منتدى استراحات زايد - مقالي: رياضيات الشعب

الشعب يريد إسقاط النظام
الشعب يريد إصلاح النظام
الشعب يريد خليفة بن سلمان

كلما هتف مواطنون بإحدى هذه الشعارات في مختلف التظاهرات والاعتصامات فإننا نرى مواطنين آخرين يردون عليهم بأنهم مؤمنون بشعار آخر، فمن يهتف بإسقاط النظام مثلا يرد عليهم الغير بأن الشعب يريد الإصلاح لا الإسقاط، والعكس صحيح، كما يجري ذلك على من يهتف بشعاري الإسقاط أو الإصلاح ويرد عليهما البعض بأن الشعب لا يريد إسقاطا ولا حتى إصلاحا، وهذا يدفعنا للسؤال: ما المقصود بأن الشعب يريد الإسقاط أو الإصلاح أو بقاء النظام كما هو؟، فإنه لا يمكن أن يكون "الشعب" مريدا لشيء، ونراهم مختلفين فيه، فليس الكل يريد إسقاط نظام آل خليفة، وليس الكل يريد إصلاح النظام مع بقاء آل خليفة حكاما على البحرين، وليس الكل يريد بقاء النظام الخليفي على ما هو عليه اليوم دون تغيير، وإلا فينبغي عقلا ألا تُرفَع هذه الشعارات الثلاثة أصلا لأن جميعها لا تمثل الشعب كونهم مختلفين في المطلب المريدين له.

الجواب:

تتفق أصحاب الشعارات الثلاثة أنه ليس "جميع الشعب" متفقا على شعارها الذي تهتف به، وتعلم بأن هناك أناسا موالين للنظام بنسب مختلفة، وأناسا غير موالين للنظام بنسب مختلفة، وكما يبدو فإن المعنى المتفق عليه لهذه الشعارات يحمل معنيين سندمج بينهما للوصول لنتيجة نهائية:

1- صاحب الشعار الأقوى هو المتمثل بعدد الهاتفين به، فالأغلبية الشعبية هي التي تحدد مصير البلاد لا غيرها.

2- صاحب الشعار الأقوى هو المتمثل بمن يغير المعادلة في البلاد ولو كانوا أقلية، فلا فائدة بالكثرة الغير عاملة للوصول إلى الهدف المنشود، - والهدف هو الوصول لشعارها المرفوع، والذي تؤمن به من الإصلاح او الإسقاط او عدمهما - فإنه لا ينفع مثلا أن يرفع الجميع إصبعي السبابة والوسطى ليقولوا "صمود" بلا عمل أو مساهمة ولو بسيطة من الجميع بحيث يسمى أننا ساهمنا جميعا للوصول للهدف الذي نطلبه، والذي يحتاج للصبر والصمود فعلا.

النتيجة النهائية: الأغلبية العاملة هي صاحبة أقوى شعار، وقد أثبتت ذلك من خلال فعالياتها، ومن خلال الصور والملفات المسموعة والمرئية المعروضة، ومن خلال وسائل التواصل الاجتماعي المختلفة بشكل يومي، بل وبشكل لحظي، كما أثبت ذلك أصحاب الشعارين الآخرين أنفسهم، فإنهم يحاولون جاهدين على محو الشعار الذي هو في طليعة المركز الأول بلا منازع.

أسرار هذا الشعار

سر غلبة هذا الشعار الأول على الشعارين الآخرين يكمن في أنه نابع من قلوب قاست الظلم بكل أنواعه، وأنها تطلب إزالته ليذهب هذا الظلم عنها بلا رجعة، ولكن هناك سرا آخر تحمله بواطن هذه القلوب دون أن تعلم به، فإن ترديد هذا الشعار يحمل عجبا، فهو شعار تهتف به الجموع بصوت عالٍ لتعبر به عن ألمها ورفضها للظلم، وفي نفس الوقت نجد هذه الصرخات تتعالى وهي متوشحة بالابتسامة والفرحة حين ترديد هذا الشعار مع أن الظلم لم يزل عنها حتى الآن!!!

كيف لقلوب هكذا ألا تنتصر؟!، قلوب تتغير نبضات قلوبها بمجرد ترديدها لهذا الشعار، بل لمجرد سماعه أو قراءته، بل لمجرد تفكيرها به، فلنستمع لنبضات قلوبنا ونحن نردد هذا الشعار، وسنرى فيه نبضة ألمٍ معها بسمة أملٍ يبقى فيها العمل، فإني لم أرى سحرا وحياة إلا في شعار أن "الشعب يريد إسقاط النظام".

وصلة المقال في بحرين تايمز:
http://t.co/f6wTOpRp