "جرائم" ومخالفات وأخرج تظاهرات غير مرخصة الخ من هذه الخزعبلات، فلماذا تم اعتقاله الآن وليس من قبل عندما كان يقوم بنفس ما يقوم به الآن؟ وماهي علاقة الأمر بالتوقيت؟!
أمر مضحك حقا فقد تصورنا أن آل خليفة يتخبطون لوحدهم ولكن الذي اتضح لنا هو أن حتى الإدارة الأمريكية متخبطة أكثر منهم، ويبدو بأن أساس التخبط منذ بدء الثورة كان منشؤه واشنطن وليس الرفاع لوحدها!

بعيدا عن كونها خطوة حمقاء، فإن اعتقال نبيل هي خطوة -بلا شك- جريئة تتطلب جرأة أكبر في مواجهة هذا الإعتداء وخطوات أوسع لمجابهة هذا التصعيد وهذا التعنت، وإلا لنستعد للبلاء القادم مالم توجه لهم رسائل قوية ليدركوا نبض الشارع الحقيقي!

ما أعظمك أيتها البحرين، فبرغم صغرك وتعدادك المحدود.. اضطرت أمريكا بما لديها وما هي أن تقف في وجهك وتحاربك! وهذا دلالة على صحة وليس سقم!

ي ح