عبدالهادي الخواجة يحطم جدار الصمت
ساهر عريبي
[email protected]


عبد الهادي الخواجة ناشط حقوقي بحراني عاد من وطنه الثاني الدنمارك لموطنه الاول البحرين ليدافع عن حقوق شعبه المهضومة التي إنتهكتها العائلة الخليفية التي تحكم أرض أوال منذ أكثر من قرنين من الزمان.مارس حقه الطبيعي في التعبيرةعن رأيه والذي كفلته كافة الشرائع والاديان إلا شرعة آل خليفة التي إستباحت أرض البحرين وكممت أفواه أبنائها إذ لم يكن مصير من تجرأ على قول كلمة الحق إلا التعذيب والسجن والقتل.




لم تشأ البحرين وهي التي عانت من جور وظلم العائلة الخليفية أن تتخلف عن اللحاق بركب الربيع العربي الذي إنطلقت قافلته من تونس الخضراء لتشد الرحال نحو قاهرة المعز وليبيا المختار واليمن السعيد وأرض دلمون.فالهم واحد والظلم واحد والدكتاتوريةواحدة.فهناك بن علي ومبارك ومعمر وصالح وهنا خليفة وحمد.رئيس وزراء يحكم البحرين منذ اكثر من اربعين عاما! وملك وضع كافة السلطات بيده فهو الآمر وهو الناهي وما على الشعب إلا السمع والطاعة ومعهم عائلة استحوذت على أرض البحرين وحولتها ملكا عضوضا لها وهي الدخيلة على أرض أوال مذ قدمت من الزبارة في قطر لتغير على أهل البحرين الاصليين ولتبدأ رحلة ظلمهم واضطهادهم مستعينة عليهم بكل من هب ودب .


خرج الشعب في دوار اللؤلؤة يردد شعار الثورات العربية (الشعب يريد إسقاط النظام) خرج حاملا للورود مرددا شعارات وطنية فلم يجد سوى رصاص آل خليفة جوابا.فسقط من سقط مضرجا بدمه واعتقل من اعتقل وبضمنهم الخواجة وحكموا عليه في محاكم جورهم بالسجن مدى الحياة. ظل منسيا كما بقيت ثورة أهله كذلك والتي ظلمها العرب والمسلمون والعالم. فهي ثورة مستثناة من ربيع العرب إتهموها بأنها طائفية وهي التي لم ترفع سوى الشعارات الوطنية وشاركت فيها جميع فئات الشعب وإبراهيم شريف المعتقل خير شاهد على ذلك. إستعانوا بجيش خارجي لقمعها فتنازلوا عن سيادة البحرين من أجل بقاء ملكهم وهي سابقة لم تحصل في ربيع العرب.قالوا بأنها ذات أجندات خارجية حتى جاءت لجنة تقصي حقائقهم التي شكلها الملك لتفند مزاعمهم حيث شددت على وطنية الثورة التي حاربها العديد من وعاظ السلاطين وفرض المال النفطي حظرا إعلاميا عليها وصمت عنها العالم المتحضر صمت أهل القبور .


وحينها قرر المناضل الخواجة أن يكسر هذا الطوق ويفضح هذا النظام الجائر فأطلقها صرخة مدوية الحرية لهذا الشعب أو الشهادة، صرخة وصلت أصدائها لكل العالم الذي م تصل لمسامعه أزيز الرصاص الخليفي الذي أطلق على المتظاهرين العزل ولم يتحسسوا رائحة الغازات الكيماوية والسامة التي أغرق بها الخليفيون منازل البحرانيين الآمنين ولم تصلهم آهات المعذبين في الطوامير الخليفية ، لكن الخواجة فعلها فوصلت صرخته عنان السماء منذ أن بدأ إضرابه عن الطعام منذ أكثر من شهرين لتصل إلى مسامع أصحاب القرار في البيت الأبيض وفي الإتحاد الاوروبي والامم المتحدة والمنظمات الدولية ووطنه الثاني الدنمارك فأصدروا البيانات المطالبة بإطلاق سراحه وبدأ العالم يتحدث عن هذا البلد الصغير ومعاناة أهله .


، فعل الخواجة ما لم يفعله أحد فقد كان أمة في رجل فقد حطم بجسده النحيل وروحه ونفسه الكبيرة سطوة الاعلام النفطي وحطم سطوة مراكز العلاقات التي تلمع صورة آل خليفة لدى دوائر القرار فأصبح اليوم بنظر العالم مارتن لوثر البحرين ومانديلا أوال وأما لدى شعبه فبطل ثائر سيكتب التأريخ إسمه بأحرف من نور وسيحتفظ البحرانيون بذكراه في قلوبهم بعد ان كتب له النصرفهو فائز فوزا عظيما سواء أستشهد أم ظل حيا في هذه الدنيا الفانية . فتحية للخواجة وهو صامد يقارع نظاما طاغيا وتحية لشعب البحرين الذي أنجب الخواجة الذي فتح آفاقا لثورة الورود لم تكن في الحسبان.