قصة استشهاد ابنتي البكر (حوراء) واعذروني على التأخير في نشرها واتمنى ان تنشر بنطاق واسع بمساعدتكم يا ابناء شعبي الصامد الصابر

أكتب قصتي لكم على الرغم من التأخير إلا أنها في كل يوم تتجدّد بتفاصيلها الموجعة .. هي لم ترحل فذكراها غضَّة طريَّة لازلت أستشعرها بكل جوانبها

قصتي تبدأ من شهر سبتمبر 2010 حيث كتب الله لنا أن نُرزق بالذرية الصالحة فكانت الفرحة تغمر قلوبنا أنا وزوجي والأهل كنا نخطّط لكل شيء .. رتّبنا الميزانية ومرّت الأشهر حتى وصلت للشهر السادس فكانت حاجيات المولودة المنتظرة قد اكتملت وزادت أحلامنا وتخيلاتنا كيف ستكون .. تشبهني أم تشبه والدها ، كان الانتظار يرهقنا وقد تبقّى على موعد الفحص الشهري الدوري بضعة أيام وأنا متشوقةً جداً لسماع نبضها والاستمتاع بالاستماع لدقات قلبها الصغير كانت تركلني كثيراً وتتحرك كثيراً ، كل التحاليل والفحوصات في كل شهر تكون سليمة بل وكل شيء طبيعي وممتاز ولكن حصل ما لم يكن في الحسبان حيث أنني متأكدة بل وأجزم أنه في إحدى الليالي التي تسبق موعدي الشهري للذهاب للمستشفى لإجراء الفحوصات الدورية المعتادة وكان بتاريخ 29 - 3 -2011 في فترة السلامة الوطنية كانت رائحة الغاز المسيل للدموع تملأ الحجرة التي نسكن فيها في منزل والد زوجي حيث اضطررنا للنوم في غرفة أخرى داخل المنزل وفي اليوم التالي استيقظت من النوم مفزوعة وكنت أحسّ بأن ابنتي لا تتحرك جيداً كما كانت عليه سابقاً فقد قلت حركتها أخبرت زوجي بالموضوع وهدأني وذهب بي مرتين للمستشفى وأخبروني بدون فحص أن الأمر طبيعي في الأشهر الأخيرة تقلّ حركة الجنين في المرة الأولى قالت لي الدكتورة ربما يكون خوف لأنه الحمل الأول وفي المرة الثانية أكدّت لي الدكتورة أن كل شيء طبيعي وبعدها رجعنا للمنزل ولازال نفس الإحساس يراودني توجهت بتاريخ 29-3 للمستشفى لموعدي فأخبرت الدكتورة عن احساسي فقالت لي سنرى الآن بعدها قامت بالكشف عليّ وحاولت سماع نبض قلب ابنتي إلا أنها حاولت لمدة تقارب الساعة ولم تتمكّن من سماع النبض هنا إزداد خوفي وبدأت بالبكاء فطمأنتني وأعطتني تحويل لمستشفى جدحفص حيث كانت مراجعتي على مركز البديع الصحي فذهبت فوراً لمستشفى جدحفص للولادة وقاموا بعمل الفحوصات وأكدّوا لي أن ابنتي قد توّفت ! سألناهم عن سبب الوفاة فلم يعيرونا أي اهتمام وقالوا قضاء الله وقدره خصوصاً انه في فترة السلامة الوطنية قد توّفى الكثير من الأجنَّة بسبب الغاز المسيل للدموع .. لم نكنّ نعلم ماذا نفعل انهارت أعصابنا وفي نهاية الأمر ذهبت لمستشفى ابن النفيس حيث ولدت بتاريخ 4-4-2011


هذه بعض التغريدات للدكتوره غفران الغتم التي اطلعت على كافة المستندات

@G_AlGhatam

تعقيبا على ما غردته ام حوراء، لقد اطلعت على جميع التقارير الطبية منذ بداية الحمل و صور السونار شخصيا، يتبع

جميع التقارير الطبية كانت سليمة لما بعد ٢٦ اسبوع من الحمل، لم تظهر صور السونار وجود أعراض تهدد حياة الجنين

تحدثت معها شخصيا و اخذت تفاصيل الولادة، و ما يجدر قوله هنا أن حتى ولادتها بالجنينة المتوفاة لم تكن طبيعية

بل تعرضت لخطر كبير في الولادة لولا لطف الله، لم يكن الخطر خطأ طبي قدوما كان نتيجة لمضاعفات الغازات، يتبع

كما ذكرت سابقا في تغريدات أخطار الغاز بأنه يؤثر على رحم المرأة و يؤدي لتشوهات جنينية، وهذا تماما ما حدث

لم ارى حالات مسبقة كحالة ام حوراء في الولادة، فحسب وصفها المشيمة لم تخرج الى بعد ٤ ساعات من ولادة الجنينة

كما انها أكدت ان الطبيبة التي ولدتها اضطرت لإخراج المشيمة بعد تقطيعها إذ كانت ملتصقة!! و هذا لا يحدث طبيعة

هذه الحالة لا نتيجة خطأ طبي او ما شابه كما ان الطبيبة النسائية التي أشرفت على الحالة هي من امهر الأطباء

اطلعت على صور الجنينة و آثار التسمم كانت واضحة، شربت كمية كبيرة من الماء و بداية التحلل الجسمي كان واضحاً

صور الجنينة تقطع القلب و تعكس الإهمال وتدني مستوى الخدمة الصحية التي وصلت اليه البلاد، لولا لطف الله لكانت

ام حوراء في عداد المفقودين، الله ستر انها لم تتسمم و تداركوا الامر بالذهاب لمستشفى خاص بعد ان أعطيت موعد

متأخر و بعيد لإنزال الجنينة.. الحمدلله أنها سلمت منها، و هنا تجدر بنا الاشارة لقضية باتت خطرة فعلاً، يتبع

ام حوراء لم تكن الاولى و لن تكون الأخيرة في ظل الاستخدام المفرط للغازات السامة، كحالتها العشرات من النساء

الكثير من الحالات يكتشف فيها موت الجنين و بطبيعة الحال تعطى المريضة فترة أسبوعين حتى يحدث الإجهاض طبيعيا

لكن هذا لم يعد في صالح مريضات هذه الايام لان وجود الجنين ميتا يؤدي لتسمم فما بالكم تسمم في ظل وجود الغازات

نصيحة لكل حامل تتعرف على خبر موت الجنين، الرجاء محاولة الحصول على اقرب موعد خاصة اذا كانت تسكن في منطقة

مليئة بالغازات او تتعرض لها بشكل مباشر، فذلك كفيل بترك مضاعفات أكبر و أكبر على صحتكِ عزيزتي.. الله يحفظكم

لا أعلم إن كانت أم حوراء تسمح لي بنشر صور الجنينة، لا أريد أن افطر قلبها لكن الصور تحتاج لتحليل بحد ذاتها

ما أؤكد عليها هنا أن أم حوراء ماهي إلا واحدة من العشرات اللاتي تعرضن لنفس القصة لكن لم يتحدثوا عنها

ما ذنب هؤلاء الشابات لتوأد أحلامهن بالأمومة و تعريضهن لأخطار لا قدرة لنا على مصارحتهن بها لأنها مفجعة حقاً