منتدى استراحات زايد - هذا بعض الخواجة

بسم الله الرحمن الرحيم
http://2.bp.blogspot.com/-7kjQaBBBxw...دي+الخواجة.png

تتوجه الأنظار هذه الأيام للحقوقي المُعتقَل عبدالهادي الخواجة إثر إكماله 58 يومًا على إضرابه عن الطعام وازدياد القلق على حياته وتتكاثر مع ذلك المُطالبات بالإفراج عنه.

إضراب الخواجة ليس إضراب معارضٍ فحسب، بل حتى اعتقاله، فهو الحقوقي الذي كان -ولا زال رغم الاعتقال- له نشاطه الريادي ليس على مستوى البحرين فحسب ولا على مستوى الخليج، بل وصل للحد الذي اعتبره مهتمون الرجل الحقوقي الأول في الوطن العربي، فتبوَّأ على إثر ذلك النشاط ما تبوَّأه من مراكز في المنظمات الحقوقية الإقليمية والعالمية.

عبدالهادي الذي تدرَّب على يده العديد من الحقوقيين في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا ليس رجلاً حقوقيًا يؤدي مهامه بمراقبة أوضاع حقوق الإنسان ورص الانتهاكات فحسب، بل يمارس دورًا توعويًا جماهيريًا يُحرِّض من خلاله الجماهير للتحرُّك من أجل نيل حقوقها المُغتضبة. وتكشف كلماته ونشاطاته جرأته المميزة في الإشارة صراحةً لأيدي الفساد، فكان أول من نادى بعد ميثاق العمل الوطني في البحرين بإسقاط رئيس الوزراء صراحةً وباسمه وكذا بإسقاط (العصابة الحاكمة) إشارةً للنظام الذي يتربَّع على عرش الحكم في البحرين، ليُعتقَل على إثر ذلك عدة مرات.

تتميز نظرة عبدالهادي التي تُفصِح عنها كلماته بالرؤية البعيدة، ولذلك تكرَّرت منه كثيرًا الإشارة والتأكيد لرؤوس الفساد ومعالجة الأسباب الأساسية له لا التوجه لمعالجة الآثار فحسب.

نُضج الخواجة ومسئوليته دفعاه لعدم الخول في الخلافات والاختلافات البينية -الفكرية والسياسية عمومًا- بين فصائل المعارضة -إلا فيما شَذ-. ورغم كونه رجلاً حقوقيًا إلا أنه كان حاضرًا في المشهد السياسي بشكلٍ ملحوظ، فكان من أبرز المحرِّضين على رفع أسقف المطالبات السياسية.

عندما نُريد أن ننتصر للخواجة حقًا لا يليق بنا أن نُطالب بالإفراج عنه فحسب، بل ينبغي أن نتأمُّل في سيرته وكلماته، أن نسير على ما عمل من أجله من أهدافٍ راجحةٍ عند كل عاقل حُر، أن لا نُضيع تضحياته بتفاعلٍ سطحيٍ قِشري أو انشغالٍ بما هو مهمٌ عمَّا هو أهم فضلاً عن الانشغال بما هو غير مهمٍ أساسًا!! قد يُفرَج عن الخواجة في الأيام المُقبلة، لكن لنتأكّد أنه لم يُضرِب ليُفرَج عنه، بل ليُفرَج عن البحرين كلها، وما إضرابه إلا خطوةٌ في هذا الطريق، الوقوفُ عندها استخفافٌ وإن لم نلتفت!