عندما تنحرف البوصلة
 

لم اعتقد عندما ثار الشعب قبل عام ان حالنا سيكون هكذا اليوم.
انا لا اعني وضعنا الحقوقي والقمع الذي نعيشه، فالموضوع كان واضح منذ ايام الدوار بان هذا النظام لن يسلم بسهولة، ولن يعطي عن يد وهو صاغر الا ان يجبر على هذا.
كان الامر واضح بالنسبة لي بان حمد لن يترك الحكم الا عندما يخير بين الحكم وبين نفسه هو، لذلك كنت على يقين بان ثورتنا ستكون اشبه الثورات العربية بالثورة الفرنسية حين قاوم الثوار لعشر سنين قبل ان يسقطوا طاغيتهم.
ولكن مع وضوح تلك الرؤية الا اني لم انجح في رؤية حالنا اليوم والبوصلة عندنا منحرفة عن اتجاهها وعدونا مجهول بالنسبة لنا، فتارة هو الحكم، وتارة اخرى هم الجمعيات السياسية !!

فنحن ربما نتفق كليا او نختلف جذريا مع الجمعيات و ربما نتفق قليلا ونختلف قليلا معها، الا ان ذلك لا يبرر ابدا هذا الهجوم الغير منطقي وهذا السفه والفجور في الخصومة.
انا ايضا اختلف مع الجمعيات واختلف تحديدا مع الوفاق لكنها مع ذلك ليست العدو الذي يجب ان اشمر عن ساعدي استعدادا للقائه، بل هو الحكم من اعادي وهو الحكم من اريد ان اضرب.

بصراحة هناك تساؤل يقفز في ذهني كلما ارى هجوم على الجمعيات او الوفاق وهو :
ما الذي نخاف ان تفعل هذه الجمعيات ؟؟ ماذا سنخسر ان تركناهم يعملون ونحن بقينا نعمل ؟؟
هل نخاف فعلا ان تنجح الوفاق ومعها الجمعيات في مسألة اصلاح النظام الذي هو مشروع لن ينجح الا على جسد مشروع اسقاط النظام ؟؟
انا ( اتكلم عن نفسي ) لا اخشى من ذلك ابدا والسبب بسيط، وهو ان كان اصحاب واتباع ومتبني اسقاط النظام هم الغالب من الناس فلن تنجح الوفاق ولا غيرها في تمرير مشروعها، اما ان كان اصحاب واتباع اصلاح النظام هم الغالب من الناس فحقهم ان يطبقوا مشروعهم، هذا هو العدل .

يا جماعة هناك مشروعان، هذا الامر واضح وجلي، فيعمل اصحاب كل مشروع على مشروعهم فذلك افضل من الضرب البيني ومن ابقاء بوصلتنا منحرفة.

هذا والله من وراء القصد.