منتدى استراحات زايد - الحق ما يقوله وما يقوله الحق!

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد

"اعرفوا الرجال بالحق، ولاتعرفوا الحق بالرجال" -المولى أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (صلوات الله وسلامه عليه)
في واقع حياتنا اليومية مخالفة فكرية وعملية لمفاد هذا الحديث المبارك. فكم من أمر حكمنا بحقيته لأن الرجل قد قال به. فهناك العديد ممن أيد مطلب معين فقط بسبب أن "الرجل" قد طالب به، بغض النظر عن صحته وكونه حقاً يستوجب تأييده. فجعل مدار فكره وعمله هذا "الرجل!" وما يقوله، عوضا أن يلجأ إلى ميزان العقل والشرع. وأفنى وقته في تشكيل تبريرات سوغت له هذا الإتباع المطلق، عوضا عن إستثمار هذا الوقت والجهد في النظر والبحث عن الحق.

يروى أن النائب الثالث الحسين بن روح النوبختي (رض) كتب الى جماعة الفقهاء بقم المقدسة كتابا في الفقه، وقال لهم: انظروا في هذا الكتاب وانظروا فيه شي‏ء يخالفكم؟ فكتبوا اليه: انه كله صحيح، وما فيه شي‏ء يخالف الا في شيء واحد.. فلم يقبلوا بقوله مع أنه أحد نواب الإمام الحجة (عجل الله فرجه الشريف)، فتارة نرى الحسين بن روح كنائب خاص فيجب علينا إتباعه بلا كلام فيما يرويه عن الإمام عليه السلام، وتارة أخرى نراه بشخصية الفقيه الغير معصوم فقد يصيب وقد يخطئ، ولأقرانه الفقهاء الحق في الرد عليه ومخالفته.

وهذا أمر قد نفتقده اليوم، فهناك من يقول لا تكذبوا الرجل فإنه الرجل!!!! (لا أقصد جهة معينة أو شخص بذاته)،، مع أن هناك مساحات مفتوحة لي انا أُشخص فيها وفق ما عندي من معطيات. وإن اتبعت الجهة الكذائية فباعتبار ان برهانها كان حقا وليس باعتبارها هي.

فعلينا الحذر من أن نكون نطالب بإسقاط النظام فقط لأن الجهة الفلانية قد طالبت به، أو نطالب بالمملكة الدستورية فقط لأن الجمعية الكذائية تطالب بها!! فأسفي على من حدثته وحدثني وهو يقول أنا أطالب بهذا المطلب لأن الجمعية الفلانية طالبته به مع أني أرى أن الحق والصحيح هو خلاف هذا المطلب.

فإن الذي يطالب بالمملكة الدستورية لأنها الحق، فعليه أن يظل على مطالبته بها حتى وإن عدلت الجمعيات إلى مطلب إسقاط النظام (أقول فرضا). وعلى من يطالب بإسقاط النظام بسبب أنه الحق ألا يتراجع عنه حتى وإن تنازل الرموز المعتقلين عنه.

كن مع الحق ولو على حساب من تحب، ولا تشتغل بالذود عنه فقط لانه فلان...