![]() |
آية الله قاسم لمسؤولي المشاريع الدينية: لا يصح أن يتوقف التبليغ بعذر ا آية الله قاسم لمسؤولي المشاريع الدينية: لا يصح أن يتوقف التبليغ بعذر التفرّغ السياسي2012/05/01 - [عدد القراء : 168] اعتبر انحسار التعليم في عدة مناطق انسحابًا مخزيًا وتوليًا من الزحف في جبهة هي أهم الجبهات الدراز – المجلس العلمائي آية الله قاسم لمسؤولي المشاريع الدينية: لا يصح أن يتوقف التبليغ بعذر التفرّغ السياسي شدد آية الله الشيخ عيسى أحمد قاسم، خلال اللقاء مع مسؤولي مشاريع التعليم الديني في البحرين الذي نظمه مركز الشيخ المفيد للمعارف الإسلامية التابع للمجلس الإسلامي العلمائي، يوم السبت 7 جمادى الثانية 1433 هـ الموافق 28 أبريل 2012م، بصالة الإمام الحسن (ع) بالدراز، تحت عنوان «التعليم الديني... عطاء مستمر», على أنه «لا يصح أبدًا أن تتوقف عملية التبليغ والتربية الدينية بعذر التفرّغ للحالة السياسية». كما ركّز سماحته على أن ما يحدث من «الانكفاء الخطير» في عملية التعليم الديني في عدة مناطق بذريعة الأوضاع الأمنية «عزوف عن دين الله (عز وجل)»، وقال: «هذا انسحاب مخزٍ يا أخوان، هذا تولٍّ عن الصف، حالة إدبار خطيرة، تولٍّ من الزحف، هذه جبهة جهادية عالية القدر رفيعة الشأن عند الله (عز وجل)، من دونها يتم الانهزام الكامل». معتبرًا جبهة التعليم الديني «أهم الجبهات». وخلال اللقاء الذي يأتي ضمن برامج مركز الشيخ المفيد من أجل توثيق علاقة العاملين في هذا الحقل المهم بالعلماء والاستنارة من إرشاداتهم وتوجيهاتهم، قال آية الله قاسم: «إذا كان الطموح أن نبني مجتمعًا قويًا آخذًا طريقه إلى الله (عزوجل)، ميممًا شطر الغاية الكبرى، غاية الرضا الإلهي، عزيزًا في الدنيا، على نجاة وفلاح في الآخرة، فإنه لا بد لنا من أن نأخذ بأسباب البناء». وأضاف «ما أردنا لمجتمعنا أن يكون ناهضًا وأن يتحمل مسئوليته عن كفاءة وأن يكون القوي الصلب أمام كل العواصف والشداد فعلينا أن نبنيه على أساس من العلم الرصين». وتابع سماحته «قد يسأل أحدنا: أدركنا أن هذا صحيح ولكن أنا واحد في المجتمع لا غير، فلماذا أتحمل مسؤولية المجتمع؟ ألا يسعني أن أعيش حياتي طالبًا الهدى لنفسي؟ الهدى لأسرتي؟ فأكون قد نجوت؟»، وأجاب سماحته معتبرًا أن «سقوط المجتمع سقوط لي، سقوط لولدي، لبنتي، لكل أهلي وأسرتي». وأردف «من الصعب جدًا أن تبني أسرة مؤمنة في وسط من مجتمع جاهلي، هذا أمر، الأمر الآخر إننا لا نتحدث عن المسؤولية الاجتماعية إلا من باب التحدث عن المسؤولية الإلهية، إن مسؤوليتك الإلهية لتفرض عليك ألا تبني نفسك لوحدها، أسرتك وحدها، وإنما عليك أن تمتد بالبناء بالهداية بالنور بالصلاح إلى كل نفس على وجه الأرض ما استطعت. المسؤولية لا تقتصر على بناء هذا المجتمع الصغير، مسؤولية المسلم تمتد إلى البناء الواسع الذي يشمل كل الدنيا، ويعطيها الصلاح». وأكمل آية الله قاسم «إذا كانت الصلاة فريضة - وهي الفريضة المحور - فإن التبليغ فريضة، فرائض المسلم لا تقتصر - حسب النظر إليها - على بناء نفسه، وإنما تتكفل ببناء ذاته وأسرته ومجتمعه وكل المجتمع الإنساني ما استطاع هذا المرء». وقال: «هي مهمة من مهمات الرسل تلك هي مهمة التربية والتعليم، المسألة ليست مسألة إيصال معلومات – ومعلومات صحيحة بالخصوص- وإنما هي مسألة تحويل هذه المعلومات الصحيحة وهذه الحقائق الثابتة إلى مشاعر داخل النفس، إلى سلوك، إلى علاقات، إلى بناء خارجي. نحن لسنا أمام صناعة عقل فقط، إنما يتحمل مربونا مسؤولية صناعة عقل المجتمع، فكره، روحه، نفسيته، سلوكه. وهي مهمة ما أصعبها، وما أثوبها». وأشار إلى أنه «لو ترك رسول الله (ص) وحده وهو قائم في الناس أن يبلغ كلمة الوحي إلى كل الناس بصورة مباشرة لما أمكنه بحسب طبيعته البشرية أن يفعل ذلك، ولما بلغت كلمة الله (عزوجل) إلى كل المكلفين. أيام رسول الله (ص) وعملية التبليغ كان يشترك فيها كل مكلف قادر يحس بمسؤوليته الإسلامية، وهكذا كان في زمن أمير المؤمنين (ع) والأئمة الأطهار (ع). أين كان أحد الأئمة (ع) من أتباعه المتشعبين في الأرض؟ كان في بقعة جغرافية محدودة كالمدينة أو خراسان، وكان شيعة أمير المؤمنين متفرقين في الأقطار. هل كان الإمام (ع) يقوم بعملية التبليغ الواسعة وحده بصورة مباشرة لوحده؟ لابد أن كان رجال ونساء يشتركون في عملية التبليغ حتى وصلت الكلمة إلى من كان يخاطب بها». وأضاف سماحته «اليوم ولا معصوم حاضرًا معنا، من يتحمل مسؤولية التبليغ؟ إذا قلتم بأن فلانًا كالسيد عبدالله الغريفي (حفظه الله) عليه أن يقوم بالتبليغ وهو أقل همة وأقل علمًا وأقل خبرة من المعصوم (ع) وأقل صبرًا، لا يمكن لشخص ولا شخصين ولا لعشرة ولا لعشرين أن يقوموا بعملية التبليغ والإيفاء بمتطلباتها. مسؤولية ومهمة لو فترنا عنها قليلًا من الوقت لشرّق المجتمع وغرّب، ولأضل المسار، وساد جهل كثير، خاصة وأن الناس اليوم ليسوا متروكين لأنفسهم، أجيالكم ليست متروكة لأنفسها كما تعلمون». كما لفت إلى أن «إنسان الأمة مستهدف كل الاستهداف والدعوات الجائرة عن الحق المنحرفة عن الهدى تلاحقه ليلاً ونهارًا. ولدك لو أهملته قليلا من الوقت لا كان ولدك في فكر ولا روح ولا دين. المسؤولية كبرى ومكلفة وجاهدة ولكنها ثابتة لازمة. ماذا يسقط عهدة التكليف بالصلاة؟ أنا تجب عليّ الصلاة، كيف أسقط عني هذا الواجب؟ كيف أتحلل من هذه المسؤولية بعد أن كلفت بها؟ بأدائها كيفما كان الأداء؟ لا. لابد من طلب الصحة حتى إذا أتيت بالعمل صحيحاً سقط عني التكليف، ونفسه التبليغ. لا يكفي مسمى التبليغ، لا يكفي أن تتم عملية التبليغ بأي وجه كانت، إنما عملية التبليغ المطلوبة وعملية التربية هي العملية التي تتوفر على كل أسباب النجاح ما استطعنا إلى تحصيل هذا الأسباب من سبيل». من جانبه ألقى مسؤول مركز الشيخ المفيد للمعارف الإسلامية سماحة الشيخ رضي القفاص كلمة قال فيها: «حقيقةٌ ثابتةٌ، لا جدالَ فيها ولا اختلافَ، وَهِي: إنَّ العلمَ باقٍ مستمرٌّ ما بَقِي قلبٌ يَنْبضُ، وعقلٌ يُفكِّرُ! ومِن هُنا، فإنَّ العِلمَ بِالدِّينِ – حيثُ هُوَ مِن أشرفِ العُلومِ – هُوَ عَطاءٌ نَابِضٌ، ونَمِيرٌ عَذْبٌ مُسْتَمِرٌّ بِكلِّ المَقاييسِ، وعَلى كُلِّ الأَصْعِدةِ والمُستوياتِ». وأشار القفاص إلى أنه مِنْ هَنا كَان الحثُّ على طَلَبِ العِلمِ الذي يُرضِي اللهَ سُبْحَانَه - هَذا العنصرُ الفَاعِلُ والسَّاحِرُ - حيثُ «إِذَا كانَ يومُ القيامَةِ جَمَعَ اللهُ (عزَّ وجلَّ) النَّاسَ فِي صَعيدٍ وَاحدٍ، وَوُضِعَتْ المَوازِينُ، فَتُوزَنُ دِمَاءُ الشُّهدَاءِ مَعَ مِدادِ العُلمَاءِ، فَيَرْجُحُ مِدادُ العُلماءِ عَلَى دِمَاءِ الشُّهداءِ». وَأضاف «على خُطَى ذَلك شَمَّرَ مَركزُ الشَّيخِ المفيدِ لِلمعارفِ الإسلاميَّةِ عَنْ سَاعِدَيِ الجِدِّ، وَاستَثْمَرَ مِثْلَ هَذَا العَطاءَ الزَّاخِرَ مِن لدُنِ أَهْلِ العِلْمِ وَالعَمَلِ مِن أَهْلِ البَيْت (عليهمُ السَّلامُ)؛ لِيَلتَقِيَ بِكم إِخَوتَنَا أَيُّهَا المَسْؤُولونَ والقَائمونَ عَلَى مَشَاريعِ التَّعليمِ الدِّينيِّ؛ لِنَكُونَ مَعًا بَينَ يَدَيْ مُرَبٍّ عَالمٍ عَامِلٍ قَدْ انتهَلَ مِن تعاليمِ أهلِ البيتِ والطَّهارةِ (عَليهمُ السَّلامُ) ومبادِئِهِم عَبَبًا، وهو (آيةُ اللهِ الشَّيخ عيسى أحمد قاسم)، وذَلِك مِن أجلِ تَوثيقِ عُرَى التَّواصُلِ البَنَّاءِ بَيْنَ العَامِلينَ فِي مِثلِ هَذَا الحَقْلِ المُهِمِّ وَالعُلَمَاءِ الرَّبانيِّين الذين هُم تُرُوسُ الأُمَّةِ الوَسَط، وحِصْنُ الدِّينِ المَنِيعِ، وسُورُهُ ودعامَتُه التي لا يَستقيمُ أَمْرُ المَجْتَمَعِ، وَلا يَصْلُحُ شَأْنُ دُنْيَاهُ وَدِينِهِ إِلَّا بِهم؛ وَللاسْتِنَارَةِ بِإرْشَادَاتِهِمْ وَتَوجِيهَاتِهِم مِن وَحْيِ خُبُرَاتِهِمُ العِلْمِيَّة وَالعَمَليَّةِ». وكان القفاص دعا في وقت سابق جميع المسؤولين والقائمين على مشاريع التعليم الديني في كل مناطق البحرين إلى ضرورة «الدفع بالمسئولين والقائمين على مشاريع التعليم الديني إلى مزيد من الاهتمام بهذه الوظيفة الشرعية والأداء المتقن لوظيفتها، وضرورة رفع الكفاءة العلمية والتربوية والإدارية من اجل النهوض والارتقاء بالعملية التعليمية والاستفادة في هذا المجال من برامج مركز الشيخ المفيد للمعارف الإسلامية». http://www.olamaa.net/new/news/photo/133585105601.jpg http://www.olamaa.net/new/news/photo/133585106502.jpg http://www.olamaa.net/new/news/photo/133585107403.jpg http://www.olamaa.net/new/news/photo/133585108104.jpg http://www.olamaa.net/new/news/photo/133585109305.jpg http://www.olamaa.net/new/news/photo/133585110206.jpg http://www.olamaa.net/new/news/photo/133585111007.jpg http://www.olamaa.net/new/news.php?newsid=7970 |
الساعة الآن 12:55 AM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Content Relevant URLs by vBSEO 3.5.2 TranZ By
Almuhajir