منتدى استراحات زايد - بلطجية أم ميلشيات أمنية

بلطجية أم ميلشيات أمنية
أصبحت كلمة (البلطجية) الأكثر شهرة وتداولا في العام المنصرم 2011 ، بعد أن برزت بقوة على الساحة المصرية، التي شهدت غليانا غير مسبوق ، إثر إعتصام الملايين في ميدان التحرير وسط القاهرة لإسقاط النظام ، ومن ثم الهجوم عليهم بطريقة وحشية من قبل بلطجية النظام الحاكم في مصر .

البلطجية معناها في الاستخدام الشائع : فرض الرأي بالقوة والسيطرة على الآخرين ، وإرهابهم والتنكيل بهم . وهي لفظ دارج في العامية وليس له أصل في العربية .

ويرجع أصل التسمية إلى الأتراك الذين يضيفون في لغتهم "جي" على بعض الكلمات لتعبر عن وظيفة فيقال مثلا "عربجي" ويعني سائق العربية . أما البلطجي فهو حامل "البلطة" وهي آلة حادة تشبه الفأس الزراعية وتستخدم لتقطيع الشجر، وتستخدم أيضا في أعمال العنف .

في البلدان العربية التي طالتها ثورات الربيع العربي ، عملت أنظمتها القمعية المستبدة على إستخدام كل الوسائل اللامشروعة واللإنسانية لإيقاف هذه الثورات العربية الطامحة للدولة المدنية الديمقراطية . من هذه الوسائل (البلطجية) وذلك بدفع مئات الأشخاص من قبل السلطة لقمع وقتل وإرهاب جماهير الثورة .

لكن من الملاحظ أن أكثر الأشخاص الذين تدفع بهم هذه الأنظمة الحاكمة لممارسة البلطجة والتعدي على المواطنين المسالمين ، هم من يعملون في أجهزتها الأمنية المختلفة . وهنا ينتقل الحديث عن وجود ميلشيات أمنية - بلباس مدني - تمارس القمع والقتل في الطرقات والساحات والميادين ، وليس مجموعة صغيرة من (البلطجية) تعطيهم السلطة بعض المال وتستخدمهم لفترة وجيزة وينتهي الأمر .

في البحرين لم يكن النظام الحاكم في منأى عن ممارسة (البلطجة) في تعامله مع جماهير ثورة 14 فبراير لإيقاف ثورتهم ومطالبهم العادلة . وهو ما حدث فعلا في مرحلة ما سمي ب "السلامة الوطنية" . لكن (حالة البلطجية) التي تستخدمها السلطة ،يجب أن لا تجعلنا نغض النظرعن الواقع الأساس ، وهو وجود الميلشيات الأمنية والمرتزقة التابعين للعائلة الحاكمة في البحرين .

فمن تجمهر بالعصي والسيوف والسكاكين في دوار الساعة بالرفاع ، أغلبهم يعملون في الأجهزة الأمنية التابعة للدولة . ومثلهم من أرهب الطلاب وأعتدى عليهم في جامعة البحرين ، ومن روع الأهالي المسالمين وقام بالإعتداء على ممتلكاتهم الخاصة في قرية دار كليب ، ومن (غزا) محلات جواد لأكثر من 52 مره ! .