منتدى استراحات زايد

منتدى استراحات زايد (http://vb.ma7room.com/index.php)
-   منتدى أخبار المواقع والمنتديات العربية والأجنبية (http://vb.ma7room.com/forumdisplay.php?f=183)
-   -   عاشوراء مبعث المقاومة (http://vb.ma7room.com/showthread.php?t=862675)

محروم.كوم 04-18-2012 10:40 PM

عاشوراء مبعث المقاومة
 
لقد عانت الأمة الإسلامية الويلات والمآسي بسبب الظلم والإرهاب الأموي، ولكنها لم تجرأ على التحدي والمقاومة. ذلك لأن معاوية بن أبي سفيان زرع فيها روح التخاذل والإستسلام، وسلبها إرادتها في رفض الجور، وسحق عزيمتها حتى لا يخطر على بالها يوما أن تعارض طغيان السلطة الحاكمة.
ولكن الإمام الحسين (عليه السلام) لم يرض للأمة الإسلامية أن تكون لعبة بيد بني أمية، خصوصا وأن دين الله أضحى في خطر التحريف، وإن مبادئ الرسالة وقيمها صارت تغيب عن الأذهان، وإن رجال الأمة صاروا في قفص الإتهام.. لذلك بادر الإمام الحسين (عليه السلام) إلى رفع راية الإسلام خفاقة، داعيا إلى رفض الباطل ومقاومة الظلم.. دون أن يبالي بالخطر الأموي الذي يحدق به.
ولم يخف على الإمام (عليه السلام) ما ينتظره من مصير، لأنه قرأ مسيرته حتى السطر الأخير. ولم يخف ذلك على أصحابه، وإنما أعلنها صراحة، إذ قال: (خط الموت على ولد آدم مخط القلادة على جيد الفتاة، وماأولهني إلى اسلافي إشتياق يعقوب إلى يوسف، وكأني بأوصالي تقطعها عسلان الفلاة بين النواويس وكربلاء..).
بهذه الخطوة الجريئة كسر الإمام طوق الخوف، وأحيى شيمة الأباء والبطولة، وأنهض الهمم.. حتى وقعت ملحمة عاشوراء، التي تحكي قمة التحدي. ولم يتراجع الإمام الحسين (عليه السلام) عن نهجه هذا، وإن لم يبق من أصحابه أحد إلا وإستشهد. كما أنه لم يستسلم لسلطة الطاغوت، وأن لم يبق من أهل بيته أحد إلا وأستشهد. وحينما بقي وحده يواجه الجيش الأموي المدجج بالسلاح والغاص بأهله.. قدم للنزال بكل ثبات، ولم يتردد للحظة في إقدامه هذا حتى أن تخضب بدم الشهادة.
بعد ذلك لم يبق في معسكر الإمام الحسين مقاتل يحمل سيفا ولا رمحا.. بل أجساد متناثرة هنا وهناك، وقد قطعتها السيوف والرماح إربا إربا. وقد أضرمت النيران في مخيم الإمام (عليه السلام)، وقيد الباقون من النساء والأطفال بسلاسل الأسر.
هذه الصورة المأساوية جعلت البعض يظن أن المقاومة أخمدت وأجتثت من جذورها، ولكن الذي حدث على عكس ظن أولئك. إذ بقيت عاشوراء مبعث المقاومة في كل زمان ومكان، وذلك لأنها تفاعلت في ضمير المؤمنين، وخلدت في ذاكرة الأجيال.. دون أن يطفأ وهجها، ولم تخف حرارتها. لأن صوت الإمام الحسين (عليه السلام) بقي يدوي (هيهات منا الذلة)، ونهجه يرفض لكل إنسان أن ينام على الباطل ويسكت عن الظلم.
وبهذا بقيت راية الإمام الحسين (عليه السلام) مرفوعة في سماء العالم الإسلامي، مما جعلت عاشوراء قضية لا تنتهي.


الساعة الآن 12:15 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Content Relevant URLs by vBSEO 3.5.2 TranZ By Almuhajir


1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59 60 61 62 63 64 65 66 67 68 69 70 71 72 73 74 75 76 77 78 79 80 81 82 83 84 85 86 87 88 89 90 91 92 93 94 95 96 97 98 99 100 101 102 103 104 105 106 107 108 109 110 111 112 113 114 115 116 117 118 119 120 121 122 123 124 125 126 127 128 129 130 131 132 133 134 135 136 137 138 139 140 141 142 143 144 145 146 147 148 149 150 151 152 153 154 155 156 157 158 159 160 161 162 163 164 165 166 167 168 169 170 171 172 173 174 175 176 177 178 179 180 181 182 183 184 185 186 187 188 189 190 191 192 193 194 195 196 197 198 199 200 201 202 203 204 205 206 207 208 209 210 211 212 213 214 215 216 217 218 219 220 221 222 223 224 225 226 227