منتدى استراحات زايد

منتدى استراحات زايد (http://vb.ma7room.com/index.php)
-   منتدى أخبار المواقع والمنتديات العربية والأجنبية (http://vb.ma7room.com/forumdisplay.php?f=183)
-   -   تجربتي الشخصية مع شعار ( إسقاط النظام ) في ظروف مختلفة || قصة و عِبرة (http://vb.ma7room.com/showthread.php?t=881994)

محروم.كوم 05-04-2012 12:10 PM

تجربتي الشخصية مع شعار ( إسقاط النظام ) في ظروف مختلفة || قصة و عِبرة
 
مررت بعدة ظروف مختلفة مع شعار (الشعب يريد إسقاط النظام) ، فكان في كل ظرف شعوي مختلف إتجاه شعار التغيير الكلي للنظام .

1- أول مرة رددت الشعار : مع قيام الثورة المصرية نظمت الجمعيات السياسية إعتصام حاشد أمام السفارة المصرية تضامنًا مع الثورة في مصر . قدمت الجمعيات السياسية كعادتها إخطارًا للسلطة و لكن السلطة رفضت ترخيص الإعتصام بسبب علاقتها الوثيقة و الحميمة مع النظام المصري بقيادة حسني مبارك آنذاك حتى إن النواب أصدروا بيان تأييد للثورة المصرية (1-2-2011) و لكن رئيس المجلس خليفة الظهراني قام بتحريف البيان ليتحول إلى بيان تأييد للنظام المصري ، كما إن جميعكم يذكر خطاب المجرم حمد المساند لحسني مبارك (أضغط) + (أضغط) . إلا إن الجمعيات رغم عدم الترخيص أصروا على أن يقام إعتصامهم فما كان من النظام إلا أن يستجيب فجرًا في آخر الساعات لمطلب المعارضة . و كانت الكلمة الرئيسية في الإعتصام للمناضل إبراهيم شريف ، حذر من خلالها السلطة في البحرين من خطورة تكرار المشهد المصري في البحرين و في هذه أثناء ردد الجمهور و لأول مرة في تاريخ البحرين شعار : الشعب يريد إسقاط النظام .
الجميع على مختلف إنتمائاتهم بل على مختلف جنسياتهم (شارك معنا مصريين) كان يردد الشعار بقوة و هم مبتسمين غير جادين في شعارهم حتى على مستوى الجدية التامة في الأمنية ، حيث إنه مطلب خيالي جدًا لا يمكن لنا كعقلاء أن نفكر في التخطيط له (لم أكن أتصور إني سأردد هذا الشعار مرة أخرى) .

2- ثاني مرة رددت الشعار : لم أكن من المروجين لخيار القيام بإنتفاضة شعبية في البحرين و لم أكن من المعارضين لها ، كنت محايد و لكن بعد خطبة (الطوفان بدأ لا لكي يهدأ) أصبحت متحير مستغرب متأمل كيف لنأ أن نقوم بثورة و ما هي المعطيات العملية لذلك ؟ قررت أن أخرج بمسيرة قريتي ليلة 15 فبراير 2011 من باب تغيير الجو و ليس من باب الجدية التامة فلم أكن مقتنع بإننا دخلنا في إنتفاضة حقيقية أو في الطريق لذلك خصوصًا إنه كانت هناك سيطرة أمنية على الشارع (أختفت مظاهر الإحتجاج منذ أكثر من 4 أشهر سبقت قيام الثورة) (ربما شعر النظام بأن رموز المعارضة غير متفائلين بفكرة قيام الثورة و إن الهدوء الأمني كذلك لا يدل على خطر جدي عليه فأستدرجه سبحانه و لم يستمع لنصيحة آية الله قاسم دام ظله فكان الهدوء الذي يسبق العاصفة) . بعد قمع المسيرة و رجوعي للمنزل سمعت بخبر سقوط شهيد و إن هناك إحتشاد في مستشفى السلمانية غضبًا على ذلك ، فتوجهت مسرعًا إلى مستشفى السلمانية و إذا بالمحتشدين بالسلمانية يخرجون على الشارع العام المقابل للمستشفى متوجهين للتقاطع القريب من الحواج ، فإنظممت إليهم غضبًا على مقتل الشهيد علي مشيمع ، و إذا بي أسمع شعار : الشعب يريد إسقاط النظام .
هنا إنصدمت ! قلت أكيد إن هؤلاء من يردود الشعار غير جادين أو ربما غير واعين لما يقولونه بسبب العاطفة . فعلاً إنصدمت و أستغربت لأن أبسط مقومات إسقاط النظام لا نمتلكها . قلت بعدها إن هذه مجموعة صغيرة مثاليتها خيالية و لن يعطيهم النظام أي أهمية فضلاً أن يدير الناس لهم بال .

# في يوم 15 فبراير عندما سقط الشهيد فاضل المتروك شعرت بإن هناك تسديد إلاهي لإنتفاضتنا المباركة ، و ترسخ هذا الشعور بالتسديد الإلهي يوم 19 فبراير يوم العودة الأولى بعد خطبة جمعة تاريخية و عملية تحرير فدائية بتاريخ 18 فبراير .
# في يوم 15 فبراير عندما تم إفتتاح الميدان ظهر بعض المرديين لشعار إسقاط النظام في الميدان (لم أسمع هذا الهتاف في التشييع) . إزادادت نسبة الذين يرفعون الشعار شيئًا فشيئًا و لكنهم بشكل عام كانوا قلة جدًا على مستوى جمهور المعارضة . بعد مجزرة 17 فبراير و بعد إصابة الشهيد رضا بوحميد 18 فبراير إزداد الغضب الشعب ليبدأ شعار إسقاط النظام منذ 19 فبراير بالإنتشار كالنار في الهشيم .

3- ثالث مرة رددت الشعار : إعتصمنا في الميدان لمدة شهر تقريبًا و لأقسم شعوري على مرحلتين . المرحلة الأولى (أول 14 يوم تقريبًا) كنت أردد الشعار من باب المسايرة لما يردده الجمهور فلم يكن لدي خلفية عن مدى واقعية المطلب فكنت أستجيب لأحلامي و عاطفتي و حماسي و تفاعلي الشديد في إعتصام ميدان الشهداء . في المرحلة الثانية بدأت أفكر في مدى إمكانية إسقاط النظام فكانت نظرتي إننا نستطيع إسقاط النظام في شهر أو أكثر بقليل ، حيث أدركت مدى ما يحققه إعتصامنا السلمي في ميدان الشهداء من تأثير على النظام (النظام لا يقدم التنازلات حبًا فينا أو لمصلحة الوطن أو إستجابةً لصوت الحق ، و إنما يتنازل للظغط الذي يحصل عليه محليًا و دوليًا) .

4- رابع مرة رددت فيها الشعار : عندما كنت أردد شعار إسقاط النظام في فترة السلامة الوطنية ، كنت أتصور إن النظام سيسقط و لكنا بحاجة لمزيد من الصبر و طول النفس حيث إن القبضة الأمنية لا يمكن أن تطول (حسب قناعتي تلك الفترة) و إن النظام قوته الحالية زائفة زائلة و إن تخلى عن بطشه (مجبورًا بسبب ظغوط دولية) سيسقط حتمًا فالشعب زاد إصرارًا حسب نظرتي على إسقاط النظام و أرتفعت وتيرة الغضب . كنت أردد الشعار و كلي أمل بإن النظام سيسقط حتمًا نظرًا لما أرتكبه من حماقات .

5- خامس مرة رددت فيها الشعار : أتحدث عن فترة ما بعد السلامة الوطنية بقليل (شهري 6 و 7) . هذه الفترة تولدت لدي قناعة إن مطلب إصلاح النظام أكثر واقعية و إننا إن أصرينا على مطلب إسقاط النظام سنحتاج لوقت طويل جدًا يمتد لسنوات حتى يتحقق مطلبنا . كنت أردد الشعار من باب الثورية و الحماس و الغضب على أفعال السلطة فقط و لم أكن متفائل بواقعية الشعار على المدى القريب . ربما يعود سبب تولد هذا الشعور هو ضعف الحضور الجماهيري في التحركات الشبابية الثورية (الفعاليات الغير مرخصة) .

6- سادس مرة رددت فيها الشعار : من شهر رمضان بالتحديد و حتى هذا اليوم أردد شعار إسقاط النظام من باب الظغط الإعلامي و من باب مسايرة الجماهير الثائرة و من باب إن التنازل عن إسقاط النظام قبل التأكد من تحقق السقف الأدنى للمطالب المتمثل بما هو مذكور في وثيقة المنامة بشكل مضون ، سيتبعه عدم تحقق للسقف الأدنى من مطالبنا في حال الدخول في مفاوضات . نعم ، أردد الشعار لهذه الأسباب الثلاث رغم إني غير مقتنع حاليًا بإن النظام سيسقط على المدى المتوسط (من سنتان إلى 5 سنوات) على الأقل ، و غير مقتنع بإن المطالب المذكورة في وثيقة المنامة ستتحقق على المدى القريب (من 10أيام إلى عام كامل) . لم أعد أردده بحماس و بثقة و بإطمئنان بواقعيته كما السابق .

# سيبقى شعوري السادس إتجاه شعار (الشعب يريد إسقاط النظام) إلى أن يكون هنالك واقع و ظروف جديدة تسمح لي بأن يبادري شعور سابع جديد . أتمنى أن يكون الشعور السابع إتجاه الشعار ليس اليأس و لا إستحالة الشعار واقعًا ، و إنما أتمنى أن يكون الشعور هو الأمل و التفائل بتحقق المطلب في القريب العاجل و أن يكون إسقاط النظام حقيقة تتجلى أمام ناظري بسبب إجبارنا النظام و المجتمع الدولي على الرضوخ لمطالبنا للإستجابة لهذا المطلب . و إسقاط النظام لن يتخقق بلا مشروع جديد يفعل المقاومة المدنية السلمية كما فعلها مشروع الإعتصام في ميدان الشهداء بنجاح .

هذه هي القصة . و لكن ما هي العِبرة ؟ وجهة نظركم .


الساعة الآن 04:28 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Content Relevant URLs by vBSEO 3.5.2 TranZ By Almuhajir


1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59 60 61 62 63 64 65 66 67 68 69 70 71 72 73 74 75 76 77 78 79 80 81 82 83 84 85 86 87 88 89 90 91 92 93 94 95 96 97 98 99 100 101 102 103 104 105 106 107 108 109 110 111 112 113 114 115 116 117 118 119 120 121 122 123 124 125 126 127 128 129 130 131 132 133 134 135 136 137 138 139 140 141 142 143 144 145 146 147 148 149 150 151 152 153 154 155 156 157 158 159 160 161 162 163 164 165 166 167 168 169 170 171 172 173 174 175 176 177 178 179 180 181 182 183 184 185 186 187 188 189 190 191 192 193 194 195 196 197 198 199 200 201 202 203 204 205 206 207 208 209 210 211 212 213 214 215 216 217 218 219 220 221 222 223 224 225 226 227