المرحلة الخليفية تتطلب سميرة رجب في هذا المنصب
 

جوادعبد الوهاب
ثار جدل كبير حول توزير سميرة رجب ، ولو كنت مكان آل خليفة لفعلت الأمر ذاته ، فالمرحلة التي تمر بها السلطة الخليفية دقيقة وحساسة وخطيرة تهدد وجودهم ، وتحتاج إلى مثل سميرة رجب التي تمتلك كاريزما الكذب والنفاق فضلا عن الآيديولجية التي تعتنقها وتربت عليها وهي متناقضة تماما مع الآيديولوجية التي يعتنقها شعب البحرين.
فآل خليفة ونتيجة للوضع الذي وصلوا إليه بسبب سياساتهم الحمقاء وحقدهم الأعمى وتحولهم إلى مشروع ابادة ، حيث اختاروا القمع والإرهاب والتنكيل طريقا للتعاطي مع شعب البحرين أدى إلى انسداد الأفق السياسي ، فهم في الوقت الذي باتوا فيه غير قادرين على تلبية أدنى مطالب الجمعيات السياسية التي تؤمن بالتعايش معهم ، في ذات الوقت اتسعت دائرة من يطالبون بإسقاطهم والتخلص منهم ، فضلا عن أن كلمة (الحوار) محيت من قاموس الثوار في البحرين. كل ذلك أدى إلى تولد قناعة لدى البحرينيون بأن التعايش مع هذه السلطة أصبح من سابع المستحيلات ، خاصة بعد الأعمال العدائية التي مورست بحقهم من قبل السلطات الخليفية.
هذا من جهة ، ومن جهة أخرى فإن الإعلام الثوري تفوق على الإعلام الرسمي ونجح لحد الآن في كشف الوجه القبيح لهذه السلطة وقام بتوثيق جميعالممارسات اللاخلاقية واللانسانية التي مارستها قوات الأمن المدعومة من قبل الجيش السعودي بحق الثائرين والمحتجين بطريقة لا يمكن للسلطة نفيها لأنها موثقة بالصوت والصورة ، ولا تبريرها ، لأن المتظاهرين والمحتجين لا يزالون ينتهجون الخيار السلمي في صراعهم مع السلطة.
ونتيجة لذلك أصبح موقف السلطة الخليفية مخجلا أمام حتى أصدقاءهم الذين يستطيعون حمايتهم ، لكنهم لا يستطيعون الدفاع عنهم وعن ممارساتهم خاصة بعد تصاعد أعمال القمع وتوالي سقوط الشهداء وتراخي السلطة في تنفيذ بنود تقرير بسيوني والاصرار على مواصلة اعتقال الرموز والقادة ومن ضمنهم الأستاذ عبدالهادي الخواجة الذي أحدث اضرابه عن الطعام ضجة كبيرة في الأوساط الحقوقية والإنسانية ، فضلا عن حملة الإدانات الواسعة التي أصدرتها الكثير من المنظماتالحقوقية الدولية وكذلك بعض الحكومات.
إذن .. وأمام هذا الواقع الذي وصلت إليه السلطة الخليفية تحتاج إلى بوق إعلامي من طراز سميرة رجب التي لديها كاريزما (البعث) حيث القدرة الهائلة على الكذب والافتراء وقلب الحقائق ، وتحويل الهزائم إلى انتصارات ، وهذه الصفات لايمتلكها إلا البعثيون ، الذين خبرناهم سواء أثناء الحرب العراقية الإيرانية أو غزوالكويت ، أو عندما غزت الولايات المتحدة العراق حيث شاهدنا جميعا زميل سميرة رجب (الصحاف) كيف كان يمارس ذات المهام ، وقد شاهد العالم كيف أن القوات الأمريكية وصلت إلى قلب بغداد وهو يهدد ويتوعد ويرسم صورة في أدمغة البشر من أن العراق سيكون مقبرة للأمريكيين.
ولأن آل خليفة اليوم في أزمة وأخبار وصور إنتهاكاتهم وممارساتهم وصلت إلى جميع الأقطار ، فهم بحاجة اليوم إلى سميرة رجب التي تجيد فنون السب والشتم وتوجيه الإتهامات إلى الآخرين وقلب الحقائق ، كما أن الحقد الدفين الذي يتغلغل في أعماقها يجعلها أن تمارس هذا الدور أفضل حتى من أي فراد من أفراد آلخليفة ، يدعمها في ذلك عقيدتها البعثية التي لا تؤمن بالرأي الآخر ، ولاالديمقراطية.
لكن لا يصلح العطار ما أفسده الدهر .. فآل خليفة يعملون اليوم في الوقت الضائع ، فلا سميرة رجب تستطيع تلميع صورتهم التي شوهتها أعمالهم وممارساتهم، ولا حتى جهابدة الإعلام في العالم ، لأن قضية شعب البحرين أصبحت واضحة وجلية وبات العالم بأجمعه يعلم بما يحدث في البحرين.