القطريون عملوا جواسيس للحلف في ارض ليبيا بأعتراف قائد الغزو الأطلسي
 

قائد الغزو الأطلسي لليبيا :
القطريون عملوا "جواسيس" للحلف على الأرض ومهدوها أمام القوات الأطلسية

الدوحة: حسين كردي - 29 آذار 2012

شهدت العاصمة القطرية يوم الأحد الماضي ندوة عسكرية شارك فيها قائد قوات الغزو الأطلسي لليبيا الجنرال الفرنسي جوزيف شارل بوشار وضباط آخرون ، وتناولت العملية المسماة" الحامي الموحد" ، التي انتهت باحتلال ليبيا أطلسيا ومن قبل منظمة "القاعدة" والأخوان المسلمين. وقد مرت الندوة دون أن تحظى بانتباه أحد ، على أهميتها وأهمية المساخر التي أثارتها، إذا ما استثنينا الصحف المحلية التي وضعت أقوال الجنرال الفرنسي في صدر صفحاتها الأولى بعبارات مثيرة للضحك . فقد بدا الأمر شبيها برجل مهرج يرتدي ملابس نسائية داخلية ويركض في شارع مزدحم! ولا ينتقص هذا في الواقع من أهمية " التمريرات" التي "زل" بها لسان الجنرال ، فأعطت انطباعا واضحا أن القطريين عملوا جواسيس على الأرض للقوات الغازية بطريقة تذكرنا بما قام به لورنس العرب خلال الحرب العالمية الأولى!

من ناحية ثانية ، بدا ما قاله الجنرال عن المساهمة"العسكرية" القطرية ضربا من الجنون والهبل الفعلي إذا كان جادا فعليا فيما قاله وليس مجرد تطبيق عملي من قبله لمثل شعبي سوري يقول "نفخو وشوف ما أجحشو"! ولعل هذا هو الأرجح. فالجنرال سيتقاعد قريبا ، ولذا رأى أن الحديث عن "القوة العسكرية العملاقة" لقطر يمكن أن يضع في جيبه ما يوازي الرواتب التي حصل عليها طيلة خدمته العسكرية! الجنرال ، وعلى صعيد الدور التجسسي الذي قامت به القوات القطرية ، أشاد بما أسماه قدرتها على" التعامل المتميز مع ثقافة الشعب الليبي ووسائل الإعلام المختلفة وإبداء التعاون الكبير مع قوات الناتو وتوفير وسائل الاتصال والمعلومات الكفيلة بمساعدة القوات في تحقيق أهدافها المنشودة والتي تحققت بالفعل وكان للقوات القطرية الدور البارز فيها" ولم ينس الجنرال النصاب الحديث عن "النجاح الهائل الذي حققه الحلف بالتعاون مع قطر في حماية المدنيين"، واصفا ما جرى بأنه "أنجح عملية في تاريخ الحلف الأطلسي"!؟

ولعله قصد بحماية المدنيين ونجاح الحلف أن عدد القتلى لم يتجاوز الستين ألف مدني و المئة ألف جريح نصفهم أصبحوا مشوهي حرب وعجزة ، أي عمليا 3 بالمئة من عدد السكان، وهي أعلى نسبة في تاريخ الحروب!؟ أما مقياس النجاح الذي تحدث عنه ، فيظهر من خلال مئات العصابات المسلحة والميليشيات التي بأدت تأكل بعضها وتسيطر على المدن والشوارع في كل مكان ، ومن خلال صور الدمار التي تقشعر لها الأبدان ، وتذكر بصور مدينة "درسدن" الألمانية خلال الحرب العالمية الأولى، و صورة "غرنيكا" الإسبانية خلال الحرب الأهلية!؟. على صعيد المساهمة العسكرية الفعلية للقطريين ، قال الجنرال المحتال " إن القوات القطرية كانت تستخدم خلال العملية أجهزة وتقنيات عالية الدقة في التصويب وإصابة الهدف وكانت إصابتهم تأتي بواقع مائة بالمائة " ، وهو يتحدث هنا عن طائرات سلاح الجو القطري. ولكن حين نعرف أن سلاح الجو القطري كله مكون من 12 طائرة ميراج 200 و 14 طائرة هيلوكبتر "غازيل" من جيل السبعينيات ، نكتشف في الحال أن الرجل كان يأكل حلاوة بعقول الحاضرين!

مع ذلك ، ما جاء في حديث الجنرال يكشف عن قضية أخرى جديرة بالانتباه . فقد أشاد بشكل خاص بالدور الذي لعبته " طائرات النقل الاستراتيجي" القطرية ، دون أن يشرح ما الذي كانت تنقله هذه الطائرات ، ومن أين! ومن المعلوم أن قطر تملك 18 طائرة نقل عسكرية ، منها اثنتان فقط للنقل البعيد . ولعلها الدولة الوحيدة في العالم التي يبلغ تعداد طائرات النقل العسكري لديها ضعف عدد طائراتها الحربية!؟ وإذا علمنا أن مساحة قطر من أقصاها إلى أقصاها لا تصلح لتحليق حتى طائرة نقل تكتيكية متوسطة الحجم ، وأن عدد القوات القطرية بقضها وقضيضها أقل من 12 ألف عسكري ، يصبح التساؤل عن سبب وجود هذا العديد الكبير من طائرات النقل مبررا!

في الواقع هنا بيت القصيد. فخلال الحرب الأطلسية على ليبيا قامت الطائرات القطرية بنقل المرتزقة من عناصر "القاعدة" والأخوان المسلمين ، الليبيين وغير الليبيين، من دول الخليج وأماكن أخرى إلى مطار بنغازي. وبعد انتهاء الحرب ، تولت هذه الطائرات نقل السلاح من مستودعات الجيش الأميركي في قطر لصالح "المجلس العسكري في طرابلس" الذي يقوده عبد الحكيم بلحاج ، أحد زعماء"القاعدة" في شمال أفريقيا!! وهذا هو ما قصده ضمنا الجنرال الفرنسي. وكانت تقارير غربية كشفت خلال الأشهر الأخيرة عن الدور الذي قامت به قطر في هذا المجال ، وما تقوم به حاليا لجهة نقل الإسلاميين المرتزقة من ليبيا إلى لواء اسكندرونة المحتل من أجل إدخالهم إلى سوريا!

القوات القطرية الإجمالية:
ـ لواء قوات برية مؤلف من 3 كتاب : واحدة مدرعات وواحدة مدفعية وثالثة مشاة ميكانيكية.
ـ 4 كتائب مشاة ميكانيكيةـ لواء حرس ملكي ( لحراسة النظام ومقراته)
ـ كتيبة قوات خاصة ( وهي التي جرى نقلها سرا إلى ليبيا وعمل عناصرها بمثابة مخبرين لجنود الحلف الأطلسي على الأرض)
ـ كتيبة مدفعية عدد 2ـ 12 طائرة ميراج ، و حوالي 20 طائرة هيلوكبتر
ـ المجموع العام للقوات المسلحة العاملة فعلا أقل من سبعة آلاف عسكري.
.