مقالي: أنا طائفي وموال لإيران
 

أنا طائفي وموال لإيران الجزء الأول

استمر الموالون للنظام البحريني طوال فترة الثورة المباركة في تشويه صورة المعارضة إلى الناس بالداخل والخارج، واستمرت المعارضة بنفي هذه الأمور، وهنا أريد أن أتكلم بشكل مختصر جدا عن ثلاثة أمور منها فقط والتي كثر الكلام عنها، وهي:

1- الطائفية: وغرضها بيان أن الثورة في البحرين ليست كباقي الدول، فتلك الدول طالب شعبها بالإصلاحات وإرجاع الحقوق الطبيعية لها والتي سلبها منهم نظامها الظالم، وعليه طالبت بإسقاطها، أما في البحرين فإن القضية ليست كذلك، فهي تتسم بأن هناك صراعا بين طائفتين هي: طائفة أهل السنة والجماعة، والشيعة الإمامية الإثنا عشرية، وليست ثورة مطالب شعبية.

2- الولاء إيران: ويقصد بها أن الشعب الشيعي البحريني يحب إيران بطريقة جنونية، حيث أنهم يريدون أن تحكمهم إيران وبشدة، ويفعلون ما يفعلونه فداء لهم، وينتظرون كل الأوامر منهم.

3- ولاية الفقيه: ويقصد موالو السلطة من ذكر هذا المصطلح أن سبب هذه المظاهرات هو الوصول لأن تتولى "العمائم" حكم البلاد بدل الملك الحالي، وأن كل الأوامر مطاعة من هذا الولي الفقيه، فحتى لو قال: اقتلوا أهل السنة فإن جميع الشيعة يهبون لقتلهم!!!، وسيفعلون ذلك قطعا - حسب وجهة نظرهم -

وسأتكلم هنا بأسلوب جديد، والذي يبين أولا خطأ هذه الاتهامات، ويبين ثانيا عدم جواز ما يحصل اليوم من مظالم حتى مع افتراض صحتها، وسأتكلم بها على شكل نقاط أحاول بيانها باختصار:

1- نحن لسنا طائفيين، ودليله أن كل ما ذكر من مطالب المعارضة ما هي إلا مطالبات تهدف لنيل الحقوق والعيش الكريم، والحرية والكرامة.

2- نحن لسنا طائفيين، وحتى لو كنا كذلك فهذا لا يبرر القتل والتعذيب والفصل التعسفي والسرقة وهدم المساجد وحرق القرائين التي بداخلها واقتحام البيوت وهتك الحرمات، فبغض أهل السنة والجماعة ليس كافيا لفعل المحرمات والمنكرات في حق الغير، وإلا لجاز للشيعة أيضا فعل نفس هذه المنكرات لمجرد أن أهل السنة والجماعة يكرهون الشيعة!!!، وهذا ما لا تدعو له المعارضة، بل وتستنكره لو حصل، والحمد لله أننا بين شعب واع لم يقع في هذه الأمور القبيحة.

3- نحن لسنا طائفيين، ولو افترضنا أن القضية طائفية فينبغي النقاش والحوار في الأمور المذهبية بذكر الكتب والمصادر التي تثبت أحقية مذهب على آخر، لا أن نتناقش ونفتح حوارا باسم "الوطنية" و "المطالب"، وقد بينت سابقا في مقالة مقال "السلطة والمعارضة متفقة على كلمة "الحوار"" عن شروط الحوار، فلا حاجة للتفصيل، ومن أراد فليراجع.

4- نحن لسنا طائفيين، ولكن حتى لو افترضنا وجود ذلك فإن الخلاف الحقيقي الموجود لدينا ليس بين الشيعة والسنة، بل بين الشيعة والوهابية، فالوهابية مختلفون في الأحكام الشرعية والعقيدة عن أهل السنة والجماعة وإن ادعى الوهابيون ذلك،-وليس مكان كلامنا إثبات اختلافهما- وهم المنتشرون حاليا بوجودهم وأفكارهم في الخليج وخصوصا في بلاد الحجاز -السعودية- وليس أهل السنة والجماعة، ونعرفهم عادة -الرجال منهم- بلبسهم الثوب القصير وتطويلهم لحاهم، وسأقول مختصرا ما يرونه في الشيعة، ومن يريد المصادر فسأعطيه إياها لمن يطلبها:

أ- لا يجوز السلام على الشيعة، فهو من أعظم المنكرات وأقبح السيئات!!!
ب- لا يجوز مواكلتهم، والانبساط معهم!!!
ج- لا يجوز موادتهم، وتلقيهم بالبشاشة والإكرام ولين الكلام، ومن فعل ذلك فقد جمع الشر كله، بل وبين لهم المقت والاحتقار!!!
د- لا يجوز الزواج من نسائهم، وإذا وقع زواج يجب فسخه!!!، بينما يجوز الزواج من اليهودية والنصرانية!!!
ه- يجب هجرهم والبعد عنهم، فهو أمر مشروع وقمع للمبطلين!!!
و- يمنع عليهم إظهار شعائرهم، وزيارة مشاهدهم ومآتمهم، زيجب هذم المآتم، وإلا فينفى من بلاد المسلمين!!!

ملاحظة: ذكرت هذه الأمور من مصادرهم المعتبرة، والتي لا يشكون هم أنفسهم في صحتها ووجودها -أتكلم عن العلماء لا عن الجهال-، ولم أذكر أسماءها بغية الاختصار ولذكرها في محلها إن توفقنا لذلك، ولأن بحثنا هنا يقتصر على كلمة "الطائفية" دون النقاش التفصيلي مع الوهابية، ولكني أريد أن أبين هنا أن مذهب الوهابية يريد أن يقطع كل سبل التواصل الاجتماعي مع الشيعة من السلام والأكل والجلوس والموادة بأي شكل والزواج بهم، بل ويجب أن يظهر لهم كل قبيح، بينما لا يوجد ذلك في كتب ومصادر الشيعة، بل يوجد عكسها تماما، فنستلخص من ذلك أن هناك "طائفية"، ولكنها من جهة غير جهة الشيعة.

هنا أنهي الكلام عن النقطة الأولى، وهي "الطائفية"، وأسأل الله التوفيق في الكلام عن نقطتي "الولاء لإيران" و "ولاية الفقيه" في حلقة قادمة

وصلة المقال من حساب الفكر الواعي:
http://www.facebook.com/note.php?not...37933426257527

حساب الفكر الواعي على التويتر:
@Feker_Waei