مسيرات واعتصامات الجمعيات قبل برلمان 2006 هي ما يتكرر اليوم
 

لا أرى أن الجمعيات تعيش أجواء ثورة وهي نفسها لا تعتبر ما يجري في البحرين ثورة انما غالباً ما تطلق عليها في ادبياتها السياسية والاعلامية مسمى الازمة السياسية التي تشدد على أن لا حل لها الا بالجلوس على طاولة الحوار

فنسق حراكها هذه الايام هو نفسه نسق حراكها البطيء والبليد قبل تخليها عن مقاطعة البرلمان والمشاركة فيه عام 2006

وكلنا نتذكر مسيرة سترة الدستورية الكبرى عام 2005 التي كانت ستلغى تحت تهديد الداخلية لو لا صرامة مشيمع ومن معه وما تلاها من مسيرات واعتصامات ومهرجانات ضخمة كل عدة أسابيع أو كل عدة أشهر والعريضة الدستورية التي وقع عليها عشرات الالاف واقتصر التوقيع عليها على اعضاء الجمعيات حيث اضطر الناس مرغمين للتسجيل بالالاف في الجمعيات وفي مقدمتها الوفاق للتوقيع على العريضة خضوعاً للشرط الحكومي حتى وصل عدد من سجلوا كأعضاء جدد في الوفاق من اجل التوقيع على العريضة لما يقرب الستين ألف الى ان اكتشفت الجماهير بعد الغاء المؤتمر الدستوري اللذي كان يعقد سنوياً ان ما كان يجري ليس تحركات جادة من اجل الاصلاح الدستوري انما كانت عين الجمعيات من البداية على البرلمان وكانت تجري اللقاءات الخاصة مع اطراف النظام من وراء الكواليس حيث كانت من خلال هذه الفعاليات تمتص غضب الناس من الانقلاب على الدستور عام 2002 وتهيأهم للمشاركة في البرلمان اللذي قاطعته مرغمة تحت الضغط الجماهيري وسيناريو المقاطعة هذا تكرر في مقاطعتها للانتخابات التكميلية نهاية العام الماضي

بعد ان صعدت السلطة في بطشها كان على الجمعيات من جهتها ان تصعد في حراكها بما يتواءم مع الاجواء السياسية التي فرضها واقع الثورة وليس بالضرورة أن يكون هذا التصعيد من خلال اللجوء للمواجهة المباشرة كما يقوم به الشباب الثائر انما المواجهة في اطار ما تدعيه بأنها تتبنى الوسائل السلمية لتحقيق مطالبها ومنها العصيان والاضراب والتظاهر قرب أو في المؤسسات والنقاط الحساسة وحتى اللجوء لتصعيد اكبر باحتلالها لفترة طويلة إضافة إلى عدم الاعتراف بالقوانين الوضعية خصوصاً القوانين المجحفة واعلان القطيعة التامة او شبه التامة مع النظام حتى يأتي هو مرغماً لطلب الحوار معها ولا تستجديه هي منه بمعنى آخر تتصرف كمن يريد اسقاط النظام مع فارق اختلاف المطلب

بالرجوع الى سيناريو الاحداث قبل مشاركة الجمعيات في برلمان 2006 وتكرار نفس هذا السيناريو المقتصر على المسيرات والاعتصامات والمهرجانات الجماهيرية الاستعراضية واللقاءات من وراء الكواليس مع أطراف النظام في الوقت الحالي ارى ان نهاية السيناريو الحالي سيكون شبيهاً بنهاية سيناريو ما قبل برلمان 2006 فكل هذه المسيرات والمهرجانات ستذهب هباءاً في قبال ما ستخوضه الجمعيات إن عاجلاً أو آجلاً