الورقة الأخيرة.. ضرب مصادر الطاقة في الخليج!!
 

الورقة الأخيرة.. ضرب مصادر الطاقة في الخليج!!

بعد عام ونيف، تحولت ثورة البحرين أخيرا إلى أزمة ما بين السلطة والثورة لم يحسمها سوى ثلاثة مخارج؛ إما حدوث تغيير ما في (السعودية)، وإما نشوب حرب إقليمية، وإما قطع يد الدعم الغربي عن هذه الأنظمة عبر استهداف شريان طاقتة في الخليج! فالغرب لا يعرف قيما غير المصالح ولا لغة غير المال. وإن أساء الحكام استخدام سلاح النفط فبإمكان الشعوب أن يحسنوا استخدامه في وقته!

نحن شعب مسالم وقد أثبتنا -على مضض- بأننا كذلك حتى الآن، وبالتالي فهي ليست دعوة للعنف بمقدار ما هو حق مشروع في الدفاع، وليس للأمر صلة بالتطرف أو الإرهاب أو ما إلى ذلك من المصطلحات التي نجح الغرب في تمريرها لضرب إرادات الشعوب، وأظن بأننا تجاوزنا مرحلة إلقاء الحجج وأمهلنا هذه الأنظمة وداعميها من الغرب بما يكفي بعد أن أقرفنا العالم بسلميتنا المفرطة، ولكننا لم نبرهن له بعد قدرتنا على إبهاره وأثارة إعجابه بعنصرَي الشجاعة والبطولة أيضا، وباللجوء إلى وسيلة أخرى للي ذراعه وإرضاخه للكف عن دعم هذه الأنظمة المستبدة ضد شعوبها وإن تستر هو بشعارات براقة!

ثورة البحرين لم ينصرها صديق كما ينبغي، ولم ينصفها محايد، ولم يرحمها عدو. فالصديق أشغلوه بمصالحه وحساباته المحلية والإقليمية والدولية، والمحايد ظل محايدا في أفضل الظروف، بينما العدو فقد أضحت مواقفه واضحةً حيال هذه الثورة حتى بات دعم الغرب لنظام البحرين والخليج جليا بلا حياء، ليس حبا في الأنظمة بل حفاظا على مصالحه. ولولا دعم الغرب وإطلاق أيدي السلطات لما تمكنت من مقاومة الإرادة الشعبية حتى الآن.

إذن نعود لنؤكد تفصيلا بأن قبال هذه الثورة التي تحولت إلى أزمة يبقى الحل مرهونا باقتضاب في ثلاثة خيارات؛ إما أن يحدث شييء ما في راعية الثورات المضادة وجبهة الشر (السعودية) وهذا أمر شبه محال بعد نجاح الأعداء -للأسف- في الطأفنة والإصفطاف والحشد الطائفيين، وإما أن تندلع حرب في المنطقة لتغيّر المعادلات وتقلب الموازين لصالح شعوب البحرين والخليج وهذه مما يحسب حسابها الأعداء أيضا ويدركون تعباتها مثلما نحن.. وأما الحل الثالث فهو قيام مجاميع ثورية بضرب مصادر الطاقة في الخليج وشل تدفق النفظ والتسبب في ارتفاع سعره. ولا يتم ذلك باعتباطية بل بعمل مخطط ومنسق ومنظم يشارك فيه شرفاء المنطقة وبدعم من أية جهة إقليمية شريفة تريد عرض مساعدتها لإنجاح ثورة تمادت في مجاملتها للغرب حتى حان أخيرا وقت ممارستها لحقها الطبيعي في الدفاع المقدس لجعل الغرب بين أمرين لا ثالث لهما؛ إما الكفّ -قبل فوات الأوان- عن دعم عملائهم من أجل تدفق مصادر الطاقة، وإما مواصلة الثوار في ضرب هذه المصادر التي هي في متناول أيديها التي طالما عانت الويل من هذه الأنظمة!

لا يمكن لهذه الثورة التي انطلقت بإرادة لمطالبها المشروعة أن تستمر في حرق الإطارات على أهلها في القرى وآبار النفط تُضخّ براحة بال دون أن تتحول إلى نار تحرق المصالح التي على أساسها تدعم هذه الأنظمة. وليكن كذلك وإن تضررت هذه الشعوب -الخاسرة على أية حال- إذ ليس لدى الخاسر ما يخسره أو يخشى عليه، وعلى الأعداء أن يعلموا أيضا بأن لا شيء يخيف مثل خاسرٍ لا يخاف!

إن ثورة البحرين -كتجارب الحياة الأخرى- علمتنا ضرورة أن نكون أقوياء فيحترمنا الآخرون، وأن الإنجاز هو الذي يستوجب إعجابهم وتصفقيهم لنا رغما عن أنفهم، وأن ما لم يأت بالطيب سيأتي بالقوة وأنه "لا يمكن إلقاء نصيحة على مسدس كما لا يمكن إيقاف رشاش بكتاب" وأن إرادة الشعوب هي الفيصل في النهاية وإن طالت المعركة وأنها فوق من ينظرون إلى سلميتنا كاستسلامية وإلى مظلوميتنا كضعف وأنه لابد من تفعيل عامل البطولة والشجاعة والتحدي فالعالم في غابة يميل للمنتصر ولا مكان فيه للضعيف -سواء كان هذا العالَم صديقا أم "عالَما حرا" كما يحلو له تسمية نفسه، فلابد من قلب الطاولة ليأتونا صاغرين؟!!
ولذلك ومن أجله.. نسارع لمد يدنا -وإن خذلنا الغرب- فهناك من يرغب في مساعدتنا ويساهم في نيلنا حريتنا وكرامتنا ولو بالقوة!