منتدى استراحات زايد - مقال تحليلي عن الثورة المضادة بالبحرين: ثورة ضد الظلم وثوار ضد المظلوم

من أخطر الأدوار التي تلعبها الثورة المضادة – وتحديدا تلك التي تأتي من داخل الثورة – هي التشويه على المبادئ الرئيسية للثورة وخلط الأوراق من أجل حرف الثورة عن مسارها. لماذا ثورة مضادة "من الداخل"؟ لأن اندفاع الثورة كالقطار لا يمكن إيقافها فلذلك تلجأ قوى الاستكبار إلى اختراق الثورات وتوجيهها من الداخل إلى المسار الذي تريده والأمثلة على ذلك كثيرة.

في تونس ومصر سقط بن علي وحسني مبارك ولكن السلطة الفعلية سُلمت إلى العسكر والسلفيين. في ليبيا سقط القذافي ولكن السلطة لا تزال بيد المجلس الانتقالي "الغير منتخب" ولا أحد يعلم متى ستسلم إلى الشعب في ظل التناحر القبلي الذي تموله قطر والسعودية. في اليمن سقط علي صالح ولكن سلمت السلطة إلى نائبه وأحزاب اللقاء المشترك على ضوء المبادرة الخليجية الذي رفضها الشعب اليمني. وأخيرا في سوريا لا تزال قوى الاستكبار تحاول إسقاط نظام بشار الأسد لتنصيب سلطة جديدة خاضعة للهيمنة الصهيوأمريكية.

وأما في البحرين فالحال لا يختلف كثيرا بل لعله أسوء! نرجو من القراء الكرام التأمل عند قراءة النقاط التالية:

1. الثورة تريد إسقاط النظام و"ثوار" يريدون إصلاحه وإعادة تأهيله

2. الثورة لا تعترف بشرعية النظام، و"ثوار" يضفون عليه الشرعية بمحاولة تغييره من الداخل

3. الثورة تسعى لمحاسبة جميع أركان النظام، و"ثوار" يتشدقون بـ "جلالة الملك" و "سمو ولي العهد"

4. الثورة تريد التغيير الجذري، و"ثوار" يريدون التغيير السطحي

5. الثورة تُقمع في جميع فعالياتها، و"ثوار" يعطيهم النظام الرخص لإقامة الفعاليات

6. الثورة لها معيار واحد، و"ثوار" لهم معايير مزدوجة

7. الثورة صادقة في خطاباتها، و"ثوار" يكذبون أكثر مما يصدقون بذريعة الحنكة السياسة

8. الثورة لاتعترف بلجنة بسيوني "الملكية"، و"ثوار" يرتكزون عليه في جميع أفعالهم وأقوالهم

9. الثورة تعتبر وجود القوات السعودية إحتلالا، و"ثوار" يرفضون وصفها بالاحتلال بل ويبرؤونها من جميع ما ارتكبت من جرائم

10. الثورة مستهدفة من الإدارة الأمريكية، و"ثوار" تحميهم الإدارة الأمريكية

11. الثورة تعتبر الإدارة الأمريكية عدوها الأول، و"ثوار" يتباهون بصداقتهم مع الإدارة الأمريكية

12. الثورة تعتبر الأسطول الخامس الأمريكي احتلالا، و"ثوار" يطالبون ببقاء هذا الأسطول

إذا كيف نميز هؤلاء "الثوار" من الثوار الحقيقيين؟ نعتقد أن المعيارين التاليين كفيلين بذلك:

1. من يرضى عن النظام (أو بعض أركان النظام) أو يرضى عنه النظام (أو بعض أركان النظام) فهو منهم

2. من يرضى عن الإدارة الأمريكية أو ترضى عنه الإدارة الأمريكية فهو منهم