![]() |
السلطة وطأفنة الأزمة السياسية في البحرين السلطة وطأفنة الأزمة السياسية في البحرين "الوطن هو نقيض الطائفية ، فعندما يسود النظام الطائفي يغيب الوطن ، وعندما يفرض هذا -الوطن- نفسه تتوارى الطائفية". هذا ما قاله الباحث وأستاذ التاريخ المصري (يونان لبيب) قبل عقدين ونصف تقريبا ، وهو مصيب تماما في ما ذهب إليه . في البحرين النظام الطائفي يفرض نفسه بقوة الحديد والنار ،وبالاعطيات والمال . في مقابل غياب الوطن وثقافة المواطنة الصالحة والجامعة لكل أبنائه ومكوناته المجتمعية . ومن الركائز الأساسية التي يرتكز عليها الحكم في البحرين لتقوية وجوده واستمراره وإستبداده ، تشطير المجتمع البحريني على أساس طائفي وقبلي وعرقي ، وهو ما أسماه (أستاذنا عبد الهادي خلف ) بالتشطير العمودي والأفقي لشعب البحرين . يعمل النظام الحاكم في البحرين بشكل متواصل ودؤوب على إستمرار الاستقطاب الطائفي (السني\الشيعي) من أجل إضعاف الحضور الشعبي الوطني المعارض ، في مقابل إستفراده بالسلطة والثروة ومقدرات الوطن . دائما ما يقوم الحكم في البحرين بالتعامل مع حركات المعارضة والانتفاضات الشعبية في العقدين الأخيرين على أنها طائفية وتابعة لإيران وحزب الله في لبنان . مستغلا في ذلك طبيعة التكوين الديمغرافي السكاني الذي يفرض أغلبية شيعية . عندما وجدت العائلة الحاكمة نفسها ضعيفة أمام ثورة 14فبراير ، إستخدمت العنف والارهاب لإيقافها والقضاء عليها ، وعندما فشلت في تحقيق ذلك لجأت إلى تفعيل السلاح الطائفي بقوه عن طريق إعلامها ووزرائها وبرلمانها ورجال الدين التابعين لها وجميع مؤسساتها . لكن السلطة وإن نجحت بقدر ما في تأجيج الوضع الطائفي وفي نقل صورة كاذبة بأن ما يجري في البحرين هي أزمة طائفية وليست سياسية ، إلا أنها تبقى ضعيفة ومكشوفة على المستوى المحلي والدولي . مهم جدا بالنسبة للنظام الحاكم في البحرين أن يستمر التشنج والاستقطاب الطائفي الذي تعمل عليه السلطة ليل نهار ،إلا أنها تحسب ألف حساب إلى عدم الوصول إلى نقطة الانفجار الطائفي ، لأن في ذلك هي الخاسر الأكبر سياسيا واقتصاديا ودوليا . وهي لن تلجأ إلى تفجير الوضع الطائفي إلا عندما تحس -السلطة- بالسقوط وخطر الوجود . |
الساعة الآن 04:01 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Content Relevant URLs by vBSEO 3.5.2 TranZ By
Almuhajir