![]() |
رحلة في أكاديمية الفن الثمودي -الحمار مثالا أسعد الله أوقاتكم بالخيرات سنغوص في رحلة مع الزمن إلى ما يزيد عن ألفي عام قد خلت ، إلى ثلاثة آلاف عام ، مع أقوام لم تبقي لنا عاديات الدهر إلا النذر اليسير من رمسهم وخربشاتهم على صفحات الصخور المتناثرة في صحاري الجزيرة العربية ، محاولين استحلاب تلك الصخور لعلها تجود علينا بكلمة هنا وآلهة هناك ونقش غابر كأصحابه على ذلك الجلمود ... ومن العجيب أن يصل ( نزيف الحجر ) من تلك الأزمنة الغابرة إلى هذه المرحلة من الدقة والإتقان ومحاكاة الواقع ليتجاوز تلك المادية المباشرة إلى الرمز والتجريد ليطلق العنان لأفق العقل الأرحب .... فأتيتكم اليوم بمجموعة جميلة من النقوش تمثل جانبا من ( الفن الصخري ) الذي أبدع فيه ناقشوه بمدادهم الحجري هذه اللوحات الفنية ليختزل لنا حياته اليومية بابعادها الاجتماعية والدينية والفكرية ، وحاولت جاهدا أن أوحد موضوعها ، فندعوكم لتأمل هذه الرسومات ومن يجيد الفن ومذاهبه فهي مادة دسمة للدراسة .... كانت القبائل الثمودية بدوية وديدنها الترحال والتنقل وكانوا أهل قوافل فكان للحمار أهميته ومكانته فهو الذي يقرب الزمان والمكان وهو خير معين في مفازات الجزيرة العربية ، ورفعت مكانة هذا الحيوان... و تسمى به الخلف من ملوك –مروان الجعدي ، مروان الحمار – وغيرهم إعجابا بتحمل وصبر هذه الدابة أتان ورضيعها ونلاحظ هنا أن الرسام استخدم أسلوب النقش الغائر والمتقن لهذه الأتان التي ترضع صغيرها ، وكأنه يظهر حبوره وفرحه بهذا المولود العزيز على نفسه جدارية الحمر أما هذه فهي قد رسمت بالحجم الكامل وقد التقطت عين الفنان تلك اللحظة -فجمدتها - من اللعب والصراع بين هذه الحيوانات (حمارين في وضع عكسي ويحاول كل منها أن (يصقل )الآخر وتلجأ الحمير إلى هذا الوضع في حالة الصراع وخاصة بين الذكور وأحداث ضرر بالآخر وذلك عند وجود الأنثى ) ووضعها بهذا الحجم الضخم على لوح حجري يصعب تصويره فضلا عن الوصول إليه الفن الصخري لعل ابداعات فنان ذلك العصر قد تبدو واضحة مع هذه اللوحة التي تنطق بحقيقة الحمار وتعابير محياه البليدة واللامبالية وليظهر ذلك من خلال الظل الذي حفر حول الرأس باسلوب دقيق ومتقن ويوصل الرسالة ودلالاتها الرمزية هذه راقصة في طقس ديني غير مفهوم وهي أمام مجموعة من الرجال ذوي الرؤوس الحمارية ولعلها تتضح في الصورة اللاحقة (الحمار + الإنسان) = الحان لقد دخل الحمار إلى مرحلة متقدمة في حياة القوم وأضحى في اللامعقول فضلا عن المعقول وأصبح رمزا وتجريدا وانتهت فترة الحمار المرافق للإنسان طوال مسيرته الحضارية لنلج في مرحلة عنوانها الاتحاد والتماهي بين الاثنين لتعلن :الإنسان الحماري ، أو الحمار الإنساني ملحوظة (كتبت تحت مسمى انبوان وأنا اليوم اكتب باسمي الصريح ) والى لقاء آخر |
الساعة الآن 01:41 AM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Content Relevant URLs by vBSEO 3.5.2 TranZ By
Almuhajir