منتدى استراحات زايد - كلمة مهمّة لتيار الـوفــاء في الوقفة التضامنية مع الخـواجة في باربار

كلمة بمناسبة الوقفة التضامنية الثانية مع الأستاذ عبدالهادي الخواجة في بلدة باربار

بسم الله الرحمن الرحيم

والصلاة والسلام على أشرف الخلق والمرسلين محمد وعلى أهل بيته الطيبين الطاهرين

"يَا أَيُّهَا الْإِنسَانُ إِنَّكَ كَادِحٌ إِلَى رَبِّكَ كَدْحاً فَمُلَاقِيهِ"

السلام على الجسد النحيل المسجى في قلوب محبيه، السلام على صاحب الأمعاء الخاوية وفارس معركة الإنسانية. إن عيوننا شاخصة إليك وقلوبنا تنبض على إيقاعات قلبك المتعب، ونخال قلبك قد شغله مايجري على شعبك فلم تعد تشعر بحرارة الجوع والعطش وإلا فكيف تصمد مايقرب من الشهرين في إضرابك، لو لا أن تكون أسطورياً في مبادئك وفكرك وصبرك وجهادك.

برغم العطاء الكبير والحضور الواسع الذي مارسه الأستاذ عبد الهادي الخواجه طوال سنوات عمله على الساحة الوطنية، إلا أن الاطلاع على أبعاد شخصيته ظلت حصراً في مجال عمله الحقوقي ولم يتأتى للشعب أن يفهم رمزاً كبيراً من رموزه في أبعاد أخرى كالبعد الإسلامي والسياسي والفكري، وعندما يتأتى لشعبنا الإطلاع على أبعاد الشخصية الفريدة للخواجة فإنه سيدرك حجم الفراغ الذي سيتركه الخواجه فيما لو لا سمح الله رحل عنا شهيداً، وسيدرك شعبنا سر الصمود والعزة والكبرياء في شخصية هذا الرجل.

إن من الأبعاد الغير واضحة للجماهير في شخص الخواجة هي البعد الإسلامي والشرعي في سلوكه، والبصيرة السياسية، والحس الإنساني العالمي، والمهارات القيادية المؤثرة على الناس.

بالنسبة للبعد الإسلامي والشرعي فقد كان الخواجة أول من نظّر للحقوق من منظور إسلامي فربط المنظومة الحقوقية في العالم العربي بمفاهيم منها العبودية لله وليس للحاكم وتكلم عن الفقر والظلم ووجوب مقاومتهما كدعوة إسلامية قبل أن تكون إنسانية عامة. ولعل الخواجة قد كشف للشعب عن هذا البعد في شخصه عندما رفع شعار "الحرية أو الشهادة" وقال أنه مضرب عن الطعام ليس للإفراج عنه بل لهدف إسلامي وإنساني أعلى وهو احتجاجاً على الظلم الذي يجري على شعبه وإنكاراً على الظالم فعله، فكان الخواجة يدعم فعله بآيات القرآن في مراسلاته مع أهله، ليقول أن قضيتي إسلامية ودينية بالدرجة الأولى.

أما بالنسبة للبعد السياسي فكان الخواجة يمتلك بصيرة سياسية فريدة من نوعها، وكان يلعب دوراً استشارياً بارزاً لكثير من رموزنا الدينيين والسياسيين، ولم يكتفِ بمعالجة الظواهر الحقوقية بل كان يشير لأصل الداء ومنبع الفساد والسبب الأصيل للانتهاكات والظلم الواقع على المجتمع، فكان عمله الحقوقي ذا رسالة سياسية بليغة ومؤثرة يخشاها النظام الملكي الفاسد.

البعد الأخر في شخص الخواجة هو الحس الإنساني النبيل في عمله الحقوقي فعمل على أكثر من صعيد ليساعد المضطهدين من كل دين ومذهب في كل أرض استطاع أن يصل إليها فذهب لأفريقيا وغزة بالإضافة لكثير من بلدان العالم واستطاع بجهده أن يخرّج جيلاً من الحقوقيين والمناضلين ضد قوى الظلم والاضطهاد على امتداد آسيا وأفريقيا.

إننا اليوم يا أستاذنا هنا لنتضامن معك كما تضامنت معنا وأنت خلف قضبانك وأنت أولى بالتضامن، ولننتصر للمطالب التي رفعتها أنت مع البقية من القادة والرموز وقمتم لها وتقدمتم الصفوف من أجلها. يا أيها الفارس الأشم، لاتترجل من صهوة جوادك، فإن المعركة الفاصلة مع هذا النظام لم تنتهِ بعد، فهذا شعبك وهذه أرضك اليوم في أمس الحاجة إليك، لتشهد معنا الانتصار النهائي على هذا النظام الفاسد الذي أرعبته أنت حراً وسجيناً.

السلام عليك وعلى رموزنا القادة المضحين خلف قضبان السجون ورحمة الله وبركاته.

وصلى الله على محمد وعلى آل بيته الطيبين الطاهرين.

صادر عن : تيار الوفاء الإسلامي
الأحد 8 أبريل 2012م

http://a2.sphotos.ak.fbcdn.net/hphot...96432643_n.jpg

@Alwafa_Party
facebook.com/alwafa.party