تقرير مصور \\ مجلس تأبين شهداء البحرين في العاصمة البريطانية لندن
 

لندن – اللجنة الإعلامية للتجمع :
قال التجمع من أجل نصرة الشعب البحراني أن الثورة البحرينية التي تفجرت في الرابع عشر من فبراير عام 2011 تمربمنعطف خطير ، وأن سلطات آل خليفة أسرفت في القتل والتنكيل والتعذيب والتشريد ، ومارست شتى صنوف الإنتهاكات بحق البحرينيين المسالمين ، مؤكدا أنه سينظم المزيد من الفعاليات والنشاطات التي من شأنها المساهمة في ايصال صوت الثورة إلى أسماع العالم.

جاء ذلك خلال التأبين المركزي الذي نظمه التجمع من أجل نصرة الشعب البحراني لشهداء الثورة البحرينية مساء أمس الجمعة حضره جمع غفير من الجالية العربية والإسلامية في العاصمة البريطانية لندن.

وبدء حفل التأبين بتلاوة عطرة من القرآن الكريم تلاه كلمة للأكاديمي والناشط الحقوقي العراقي الدكتور علاء الحسيني القيادي في المجلس الإعلى الإسلامي بالعراق تطرق فيها لأوضاع حقوق الإنسان في البحرين وإلى الأسباب الحقيقية وراء اندلاع ما أطلق عليه ثورات الربيع العربي، مؤكدا أن مقولة الشعوب الواعية هي دائما أقوى من الطغاة يمثل قمة حركة الوعي الإنساني باتجاه الحياة الحرة الكريمة .

وقال الحسيني في كلمته أن حاجز الخوف الذي فرضته النظم الشمولية والدكتاتورية على شعوب المنطقة قد انكسر، مشيرا إلى أن سياسات القهر والاستعمال المفرط للقوة في قمع التظاهرات والانتفاضات السلمية لم يجد نفعا مع تلك الشعوب الناهضة والتي أكدت عزمها على مقارعة الطغيان والانفراد العائلي أو الحزبي للسلطة.

وقال أن ما يطالب به شعب البحرين هو الإصلاح الحقيقي واحترام حقوق الإنسان والعدالة الاجتماعية والغاء سياسات التمييز الطائفي بين أبناء الشعب وخاصة أبناء الطائفة الشيعية، مشيرا إلى أن الثورة البحرينية أوضحت سياسات المعايير المزدوجة التي تنتهجها الإدارة الأمريكية ومعظم الدول الغربية إزاء الأحداث التي تشهدها المنطقة.

ولم ينسى الدكتور الحسيني الإشارة إلى معاناة داعية حقوق الإنسان عبد الهادي الخواجة المضرب عن الطعام في السجون الخليفية منذ الثامن من فبراير الماضي، وكذلك الأستاذ حسن مشيمع، مشيرا إلى أن جريمة الاثنين أنهما طالبا بالحقوق المشروعة للشعب البحريني عن طريق التعبير عن رأيهما، مناشدا الجماهير والمؤسسات والحكومات العمل من أجل اطلاق سراحهما.

واختتم الدكتور علاء الحسيني كلمته بحث البحرينيين على رص صفوفهم والاستمرار بالمطالبة بالحقوق المشروعة التي كانت سببا لتفجر ثورة الرابع عشر من فبراير 2011.

بعد ذلك القى الناشط السياسي والقيادي في تيار العمل الإسلامي الأستاذ جواد عبد الوهاب كلمة سلط فيها الضوء على الشهادة ودور الشهداء في استمرار الثورة، وقال إن الشعب البحراني ثار لتغيير المعادلة بعد أن يئس من الوعود، وقدم الشباب أرواحهم لكي يمنعوا الاذلال الذي تمارسه عليهم سلطات آل خليفة، مؤكدا أن أسباب الثورة على الظلم والاضطهاد قد تحققت. مشيرا إلى أن الشعب البحريني يجاهد للتحرير ويناضل للاستقلال ويكافح للحرية.

وأكد عبد الوهاب أن سقوط الشهداء أصبح ضرورة حضارية وعلى البحرينيين وحتى لا تتحول البحرين إلى ما تحولت إليه مناطق أخرى في العالم العربي والإسلامي أن يطهروا أرض البحرين بدماء الشهداء ويرووا نخيلها بدمائهم لكي تبقى البحرين منبع الثورة وضمير الحق المغتصب والأصل الذي يستمد منه الثوار صمودهم وايمانهم وثوريتهم.

وفي إشارة منه إلى ازدواجية المعايير التي تمارسها الولايات المتحدة الأمريكية بحق الثورة في البحرين قال عبد الوهاب إن الإدارة الأمريكية التي تغطي اليوم جرائم النظام الخليفي وتحميه وتكرس إعلامها لإدانة من يصطاد عصفور أو يقطع شجرة، تصمت أمام من يصطاد الأرواح البحرينية.

واختتم عبد الوهاب كلمته بالقول ان ما يدفع البحرانيون إلى استرخاص أنفسهم يتجاوز كل التشخيصات والحذلقات السياسية ، فاليأس في كثير من الأحيان يستولد الأمل من رماد الحياة، ومن صميم الموت ذاته، مؤكدا أن الذين يقدمون أرواحهم في ساحات الوغى في البحرين ليسوا كارهين للحياة وليسوا عشاق موت ، لكن العدو الذي يقف كالسد بينهم وبين الحياة حول نفسه إلى مشروع موت يطارد كل حي وميت منهم.

وقال: ولكي لا يعيد التاريخ نفسه مرة أخرى ، ولكي لا تأتي مجموعة من المشككين لصدروا الفتاوى بحق الشهداء ، فتذبح أطفالنا ، وتنتهك أعراضنا من دون أن تكون لنا ردة فعل، فإن الشهداء ضرورة.. وأن الدماء ضرورة .. ولن ننجو من القتل إلا باستمرار الثورة حتى تحقق هدفها الرئيس ، وهو اسقاط هذه السلطة والتخلص منها إلى الأبد.

وفي ختام برنامج التأبين أعتلى المنبر سماحة السيد هاشم آل ماجد تحدث عن منزلة الشهداء وفضلهم عند الله سبحانه وتعالى لما يقدمونه من أجل إعلاء راية الحق والدفاع عن المظلومين مؤكدا بالدور الكبير للشهداء على مر التاريخ حيث حيث صنعوا التاريخ على مر العصور بدمائهم الزكية.