منتدى استراحات زايد - السلطة وسياسية النفس الطويل

السلطة وسياسية النفس الطويل
أطلق رئيس الوزراء خليفة بن سلمان في 15 إبريل الفائت تصريحا للإعلام البحريني مفاده "إننا نتبع في معالجة الوضع في المملكة سياسة النفس الطويل والحكمة وضبط النفس... " .

الواقع السياسي والأمني يؤكد صحة ما قاله رئيس الوزراء للإعلام بتبني السلطة سياسة النفس الطويل مع المعارضة وجمهورها ، حتى لو كلف ذلك مواجهة أغلبية الشعب ، وقتل الناس وتعذيبهم في السجون ،ومحاربة طائفة بأكملها وقطع أرزاق أبنائها وهدم مساجدها .

السلطة إختارت سياسة النفس الطويل في مواجهة شعبها بعد أن ضمنت الدعم الاقليمي اللامحدود سياسيا واقتصاديا ،خصوصا من المملكة السعودية وبقية دول مجلس التعاون الخليجي . فالاقتصاد البحريني زعزعته الانتفاضة الشعبية الأخيرة ، وتلقى ضربات شديدة وموجعة ، إلا أنه لم يسقط أو يدخل في دائرة الخطر ، وذلك بفضل الدعم المالي والاقتصادي الكبير من دول المجلس .

كذلك الموقف الدولي بقيادة الولايات المتحدة الامريكية وبريطانيا يعتبر متخاذلا ومساندا للنظام الحاكم في البحرين ، الأمر الذي شجع حكومة البحرين من التمادي في قتل وقمع شعبها ، وعدم الاعتراف بالمطالب الاصلاحية والديمقراطية التي رفعتها جماهير المعارضة الذين يشكلون أغلبية شعب البحرين .

ليس غريبا أو جديدا أن تتصف أمريكا والدول الاوربية بالكيل بمكيالين في التعاطي مع ثورات الربيع العربي ، إلا أن المثير للجدل في الأمر ، هو سعي الدول الكبرى بقيادة أمريكا للضغط بقوة في إيجاد حل - وإن كان إلتفافيا - لجميع الدول العربية التي شهدت ثورات شعبية على أنظمتها ، باستثناء دولة البحرين ، حيث الضغط الدولي عل النظام شبه معدوم ، والمساعي الدبلوماسية ضعيفة جدا ، مما أطلق العنان للحكومتين السعودية والبحرينية في قتل أبناء شعب البحرين .

بدا وضحا اليوم أن العمل الدبلوماسي مهما جدا ، سواء مع الدول أو المنظمات الحقوقية والسياسية على المستوى العربي والدولي ، إلا أن الأكثر أهمية هو إعتماد شعب البحرين على نفسه وزيادة الضغط الشعبي على النظام الحاكم ، لإجباره على تحقيق المطالب الشعبية العادلة في تحقيق الدولة المدنية الديمقراطية . وهذا لا يمكن أن يتحقق إلا بتكاتف أطراف المعارضة ،وبإيمان الجمعيات السياسية وعلى رأسها الوفاق بالتحرك الشعبي الحقيقي اليومي لمواجهة النظام الحاكم في البحرين .