من أنت؟!! قبل أن تسألني من أنا
 

من منا يشك ولو للحظة أن النظام لايسعى، بل هو فعلا يخترق حراك الشعب الإلكتروني في التويتر والفيسبوك وحتى في الملتقى الذي كان ولازال مرآة نبض الشارع البحريني أو بعض أطيافه؟!

من منا يشك ولو للحظة أن النظام لا يسعى لتمزيق المعارضة بعد أن "نجح" في تمزيق الشعب، لينقض عليها فئة فئة، وينهي موضوع الثورة أو الإنتفاضة أو الحراك الشعبي؟!

حذفت معظم ما كتبت بعد ذلك من باب التركيز على هذه النقطتين فقط ..

فإذا كنا نعرف ماذا يفعل النظام، وماذا يريد النظام، ومالذي يسعى إليه النظام!! فلماذا ننجر وراء مخططات النظام؟!!

لماذا ننجر وراء خطط التفتييت والتمزيق؟!!

في مراحل الحرب هناك شعار قد نختلف أو نتفق على مضمونه "لاصوت يعلو صوت المعركة" ومثال ذلك في حروب إسرائيل، تتوقف كل وسائل الاعلام عن إنتقاد الحكومة وتتوجه لتوحيد الجبهة الداخلية وشحذ الهمم، وتجمع النقاط لما بعد المرحلة للتصحيح وتحديد نقاط الضعف والخلل لسدها.

لا أقول لا تنتقدو، ولكن إنتبهو للهجوم المتكرر على فصيل مهم وعريض وقد يكون الأكبر في المعارضة، وأنا هنا أتحدث بكل صراحة عن الوفاق بدون لف ولا دوران. إضعاف الوفاق إضعاف للثورة أو الإنتفاضة أو الحراك الشعبي أي كان مسماها، وخسارة للجميع.

ومن باب التوضيح، لم أصوت للوفاق ولن أصوت لها إلا ضمن كتلة أو قائمة وطنية تضم كافة أوجة المعارضة وهذا لن يحصل في منطقتي على الأقل. وأنا من بين من "طردو" من ملتقى البحرين لإنتقادي اللاذع حينها قرار الدخول في الانتخابات وإنصياع الناس وراء التوجيهات التي لا يقتنعون بها لثقة عمياء بشخوص.

على أقلامنا أن تكون ناقدة، ولكن عليها أن تكون عاقلة أيضاً، فلكل مقام مقال، ومقامنا حساس وخطير وقد تترتب على الكلمة ما لا تتخيله من آثار في نفس المجتمع.

فالتفتت في صفوف المعارضة وهجومهم على بعضهم البعض أحد أسباب تراجع الناس عن المشاركة في المسيرات سواء الجمعيات أو الإئتلاف، فلنراجع أنفسنا.

البعض يتجاوز موضوع الإنتقاد إلى مسألة الهجوم والتخوين المبطن وأحيانا المباشر، وهنا عليك أخي وعليك أختي أن تسأل ذلك الشخص الذي يختفي تحت إسم مستعار "من أنت؟!" نعم هناك منا من إنتهج هذا الأسلوب، ولكن أضمن لكم أن منهم الكثير من هم ليسو منا، بل من النظام يسعون لضرب جسم المعارضة وتفتيته.

وأختم، مجتمع البحرين مجتمع محافظ ومؤمن ويفهم لغة القرآن .. قبل أن تكتب أي حرف تذكر قوله تعالى ::