مشكلتي مع والدي
 

أعزائي هذا موضوع كتبته من فترة على حسابي في التويتر، وأحببت طرحه هنا للفائدة:

---------------------------------------------------

هناك اختلافات ومشاكل لا تنتهي مع آبائنا، وهي تؤدي بنا إلى الضيق والغضب عادة مما يجعلنا نكره الاختلاط معهم،
كما أنها مشكلة عامة لا يخلو منها بيت عادة، ولن أدخل في بحث تفصيلي في أسباب وتفاصيل هذه الخلافات، ولكن
حصل لي موقف طريف بهذا الخصوص أحببت مشاركتكم فيه للفائدة:

قد اختلفنا أنا وأختي وأخي مع والدي خلافات كبيرة، وقد تكرر هذا مرارا، وفي يوم من الأيام، وبعد أن ذهب والدي
إلى غرفته، رأيت أختي وأخي متضايقين جدا، وهنا أتتني فكرة، وابتسمت لأَخَوَيْ وقلت لهما: لم لا نلعب لعبة؟
عندما سمع أَخَوَيْ ذلك رمقاني بنظرة فيها الضيق مع ابتسامة وتعجب، وأحسست أنهما يقولان: بعد هذه المشكلة
مباشرة تأتي لنا بلعبة!!!، ما المقصود بقولك "لعبة" في هذا الوقت، ولذا سألاني: "شلون يعني؟!"، وعندها قلت لهم أن
يحضروا ورقة وقلما، وعندها سأقول لهم ما هذه اللعبة.

عندما أحضروا ما طلبته منهم أخذت القلم والورقة وكتبت أسماءنا في جدول، وقلت لهم: أنتم تعلمون أننا نختلف كثيرا
مع والدنا، وهذه هي أساس اللعبة:

هذه اللعبة مدتها شهر كامل، سنضع هذا الجدول بمكان نعرفه ثلاثتنا فقط، وكلما حصل خلاف بين أحدنا مع والدنا فإنه
سيكتب هذا الخلاف في الجدول الذي يحمل اسمه، وسيحتسب كل خلاف كنقطة، وفي آخر الشهر ننظر إلى الجدول،
فأي منا حصل على أكثر نقاط فإن الإثنين الآخرين سيشترون له "عشاء محترما" من مطعم الأبراج :) .... طبعا كل
هذا بشرط أننا لسنا نحن البادئين بالمشكلة، وأن الخلاف الذي يكتب يجب أن يكون خالقا لجو من الضيق والحزن
عادة، هذا مع مصداقية الكتابة لا كتابة ما لم يحصل.

أتعلمون ما حصل بعد هذا؟!

أصبح الجميع يحبون أن يأتي والدنا ليكون هناك خلاف لتحتسب كنقطة لمن أصابته المشكلة، فإن هذا يعني أن
احتمالية الفوز في المسابقة ستكون أكبر، وهذا جعل أخي يذهب لأبي ليسلم عليه عله يحصل على نقطة :) ، وجعل
كل خلاف يحصل بيننا وبين والدنا أمرا يضحكنا ويسعدنا بدل أن يضايقنا ويحزننا، بل إن أخي أتاني في يوم من الأيام
ليقول لي مازحا أن "والدنا لم يخلق معي مشكلة فماذا أفعل؟!"، وقد ضحكت كثيرا من هذا كونه يريد نقاطا ليفوز في
المسابقة... كان تجربة جيدة ونجحت، وللعلم فإن أخي هو من فاز وحصل على عشاء مجاني، وكان تجمعا جميلا في
الأبراج :)

بعد هذا الموقف، ومع أن هذه اللعبة لم تحصل إلا مرة واحدة، أصبحت أكثر المشاكل والخلافات مع والدنا لا نتعاطاها
بضيق في النفس، وحزن في القلب، وأصبح الصبر والابتسامة هي السمة الأساسية بعد كل مشكلة وخلاف بيننا
وبينه.

الهدف من طرح هذه القصة:

أعتقد بأننا نستطيع تغيير بعض الأمور في حياتنا بتغيير أنفسنا لا بتغيير الآخرين وإن كان لا يمنع محاولة تغيير
الآخرين، وإذا تعاونا جميعا على ذلك بأسلوب مناسب فإن تعاملنا مع الآخرين سيكون أفضل، وأتوقع أنه في قضية أن
من يرى كل من يتكلم عن إسقاط النظام مع رفضه لفكر الجمعيات السياسية بأنه "مندس" أو "مخابرات" تعامل معه
الإخوة والأخوات بأسلوب مشابه ومناسب، فإن كلمة مندس ومخابرات أصبحت اليوم كلمات ليس لها أثر سلبي في
داخلنا، بل أصبحت مضحكة بحيث أننا ننشر كل من قال عنا ذلك، وأعتقد بأن هناك أمورا أخرى نستطيع حلها
بأساليب شبيهة يمكن أن تغيرنا للأفضل بدل التركيز على تغيير الآخرين دون فائدة.

شكرا لكم

حقي كإنسان