خطاب ضمير: مأساة حقيقة يعيشها ستيني مريض منسي خلف القضبان!
 

مرَّ عامٌ على اختطاف يونس عاشوري في الطريق بواسطة 15 سيارة شرطة ملثمون كلهم. فمنذ أن تلقى اتصالا في 20 مارس 2012م من مديرته "المتآمرة" مع الداخلية ضد الأشراف بان هناك اجتماع طارئ خرج يونس ولم يعد ولم تجدي محاولات البحث عنه بشئ لثمانية عشر يوما حتى تلقت زوجته (من الطائقة السنية الكريمة) اتصالا مراقبا منه ليخبرها بأنه معتقل ولكنه لا يعلم أين، وكذلك ليبلغها بعدم الإتصال مع الإعلام أو الحقوقيين لأن السجانين قد وعدوه بالخروج بعد يومين إذا ما وافق ليوقع على ورقة!

السيد عاشوري، ستيني عرف عنه الأخلاق والطيبة ومساعدة المحتاجين وخدمة الآخرين.. إنه اليوم يعاني من أمراض مستعصية ومزمنة وبحاجة إلى عملية جراحية عاجلة ولكن إدارة السجن ترفض أخذه لإخصائي وإنما في كل مرة تشتد حالته يؤخذ لطبيب عام ليعطيه مجرد مسكنات للألامه!

في المحكمة العسكرية المشئوؤمة تلك، حوكم يونس بثلاث سنوات سجن بتهمة أخذ إسطوانات غاز إلى المرفأ المالي، وهذه كذبة كبرى بنيت على اعترافات منتزعة تحت وطئة العذيب والتهديد باغتصاب عرضه وكذلك بعد منع الأدوية التي اعتاد عليها لأعوام عنه، علاوة على أنه وقع على تهم وهو معصوب العينين! كما أن هذه التهم مصدرها "شاهد سري" وهو مقدَّم المخابرات (مبارك عبدالله حويل المرّي) لا يحضر جلسات المحاكمة ولا ترضى المحكمة أن يأتي محامي يونس (الأستاذ محمد الجشي) بشهود النفي وهم كثر ومستعدون لشهادة الحق لصالح يونس!

أهل يونس ضربوا الطوق حول والدته كي لا تعلم باعتقاله لأنها شديدة الولع به (أكثر مما يتصور الواحد منا) وقد لا تحتمل صعقة الخبر، ففي علمها بأنه مسافر لإكمال الدراسة! على الأقل هكذا ارتأت عائلته لعلمها بوضع والدته الخاص أيضا!

من يعرف السيد يونس عاشوري، يعرف عنه الأخلاق والطيبة والإيمان والحس الإنساني وخدمة الآخرين ومساعدة المحتاجين..
قصة السيد يونس عاشوري طويلة، ومعاناته مؤلمة لا أستطيع حصرها في موضوع صغير، ولكن يكفي أنه في آخر جلسة استئناف تحدث عن معاناته للقاضي وقال فيما قال بأنه كان -ولمدة شهرين- يعطى كوبا واحدا للتبول فيه والشرب منه في آن واحد، وأنه كان ينزف دما فأخذوه للمستشفى العسكري سأله الطبيب هناك "أي مكان يؤلمك أكثر يا يونس؟!" وما أن أجاب يونس: "كليتي"، حتى انهال الطبيب لَكما على كليته!! وأخيرا.. أنتهى يونس بقوله للقاضي: "كل ما سردته هنا لا يعادل 20% مما عانيت، وهناك أمور لا أستطيع الحديث عنها"!!!!

جلسة الإستئاف القادمة ليونس ستكون يوم 25 مارس القادم، وقد أرادت منظمة العفو الحضور إلا أنهم لا يتمكنون ذلك لأن تأشيراتهم ستكون مننتهية بسبب التحديد الذي يفرضه النظام على منظمات حقوق الإنسان الدولية (5 أيام فقط)!

لست أدري ما الذي يمكن أن يقدم الواحد منا هنا ليونس، ولكن يكفي أقل الواجب وهو قراءة الموضوع، وتسجيل كلمة دعم هنا لتصله فيتقوى بها، ومحاولة نشر القضية ولو بتغريدة واحدة!
وفقكم الله وفرج الله عن جميع أسرانا، آمين رب العالمين..