آية الله قاسم ورسائل مسيرة ٩ مارس
 

آية الله قاسم ورسائل مسيرة ٩ مارس


ربما يتساءل الكثير من المراقبين للشأن السياسي البحريني عن سر الدعوة التي أطلقها المرجع الديني الأعلى في البحرين آية الله الشيخ عيسى قاسم لتنظيم مسيرة جماهيرية حاشدة يوم ٩ مارس، ويتساءل آخرون، لماذا يعلن آية الله قاسم شخصياً عن هذه المسيرة التي سيقودها بنفسه ويدعو الجماهير صغاراً وكباراً للمشاركة فيها، ويعتقد آخرون انها سابقة ان يتصدى آية الله قاسم للعمل السياسي بشكل مباشر وصريح، ولفهم ذلك دعونا نورد تفسيراً لذلك ولنوضح للقارئ خلفيات ودلالات تلك الدعوة.

أولاً: حجم الاستفزاز هذه المرة جاء من أعلى سلطة سياسية في البلاد وهو الملك، الذي اتهم المعارضة بأنهم "شرذمة" وقلة، وحتى لو كان هؤلاء يحملون مطالب سياسية فإنهم وبسبب عدم تمثيلهم لغالبية الشعب البحريني فإن النظام لن يستجيب لما يطلبه الاقلية على حساب الاكثرية التي هي مع السلطة بحسب حيثيات كلام الملك نفسه، وهنا جاء الرد من أعلى هرم المعارضة ايضاً، بأن مايدعيه الملك بالكلام سيرد عليه الشعب بالفعل وهي مسيرة التاسع من مارس التي يقول مراقبون أن عدد ها من الممكن أن يتجاوز ١٥٠ الفاً بأقل التقادير نظراً لمسيرات سابقة دعا لها الشيخ قاسم نفسه وحضرها عشرات الالاف.


ثانياً: المراقبون يعتقدون أن اية الله قاسم هو من يمسك بجزء كبير من خيوط اللعبة وهو من يحدد الخطوط الحمر، وأن كلام الملك في معرض حديثه عن المعارضة كان يجب ان يلقي رداً قوياً لتصل له الرسالة من الرمز الديني الأول في البحرين من أن تجاوز تلك الخطوط من أي أحد بما فيهم الملك فأنه يجب ان يوقف عند حده.

ثالثاً: آية الله قاسم والمعارضة يدركون تماماً أن المسيرة المقبلة وماصاحبها من تأييد من كبار العلماء، والسياسيين ستوصل رسالة للعالم أجمع مفادها " أن النظام يكذب وان الصدق مع المعارضة"، حتى على فرض أن عدد المتظاهرين لم يتجاوز ٥٠ الفاً من شعب عدد مواطنيه يزيدون على نصف مليون بقليل، فما بالك لو اقتربت العدد من ٢٠٠ الف انسان.

حسين علوي/ كاتب بحريني